S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
كشف مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور أحمد ضميرية أن كلفة علاج مرضى التلاسيميا تتجاوز 8ر5 مليارات ليرة سنويا أي ما يعادل كلفة بناء ثلاثة مشاف بسعة 100 سرير أو 75 مركزا صحيا.
وفي تصريح لـ سانا الصحية قال ضميرية: “إنه بعيدا عن الكلفة المادية للعلاج فإن ولادة طفل مصاب بالمرض مأساة تلازم العائلة طيلة فترة حياته ويمكن تفاديها بالتأكيد على إجراء فحوص قبل الزواج قبل إتمام الأخير والوصول إلى تشريع يمنع ارتباط زوجين يحملان سمة التلاسيميا ونشر التوعية بالمجتمع”.
وذكر ضميرية أن عدد مرضى التلاسيميا في سورية حسب الاحصائيات المسجلة 3876 مريضا يتلقون حتى اليوم خدمات طبية علاجية واستقصائية مجانية وتصل كلفة علاج المريض الواحد سنويا إلى 5ر1 مليون ليرة.
والتلاسيميا أو فقر دم حوض البحر الأبيض المتوسط مرض وراثي ينتقل من الآباء والأمهات الحاملين للمورثة الطافرة إلى الأبناء الذكور والإناث على حد سواء حسب مدير مركز تلاسيميا دمشق الدكتور ياسر مخللاتي الذي يبين أن احتمال ولادة طفل مصاب بالمرض من أبوين حاملين للمورثة هو 25 بالمئة لكل حمل.
وتظهر أعراض المرض كما يوضح مخللاتي بعد ستة أشهر من الولادة على شكل تأخر نمو وتطور حركي وروحي وبكاء غير مفسر وتسرع قلب وشحوب مبينا أن مريض التلاسيميا يحتاج لنقل دم متكرر وأدوية خالبة للحديد وتحاليل مخبرية وفحوصات.
ولفت رئيس المركز التخصصي إلى أن اختلاطات تأخر نقل الدم تظهر على شكل تأخر نمو وتشوهات عظمية وقد توءدي إلى الوفاة مبينا أن العمر الوسطي لمريض تلاسيميا يتلقى علاج منضبط بين 40 إلى 50 عاما.
وينص قانون الأحوال الشخصية في الجمهورية العربية السورية على إبراز تقرير طبي من مخابر فحوص ما قبل الزواج بين وثائق عقد الزواج عند تسجيله أو تثبيته والتي تتضمن تحاليل لأمراض منها التلاسيميا والتهاب الكبد والايدز وغيرها ويقول القاضي الشرعي الأول بدمشق محمود المعراوي: “إن المحكمة الشرعية لديها صلاحية منع الزواج في حال كان التقرير الطبي ينصح بعدمه”.
ويشير معراوي إلى “تشديد عقوبة الزواج العرفي في خطوة قد تتبع لاحقا بتحريمه لأسباب كثيرة منها الحد من الأمراض الوراثية كالتلاسيميا”.
بدوره يبين الأب اليان وهبة أن الكنيسة ترفض اتمام أي زواج غير مسجل وغير حاصل على تقرير طبي من مخابر فحوص ما قبل الزواج.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة توفر خدمات مجانية لمرضى التلاسيميا عبر 12 مركزا تخصصيا.
دينا سلامة
