يعجز أي إنسان عن إيجاد وصف للحكومات الغربية التي تحاول حماية أدواتها الإرهابية في سورية بستار إنساني وقوده إزهاق حياة المدنيين لتبرير عدوان جديد على الشعب السوري وربط مسألة حماية الإرهابيين بالحفاظ على المدنيين الذين يطالبون بعودة الدولة إلى محافظة إدلب.
كل الادعاءات الإنسانية الأميركية – الغربية سقطت في سورية وأصبحت حكومات هذه الدول لا تخجل من تشجيع التنظيمات الإرهابية على استخدام السلاح الكيمائي ضد المدنيين لتحول بذلك الإرهابيين والمدنيين إلى مجرد أرقام لتبرير عدوانها على سورية.
من المؤسف أن تحول دول مؤثرة وكبيرة في العالم مجلس الأمن الدولي المعني بحفظ السلم والأمن الدوليين إلى منصة لحماية التنظيمات الإرهابية وخاصة المدرج منها على قوائم الأمم المتحدة.
وكذلك الأمر من المخجل والخطير أن يتحول مبعوث دولي إلى مجرد بوق وأداة ذليلة بيد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بدلاً من أن يكون حارساً لشرعة الأمم المتحدة والقوانين الدولية التي لو طبق جزء يسير منها لما وصلت الأمور في سورية وغيرها إلى ما وصلت له الآن.
وأيضاً من المخزي أن تكون بعض الدول الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن أسيرة للمواقف الأميركية ويقتصر وجودها السنوي في المجلس على رفع الأيدي فقط بما يصب في مصلحه القوى الشريرة في العالم.
والشيء المعيب أن يكون الشقيق في مجلس الأمن ضد شقيقه ويساهم في ذبحة خوفاً من مشغله الأميركي وهو ما كان حال المندوب الكويتي في جلسة المجلس الأخيرة حول سورية.
البعض من أعضاء مجلس الأمن المرتهنين أو الخائفين يقول إن الولايات المتحدة ستشن عدوانها على سورية مهما كانت مواقفهم وهذا خطأ كبير فالولايات المتحدة اليوم ليس كما كانت في عام 2005 ولو كانت كذلك لما بحثت عن حلفاء سياسيين يؤيدون توجهاتها ولما طلبت كل هذه الاجتماعات في مجلس الأمن عن سورية.
ومن الناحية السياسية يختلف لجوء الولايات المتحدة إلى اتخاذ قرار منفرد بالعدوان على دولة عن اتخاذها قرار بدعم دول أخرى ويظهر ذلك أكثر في مجلس الأمن.
لم يستفد العالم بالقدر الكافي بعد من التجربة السورية في مواجهة الدول الغربية الداعمة للإرهاب على الرغم من اعتراف أغلبية الدول التي دعمت الإرهابيين في سورية أنها خسرت المعركة الأمر الذي يعكس حجم المشكلات الداخلية والدولية التي خلفتها القيادة الأحادية للعالم خلال العقدين الماضيين.
إن الصراع لا يزال على أشده بين المحور المكافح للإرهاب والمتمثل في سورية وإيران وروسيا الاتحادية والصين والدول الرافضة لتحويل الإرهاب إلى أداة عسكرية وسياسية وبين المحور الذي يعول على الإرهاب لتحقيق مشاريعه الاستغلالية الاستعمارية مع ميلان الكفة لمصلحة المحور الأول الذي أخذ القرار بحسم معركة القضاء على الإرهاب القاعدي في إدلب مهما كانت التحديات والتهديدات الغربية وهذا بحد ذاته سيضعف اتكال واشنطن وحلفائها في المستقبل على أدوات الإرهاب ومجلس الأمن وحقوق الإنسان في تحقيق أجنداتها في العالم جراء فشلها في سورية.