الليبيون يعيشون هواجس مخيفة في ظل استمرار أعمال العنف والاغتيالات وغياب كامل لدور السلطات المحلية

طرابلس-سانا

بعد أكثر من ثلاث سنوات على عدوان حلف شمال الأطلسي “الناتو” على ليبيا في العام 2011 وانتشار الفوضى العارمة والفلتان الأمني في البلاد أصبح يسيطر على الليبيين هواجس مخيفة في ظل الأحداث الجارية من أعمال عنف واغتيالات وغياب كامل لدور السلطات المحلية تشهدها جميع المدن الليبية دون استثناء.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها اليوم أنه لا يسمع في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي الواقعة شرق البلاد سوى أزيز الرصاص ودوي الانفجارات في مواجهات يومية دامية بين القوات الموالية للحكومة الليبية والميليشيات المسلحة.

وفي هذا الصدد أكد الخبير العسكري الليبي سليمان البرعصي أنه نتيجة لهذا الفلتان الأمني الذي جاء في أعقاب عدوان الناتو على ليبيا قتل عدد من الليبيين يكاد يماثل عددهم للذين قتلوا عقب أحداث السابع عشر من شباط عام 2011 موضحا أن ما غذى هذا العنف في البلاد هو إمكانية إفلات المجرمين من العقاب أمام السلطات الليبية الهشة أصلا.

كما تعتبر مدينة بنغازي شرق البلاد الأكثر اضطرابا بينما تبدو السلطات الليبية من جهتها عاجزة حتى الآن أمام تنامي قوة المجموعات المتطرفة وخاصة في شرق البلاد الذي كان يشكل مسرحا لاغتيالات عناصر أمنية واعتداءات على مصالح وممثليات دبلوماسية غربية ومحلية حيث سيطرت على هذه المدينة التي هجرتها البعثات الدبلوماسية في تموز الماضي ميليشيات مسلحة بينها متطرفون في تنظيم “أنصار الشريعة”.

وبموازاة ذلك تفرض مجموعة من الميليشيات المسلحة المنحدرة أغلبها من مدينة مصراتة سيطرتها على العاصمة طرابلس منذ آب الماضي ما اضطر حكومة عبد الله الثني والبرلمان اللذين تعترف بهما الأسرة الدولية إلى الانتقال إلى أقصى الشرق الليبي الخاضع لسيطرة قوات الجيش الوطني بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر وسط منازعات سياسية وغياب خارطة طريق واضحة زادت من تدهور الوضع.

وأدى العنف وانعدام الأمن المستمر في العاصمة طرابلس بالغالبية العظمى من الدول الغربية لاجلاء رعاياها وإغلاق السفارات وشركاتها بسبب الفوضى التي تسود ليبيا.

وفي السياق ذاته يعتبر الجنوب الليبي مسرحا لاشتباكات قبلية تدور بانتظام كجزء من الصراع على السلطة والحرب من أجل السيطرة على التهريب في الصحراء إضافة إلى تصفية حسابات قديمة.

وتبددت آمال الازدهار الاقتصادي في هذا البلد الغني بالنفط حيث تم تدمير ما تبقى من مؤسسات هشة وبنى تحية متهالكة أصلا بسبب القتال.

وفي هذا الصدد رأى الأستاذ الجامعي محمد الكواش أن المجتمع الدولي وبشكل خاص الدول التي شاركت في الحملة الجوية التي قادها حلف شمال الأطلسي على ليبيا في العام 2011 خذلوا ليبيا وأخفقوا كذلك في الوفاء بالوعود المتكررة لمساعدة الليبيين في إعادة بناء بلادهم.

وقال الكواش “على مجلس الأمن والأمم المتحدة مسؤولية ودور خاص لا بد لهما من القيام به لحماية المدنيين لوقف الجرائم الخطرة الجارية بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية والقتل الجماعي والفردي غير المشروع وفقا لقرارات مجلس الأمن حيال ليبيا وبدلا من الاكتفاء بإصدار البيانات الداعية لوقف العنف من قبل أشخاص لا يأبهون بالقانون والديمقراطية لابد لهذه البلدان المعنية من تكوين رؤية عن البلد أوسع مما هو عليه الحال حتى الآن لتقدم مساعدة فعلية لليبيين للنهوض ببلدهم”.

لكن الطبيب الليبي صلاح العقوري مضى إلى ما هو أبعد من ذلك وأشار إلى أن “الفوضى أنهكت الليبيين وأن الصراعات المحلية والإيديولوجية والقبلية باتت أدهى من القبضة الأمنية” مشيرا إلى أن عددا من الليبيين باتوا يترحمون على نظام العقيد معمر القذافي ويتمنون أن يعود بعض الوقت معتبرا أن هذا الحنين ليس فريدا من نوعه وبات ينتاب عددا لا بأس به من الليبيين.

انظر ايضاً

مصرع شخصين وإصابة 33 نتيجة الأمطار الغزيرة في مدينة سبها الليبية

طرابلس-سانا أعلن المجلس البلدي في مدينة سبها الليبية اليوم مصرع شخصين وإصابة العشرات جراء الأمطار …