حكاية البانوراما النحتية في نفق جوبر من قلب المكان وعلى لسان الفنانين المشاركين- فيديو

دمشق-سانا

عند زيارة المرء حي جوبر الذي حرره أبطال الجيش العربي السوري من الإرهاب تطالعه عشرات الأبنية العامة التي جعلها الإرهابيون مقار لهم وأوكاراً يختبئون فيها ولكن يتوقف عند مدرسة الخنساء للتعليم الأساسي والتي لها قصة أخرى.

هذه المدرسة التي جعل منها تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وكراً له وحفر فيها نفقاً كبيراً أراد مجموعة من الفنانين السوريين أن يعيدوا لها بعض الجمال الذي سلب منها فنحتوا من تراب هذا النفق لوحة بانورامية لسورية وجيشها وأبنائها.

الفنان أنس قطرميز مدير فريق آرام الذي نفذ اللوحة قال في تصريح لفريق سانا خلال زيارته الموقع: تم اختيار مجموعة من الفنانين الذين يترددون على مركز أحمد وليد عزت حيث أقوم بتدريس الطلاب النحت وهؤلاء الفنانون ينتمون لمختلف مناطق سورية ويعملون في مهن مختلفة ولكن جمعهم حبهم للفن وامتلاكهم طاقات مبدعة فنفذوا هذه اللوحة بروح الفريق الواحد.

وأضاف مدير فريق آرام: وجدنا أن هذا المكان هو الأنسب للتنفيذ لما يحمل من دلالة ولمساحته المناسبة وخلال الشروع بالعمل تم اقتراح أدوات جديدة تراعي طبيعة الخامة المستخدمة وهي التربة الصخرية في رسالة من الفنانين المشاركين تعبر عن المحبة والسلام ونقل الروح الإيجابية للشارع السوري وإعطاء الوجه الحضاري لوطننا وتجسيد بطولات جيشنا الباسل وتضحياته ورداً على كل من حاول طمس هويتنا من وسط أماكن اتخذت ساحة للحرب علينا.

الفنان المقاتل مهند معلا الذي كان أول من صنع منحوتات في أنفاق حي جوبر وصف هذا العمل بأنه تحويل المكان من صناعة للموت إلى صياغة للحياة لنثبت للعالم أن سورية مهما تألمت ستبقى واقفة ولنعكس تضحيات الجيش العربي السوري وإنسانيته.

الفنانة أريج الحسين من مركز أحمد وليد عزت قالت بدورها: جئنا لنعكس نظرة الفنانين لمشاهد الدمار في الحرب وحاولنا أن نتعامل مع نوعية التراب لتخدمنا والتأقلم معها مستحضرين رموزاً مختلفة من واقع الأحداث.

لجين بركات طبيبة أسنان أعربت عن سعادتها لمشاركتها في تنفيذ البانوراما التي سعى المشاركون إلى أن تكون معبرة عن واقعنا الحالي وعن الجندي السوري الذي يطهر الأرض من الإرهاب وينير الطريق للأجيال القادمة معتبرة أن الفن أسرع طريقة للوصول إلى الرأي العام لنؤكد للجميع أننا صمدنا وانتصرنا.

الفنانة أمنة النعسان اختصاصية كيمياء تطبيقية رأت أن اللافت في فكرة العمل تحويل هذا النفق من مكان لتهديد الآخرين واستهداف حضارتهم إلى مكان يقدم صور الجمال والمحبة مشيرة إلى عدد من الرموز التي جسدها المشاركون منها الجندي الذي يرفع العلم وزميله الذي يتصدى بجسده لقذيفة الهاون والأم التي تحتضن طفلها وشعرها الممتد وعليه أزاهير وورود وحمام وحروف كلمة وطن.

الفنانة شروق النونو طبيبة أسنان تدرس في مركز أحمد وليد عزت وصفت التجربة بالممتعة لأنها فضلاً عن تعلقها بالعمل اليدوي وجدت فيه فرصة لتأكيد دور الفنانين لشرح ما يقوم به جنودنا البواسل من أعمال إنسانية فضلاً عن دفاعهم عن الوطن.

الفنان زهير إبراهيم محامي قال: تركت الحرب على سورية أثراً في نفوسنا وصرنا لا نتردد في أداء أي مهمة نعبر فيها عن محبتنا لوطننا وامتناننا لجيشنا الباسل الذي أعاد لنا الحياة الطبيعية والأمان فحاولنا قدر جهدنا أن نجعل من هذا النفق بانوراما ترمز للحياة وتحقيق النصر.

الفنانة رشا عبيد اختصاصية نفسية خريجة مركز أدهم إسماعيل وطالبة في مركز أحمد وليد عزت قالت: جذبتني فكرة المشروع والعمل فيه ومصدر فخر لي أن أكون جزءاً من هذا الفريق لنعبر عن تضحيات الجيش لغاية تحقيق السلام لوطننا ولنحافظ على ذكرى الشهداء وما تركوه لنا من إرث لكي ينشأ عليه الأطفال.

سامر الشغري – خالد طلال