الشريط الإخباري
عــاجــل الدفاع المدني السوري: مجزرة مروعة راح ضحيتها 14 امرأة ورجل واحد، وإصابة 15 امرأة بعضها بليغة ما يرشح عدد الوفيات للارتفاع، وجميعهم من عمال الزراعة، في حصيلة أولية لانفجار السيارة المفخخة بجانب السيارة التي كانت تقلّ العمال المزارعين، على أطراف مدينة منبج شرق حلب

صناعة النسيج السورية… أصول تغوص في التاريخ ونهوض من جديد-فيديو

ريف دمشق-سانا

لصناعة الغزل والنسيج في سورية أصول وحكاية وتاريخ يعود إلى آلاف السنين مرت عبر مملكتي ماري وإيبلا وتفوقت بها دمشق ومن ثم حلب وحماة وحمص وتوارثتها الأجيال لتصبح من أجود وأشهر الصناعات بين دول العالم.

الحرب الإرهابية على سورية أثرت سلبا على هذه الصناعة من خلال خروج الكثير من المساحات الزراعية من العملية الإنتاجية وتوقف العديد من المعامل نتيجة تعرضها للدمار والخراب ما تسبب في انخفاض كميات الإنتاج من القطن المحبوب والمحلوج.

الظروف الصعبة والعوائق الكبيرة لم تمنع بعض الصناعيين من المتابعة والمحافظة على هذه الصناعة التي تحمل عراقة وتاريخ سورية.

سانا زارت أحد المعامل التي نهضت من جديد بعد تعرضها للدمار والحرق في منطقة فضلون الصناعية في محافظة ريف دمشق واطلعت على أسلوب العمل والإنتاج.

الحرفي رياض محمد قال: “نحن نشتري الخيط من شركة الغزل والنسيج السورية ونقوم بتصنيعه في الشركة” معبرا عن فخره بالأيادي الوطنية التي أعادت إنشاء هذا المعمل رغم الإرهاب والدمار الذي تعرض له.

علاء الدين موسى شهابي قال: إن “القماش الذي يخرج بعد تصنيع الخيط في الشركة يخضع للفحص للتأكد من جودته وعدم وجود أي عيب فيه” مشيرا إلى أن القماش يجب أن يكون مطابقا للمواصفة والمعايير السورية.

العامل رأفت فريجة مشرف على مكنة لصناعة التريكو تختص بإنتاج القبات وأساور الأكمام للقمصان والكنزات بمختلف أنواعها لفت إلى أنه يقوم بمراقبة إنتاج الآلة ويقوم بتنزيل البرامج اللازمة عليها فيما أوضح العامل محمد جوهر أن القماش الذي يصل إليهم من أقسام الحياكة والصباغ يتم وضع الرسمات اللازمة عليه وتحديد القماش على طول الرسمة لقصه حسب طلب الزبون ومن ثم يتم ترقيم القطع للتاكد من عدم وجود أي خطأ استعدادا لتجهيزها للخياطة ومن ثم توضيبها وكيها وتكييسها.

جوهر أشار إلى ضرورة المحافظة على هذه المهنة وتطويرها لما يتميز به القطن السوري من ميزات.

مدير الإنتاج في شركة جنى لصناعة وإنتاج الألبسة نزار حمود أشار إلى أن جنى من الشركات النادرة التي تنتج القطعة بجميع مراحلها وأصنافها وأنواعها وتلبي جميع الطلبات مبينا أنهم يشترون الخيط من شركات القطاع العام وتتم حياكته وصبغ القماش وتحضيره حسب طلب الزبون.

وأكد حمود أن الشركة لم تتوقف عن الإنتاج طوال السنوات السابقة لكن بكميات أقل نظرا لعدم توفر الخيط موضحا أنه “بعد استيلاء الإرهابيين على المصنع تم استئجار مكان آخر وتابعنا العمل لحين استعادة الجيش العربي السوري منطقة فضلون الصناعية عدنا وقمنا بإعادة تأهيل وإعمار هذا المعمل بوجود 80 عاملا من أصل 600 في السابق”.

مدير عام الشركة أكد أنهم يلجؤون أحيانا إلى استيراد الخيط من الهند كون جودة الخيط السوري خفت قليلا نتيجة الحرب.

وضمن هذا الإطار أوضح مدير عام المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان زاهر عتال في تصريح لـ سانا أنه تم إنتاج 10500 طن من القطن المحلوج الموسم الماضي سوق منها 6800 طن لشركات الغزل في القطاع العام ويوجد لدى مستودعات المحالج 3800 طن مخزنة لصالح شركات القطاع العام.

وبشأن معامل القطاع الخاص لفت عتال إلى أنه تم تأمين كامل حاجتهم من الأقطان المحلوجة عبر توريدها بشكل مباشر من المحافظات الشرقية عبر المؤسسة مشيرا إلى أن الأقطان المحلوجة تأثرت جودتها نتيجة عدم إمكانية رقابة الأقطان في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور وخروج مساحات واسعة من الزراعة هناك ولا سيما أنها تعتبر الأساس في إنتاج وزراعة القطن اضافة إلى تراجع زراعتها في محافظة حماة وحلب حاليا لعدم توفر المياه اللازمة للزراعة ونقص اليد العاملة لهذا انخفض المردود الإنتاجي في المحافظتين من مئة ألف طن قبل الأزمة إلى 500 طن حاليا.

عتال أكد أن سورية طوال فترة الأزمة لم تستورد أي كمية من الأقطان المحلوجة مشيرا إلى أنه سيتم استلام الأقطان للموسم القادم 2019 في بداية شهر أيلول القادم ومن المتوقع زيادة كمية الانتاج إلى 150 ألف طن من القطن المحبوب ما يدل على بدء تعافي هذه الزراعة بعد تحرير مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وعودة الفلاحين إلى حقولهم والبدء في زراعتها اضافة إلى الدعم الحكومي المقدم لهذه الزراعة.

وكشف عتال أن اللجنة الاقتصادية سعرت الكيلوغرام الواحد من القطن المحبوب بـ 350 ليرة واتخذت قرارا في نهاية شهر تموز الماضي بمنح المصرف الزراعي التعاوني قرضا قدره 47 مليار ليرة لتمويل شراء الأقطان من المزارعين وتسديد قيمتها بالسرعة الممكنة مبينا أنه سيتم استلام نحو 9556 طنا من القطن من المزارعين في محافظة دير الزور لأول مرة منذ سبع سنوات.

وقال مدير عام المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان إن محالج عدة تم تأهيلها مثل محلج دير الزور وصالتين في محلج تشرين إضافة إلى التأهيل الإنشائي لمحالج اللواء والوحدة والشرق والفرات وستكون منجزة خلال الشهر القادم بالتوازي تم البدء بالتأهيل الفني والتقني للمحالج.

سفيرة اسماعيل

 

انظر ايضاً

صناعة النسيج السورية… أصول تغوص في التاريخ ونهوض من جديد