الشريط الإخباري

ترامب يعيد العقوبات على إيران خدمة لمصالح “إسرائيل”

دمشق-سانا

منذ دخوله إلى البيت الأبيض مطلع العام الماضي يستمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سمسار العقارات السابق باتباع سياسة الابتزاز السياسي حيال القضايا الدولية لتأمين مصالح واشنطن ومطامعها حتى ولو كان ذلك على حساب مصالح الدول والشعوب الأخرى غير آبه أو مهتم بمسألة الاستقرار والأمن الإقليمي والعالمي.

وفي هذا الإطار أعاد ترامب اليوم تجديد العقوبات الاقتصادية الأمريكية أحادية الجانب المفروضة على إيران والتي تم إلغاؤءها في كانون الثاني 2016 عقب التوصل في تموز 2015 إلى الاتفاق النووي معها قبل أن يعلن ترامب انسحاب بلاده منه قبل ثلاثة أشهر بينما أعلنت الدول الخمس الأخرى الموقعة على الاتفاق “روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا” تمسكها به مؤءكدة التزام طهران بكل بنوده.

ابتزاز سياسي جديد يمارسه ترامب على طهران متجاهلا تأكيدات الدول الخمس والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول التزام طهران بالاتفاق النووي ليستمر في تصعيد سياساته العدائية ومحاولاته استهداف كل من يعارض سياساته المتهورة على الساحة الدولية حيث كان فرض عقوبات مماثلة على فنزويلا وفرض رسوما على واردات صينية وأخرى على واردات لحلفائه في الاتحاد الأوروبي وكندا إضافة إلى تجميده دفع أكثر من نصف إجمالي المبلغ المخصص لتمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” عقب اعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

وفي ردود الفعل الايرانية أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الأمريكيين أرادوا اخراج الاطراف المشاركة من الاتفاق النووي لكنهم فشلوا في ذلك لافتا إلى أنه ليس هناك أي عائق يحول دون تنمية العلاقات مع أوروبا وما زلنا ننتظر خطوات وقرارات عملية من قبل الأوروبيين.

وشدد روحاني على أنه لا جدوى من أي محادثات مع واشنطن حول الملف النووي بعد فرض عقوبات غير منطقية على إيران مشيرا إلى أن بلاده لطالما رحبت بالمحادثات لكن على واشنطن أن تثبت أولا أنها طرف يمكن الوثوق به وذلك بالعودة الى الاتفاق النووي فحديث ترامب عن المحادثات مجرد “كلام دعائي” هدفه شن حرب نفسية ضد الشعب الايراني وإثارة الانقسام بين صفوفه.

من جهته استنكر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استهداف العقوبات الأمريكية قطاع الطيران المدني الإيراني وتساءل.. إذا كنتم حريصين على الشعب الإيراني كما تدعون فلماذا تستهدف عقوباتكم الطيران المدني.

دوليا وصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وفي تصريحات صحفية العقوبات الأمريكية بأنها “غير شرعية” مشيرة إلى أن بلادها تعتزم تعزيز علاقاتها مع إيران خلال الفترة المقبلة والعمل على دعم الإطار القانوني للخطة المشتركة بشأن الاتفاق النووي.

من جانبه عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق لإعادة فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران حيث أعلنت مسؤولة الامن والسياسة الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني عن عزم الاتحاد تشجيع الشركات الأوروبية على زيادة أعمالها التجارية مع إيران ولا سيما أن طهران تلتزم بتعهداتها بموجب الاتفاق النووي موضحة أن التجارة بين إيران والاتحاد الأوروبي جانب أساسي من الحق الايراني فى الحصول على ميزة اقتصادية مقابل ما قاموا به حتى الآن وهو ما يتماشى مع جميع التزاماتهم النووية.

بدوره أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده مصممة على حماية الشركات الاوروبية التى تعمل بشكل مشروع فى ايران وهي ستعمل بجد لضمان استمرار التبادلات الاقتصادية والتجارة معها لافتا إلى ان “استئناف العقوبات الامريكية على ايران أمر مؤسف فى الوقت الذى يسير تنفيذ الاتفاق النووى مع إيران بشكل جيد ويعمل على تحقيق أهدافه”.

الولايات المتحدة لجأت إلى فرض العقوبات على إيران بعد فشل محاولاتها المستندة إلى مقولة جوزيف غوبلز وزير دعاية هتلر “اكذب اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس” في إقناع الرأي العام العالمي بادعاءاتها حول عدم التزام طهران بالاتفاق النووي باستثناء رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أعد مسرحية استعراضية قبل أسبوع على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق عبر ادعائه امتلاك كيانه أدلة تظهر أن إيران لم تلتزم بالاتفاق لكنه فشل في تسويق روايته داخل كيانه وخارجه.

وحده ترامب الذي خضع لفحص حول سلامة قواه العقلية اقتنع برواية نتنياهو فالأمر المؤكد أن الاثنين وضعا السيناريو للمسرحية الاستعراضية وقام الأخير بإخراجها لإيجاد مبرر للانسحاب الأمريكي من الاتفاق الذي يحقق مزايا اقتصادية لإيران وهو ما يقض مضجع “إسرائيل” التي تعمل مع حليفتها واشنطن على زعزعة الاستقرار في المنطقة بهدف إثارة الفوضى فيها وإضعافها لتنفيذ المخططات الصهيوأمريكية في الاستيلاء على مقدراتها وقبل ذلك مصادرة قرارها السياسي وهو ما لن يحصل بفضل تمسك الشعوب بسيادة دولها واستقلالها وقرارها الوطني.

انظر ايضاً

استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكية بعد محاولة اغتيال ترامب

واشنطن-سانا قدمت مديرة جهاز الخدمة السرية الأمريكية كيمبرلي تشيتل استقالتها وسط تدقيق في الثغرات الأمنية …