موسكو-سانا
أكد رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية قسطنطين سيفكوف أن الولايات المتحدة وتركيا لا تحاربان بشكل جدي وحقيقي تنظيم داعش الارهابي في سورية والعراق بل تعملان على دعمه.
وقال سيفكوف في مقابلة مع مراسل سانا بموسكو اليوم “انه يجب على تركيا والولايات المتحدة تغيير نهجهما السياسي إزاء سورية ولكي يتحقق هذا الأمر يجب التنسيق مع سورية بشأن خطر تنظيم داعش الارهابي وهذا ما لا يمكن تحقيقه” مشيرا الى إن الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الارهابية في سورية الى جانب التصريحات التي تطلقها الحكومة التركية الداعمة لتنظيم داعش الارهابي والحديث عن إقامة مناطق عازلة شمال سورية تعتبر عدوانا صارخا على سيادة الدولة السورية وتدخلا بشؤونها الداخلية.
وفي سياق اخر أكد سيفكوف ان جرحى التنظيمات الارهابية يتلقون العلاج في المشافي التركية بعد اصابات في الساق او الذراع ثم ينقلون إلى ذويهم جثثا هامدة وعندما يكشف عن جثثهم يرى الاهالي أنهم تعرضوا لعمليات سرقة أعضاء داخلية ويتساءل الكثير من هوءلاء كيف يمكن لإصابة في الأطراف العليا أو السفلى أن توءدي إلى وفاة الشخص.
بدوره أكد سيرغي بابورين رئيس اللجنة الروسية للتضامن مع الشعب السوري أن أعداء الشعب السوري والحكومة السورية يعيشون في حالة من الغليان والتخبط لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم باسقاط الدولة السورية ونشر الفوضى على اراضيها.
وقال “إن عدم هدوء اعداء الشعب السوري يجب الا يثير دهشة احد لانهم غير مهتمين باستقرار سورية بل يعملون على توسيع فضاء الفوضى فيها وانهم لم يتمكنوا من تحقيق هذه الاهداف من خلال الانتخابات الرئاسية بسبب التفاف أغلبية الشعب السوري حول قيادة الرئيس بشار الأسد”.
وحذر بابورين من أي تدخل عسكري في شؤون سورية الداخلية داعيا في الوقت ذاته الى انهاء التجاهل الدولي تجاه الارهابيين التكفيريين والمرتزقة الذين يواصلون تسللهم إلى الأراضي السورية ليقوموا بجرائم القتل والإرهاب بحق السكان المدنيين فيها معتبرا أن الغرب وأذنابه المحليين والإقليميين سيستمرون بحربهم على سورية بالقتل والإرهاب وغيرها بغية فرض بعض الهياكل المغتربة على السوريين والتي لم تلق اي دعم شعبي.
وفي مقابلة مماثلة أعرب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس السفير بوغوص اكوبوف عن أسفه وحزنه لما ترتكبه التنظيمات الارهابية في سورية من جرائم قتل وترهيب وتدمير ولما تتعرض له من عدوان تداخلت فيه عناصره المحلية بمخططات خارجية رسمت لسورية في وقت سابق.
وأكد اكوبوف وهو سفير روسيا السابق في ليبيا إن ما تتعرض له سورية من ارهاب هو نتيجة حتمية لسياسة الولايات المتحدة ورغبتها بالقضاء على الأنظمة التي لا تحلو لها والتي تعاونت وتتعاون أو تستند في سياستها الوطنية سابقا إلى الاتحاد السوفييتي السابق والان على روسيا الاتحادية وقال “إن هذا الأمر يثير لدى واشنطن الروح العدائية فالأمريكيون حاولوا أن يحققوا ذلك بالطرق الدبلوماسية ولكنهم فشلوا ثم استخدموا القوة الغاشمة بدءا من العراق وليبيا وانتقلوا بها إلى سورية التي تتمتع بتقاليد صداقة أقدم وأعمق وبدعم شعبي كبير لم يرق للولايات المتحدة أن تراها تواصل سياستها الوطنية المستقلة فاعتبرت في ظن خاطئ منها أنها قادرة على أن تمر عبر سورية لتغيير كل مقومات الدولة المعاصرة فيها بسهولة”.
وأعرب اكوبوف عن اسفه لاستمرار المعارضة السورية في الخارج بتنفيذ مخططاتها بعد فشلها في تحقيق أهدافها المعلنة مدعومة في ذلك من قبل قوى خارجية.
وحول مخططات تركيا لإقامة مناطق عازلة على الحدود السورية اكد اكوبوف أن مواصلة العدوان على سورية هي من صلب مصالح تركيا التي كانت وما زالت تسعى لتحقيق ماربها في المنطقة.
وفي سياق اخر اكد دبلوماسيون وخبراء روس أن ليبيا تعاني منذ ثلاث سنوات من حرب بين مجموعات متناحرة ومن صراع قبلي لا يرى أثر لانتهائه في الأفق البعيد في حين توصلت خلال ثلاثين عاما من حكم العقيد الراحل معمر القذافي إلى مراحل متقدمة في تطورها الاقتصادي والاجتماعي.
وقال الباحثون الروس خلال مؤتمر صحفي اليوم بمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل القذافي “إن دول حلف شمال الأطلسي الناتو بقيادة الولايات المتحدة استغلت الظروف الدولية وخرقت قرار مجلس الأمن الدولي وخدعت المجتمع الدولي لتشن حربها بمساعدة ارهابيي تنظيم القاعدة على الدولة الليبية وعملت على إشاعة الفوضى فيها وتسعى جاهدة لتأليب مكونات الشعب الليبي على بعضه بعضا ليعيش في حالة من فقدان الامن وعدم الاستقرار”.
وأكد الباحثون أن دول الغرب تبذل أقصى طاقاتها في نهب الثروات النفطية الليبية من خلال ايجاد الفوضى في ليبيا وتأجيج العداء بين مكونات الشعب الليبي كي لا يتسنى له المحافظة على ثرواته وادراك من يسرق أمواله ومن يقوم بتدمير بلاده.
وقال المشاركون في المؤتمر “إن ما كانت قد تمسكت به المعارضة الليبية من شعارات في المطالبة بتحقيق الحرية والديمقراطية بات طي النسيان ولم يعد المواطن الليبي يفكر إلا ببقائه هو وأبنائه على قيد الحياة بعد أن شاهد ما فعله من يسمون أنفسهم /الثوار/ ببلادهم وبهم حيث تشردوا في البلدان المجاورة” مؤكدين أن الامبريالية الغربية والأمريكية تقوض كل جهد دولي أو عربي إن وجد في انهاء الحرب وإشاعة الاستقرار في ليبيا وتعمل على توتير حالات الصراع باستمرار في البلاد.