دمشق-سانا
يشكل الأرشيف الخاص الذي يمتلكه الباحث عماد الأرمشي لمعرض دمشق الدولي بدوراته جميعا أحد أهم المراجع الأرشيفية الغنية بالصور والمعلومات النادرة عن المعرض بفعالياته وأنشطته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وباستعراض بسيط لنتائج البحث على الانترنت حول معرض دمشق الدولي يتضح أن الصور والوثائق الأرشيفية التي تعود لمكتبة الباحث الأرمشي تتصدر نتائج البحث.
وعمل الأرمشي بالمعرض منذ عام 1979 وبدأت اهتماماته بجمع الصور والمعلومات حول المعرض بدوراته السابقة وتوثيقها لتصبح مرجعا يحفظ هذه المحطة المهمة في تاريخ سورية الحديث.
“معرض دمشق الدولي يشكل لي كما لكل السوريين ذاكرة جميلة يحلو استرجاعها” بهذا استهل الأرمشي حديثه لـ سانا موضحا أن دراسته للتاريخ ساعدته على مواصلة البحث والتوثيق وجمع الكثير من المعلومات والوثائق لمدينة دمشق ومعرضها الدولي بشكل خاص.
وتعود فكرة معرض دمشق الدولي بحسب الأرمشي إلى أول معرض محلي أقيم بدمشق في الثاني عشر من تشرين الثاني عام 1927 وافتتح بمنطقة العباسية في شارع فيكتوريا وكان معرضا اقتصر على المنتجات الزراعية في سورية وفي شهر حزيران من العام التالي أقيم معرض عند باب البريد في قلب دمشق خاص بالصناعات الشرقية القديمة.
وتابع الأرمشي: توالت المعارض المحلية إلى أن افتتح في الأول من أيلول عام 1954 معرض دمشق الدولي الذي استمر شهرا كاملا ليكون أول معرض سوري دولي شكل حدثا اقتصاديا كبيرا وبوابة لانطلاق الصناعات والتكنولوجيا والعروض السينمائية.
وأوضح الأرمشي أن المعرض استضاف حينها أحدث ما توصلت إليه صناعة تقنية الأفلام السينمائية الأمريكية وهو ما يدعى “السينراما” التي تعتمد على عرض مادة مصورة بثلاث كاميرات على شاشة بانورامية لتكون بذلك سورية أول بلد بعد الولايات المتحدة تعرض فيها هذه التقنية التي شاهدها آنذاك ما يقارب 100 ألف مشاهد من السوريين والأجانب جاؤوا إلى دمشق بينهم فنانون عالميون.
وذكر الأرمشي أن استخدام هذه التقنية في المعرض تطلب حينها نقل ما يقارب 12 طنا من المعدات بما في ذلك الشاشة العملاقة بارتفاع 75 قدما علاوة على تأمين 2000 مقعد في الهواء الطلق ضمن فعاليات مسرح المعرض حيث تدفقت الحشود الى المدينة وتم توزيع تذاكر مجانية ومع ذلك بقي عدد كبير دون تذاكر.
وشهد المعرض بدورته الأولى استعدادات كبيرة كما وصفها الأرمشي حيث تم إغلاق طريق بيروت “شارع شكري القوتلي” أمام حركة السير من عند قوس المعرض وحتى طلعة الجبخانة “طلعة قصر الضيافة القديم” وتم تجهيز غرف خاصة لقطع تذاكر الدخول ونصبت أعمدة عالية عند البوابة الرئيسية متاخمة للقوس وكذلك في منصف شارع بيروت تحمل جميعها أعلاما كبيرة الحجم للدول المشاركة.
وأشار الباحث إلى أن معرض دمشق الدولي القديم أقيم على مساحة 250 ألف متر مربع وفاق عدد زواره مليون زائر من مختلف الدول وكان يتوسط مدينة دمشق من جسر فيكتوريا ومتحف دمشق الوطني حتى ساحة الأمويين بمحاذاة نهر بردى واشتهر بمساحاته الخضراء وتوزع البحيرات والنوافير المائية.
وشارك في معرض دمشق الدولي الأول 26 دولة عربية وأجنبية إضافة الى عدد من المؤسسات والشركات الصناعية والتجارية السورية.
وتتالت دورات المعرض على مدار نصف قرن وحظي بإقبال شعبي وحضور رسمي ودبلوماسي على المستويين العربي والأجنبي إضافة إلى مشاركات اقتصادية واجتماعية وفنية مختلفة جعلت منه حدثا سنويا يستقطب الاهتمام ويسرق الأضواء وهو ما يستدعي منا كسوريين اليوم الحفاظ على هذا الإرث العريق كتقليد وطني يستنهض الهمم ويوحد الجهود في سبيل استمراره ونجاحه.
مها الأطرش
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:
http://vk.com/syrianarabnewsagency