درعا-سانا
بالمشاهدة المباشرة يبدو تل الحارة بريف درعا الشمالي الغربي الذي استعادت وحدات الجيش العربي السوري السيطرة عليه أمس أكثر أهمية واستراتيجية مقارنة بكل ما قيل ويقال عنه وبكل ما كتب ويكتب عنه.. أنه بمثابة قلعة تطغى على ما حولها وتحول ما يحيطها الى مجرد هوامش جغرافية وعناصر مكملة على خريطة الاستراتيجيا العسكرية.
أكثر من كيلومتر نحو السماء طوتها كاميرا سانا قبل بلوغ قمة تل الحارة الاستراتيجي وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش تحريره وتطهيره من الإرهابيين الذين استماتوا للسيطرة عليه بدعم من العدو الإسرائيلي لكونه يشرف على مساحات واسعة على امتداد الجبهة مع هذا العدو من اتجاه الغرب والجنوب الغربي.
الإرهابيون الذين كانوا يسيطرون على تل الحارة المشرف مباشرة على بلدة الحارة من الغرب والشمال الغربي حولوا التحصينات التي كان الجيش العربي السوري أعدها على التل بما يتناسب مع ظروف المواجهة مع جيش العدو الإسرائيلي إلى أوكار لمجموعات من القتلة وقطاع الطرق المرتزقة الذين استخدموا بالفعل الموقع الاستراتيجي للتل لترهيب الأهالي الآمنين في بلدة الحارة والمناطق المجاورة عبر استهداف الأبنية السكنية والمحاصيل الزراعية ما تسبب بإشاعة الخوف والرعب في نفوس الأهالي وقيد حركتهم وجعلهم على امتداد سنوات رهينة وورقة بيد التنظيمات الإرهابية المتماهية بسلوكياتها وأهدافها إلى حد التطابق مع العدو الإسرائيلي.
وأكد قائد ميداني في تصريح لـ سانا أن السيطرة على تل الحارة الذي يرتفع نحو 1100 متر عن سطح البحر تعد انجازا استراتيجيا بكل المقاييس لكونه يشرف مباشرة على مساحات شاسعة من أرياف درعا باتجاه الجنوب والجنوب الشرقي والقنيطرة باتجاه الشمال والشمال الغربي ودمشق شمالا.
وأشار القائد الميداني إلى أن السيطرة على تل الحارة تجعل الجيش العربي السوري يحكم قبضته ناريا على ما تبقى من التنظيمات الإرهابية في ريفي درعا والقنيطرة وتقلص هامش المناورة لديها وتصبح في مرمى نيران وحدات الجيش على امتداد خطوط النار.
ولفت القائد الميداني إلى أن العدو الإسرائيلي سعى منذ البداية بالاتفاق إلى دعم التنظيمات الإرهابية بكل ما تحتاج للسيطرة على تل الحارة وتدمير الدشم والتحصينات التي كانت وحدات الجيش أنشأتها بما يتناسب مع طبيعة المعارك مع العدو الإسرائيلي وذلك لإدراك العدو أهمية التل وتحييده بالكامل عن أي مواجهة مع الجيش العربي السوري.
ومنذ اللحظات الأولى لتحرير التل حاولت التنظيمات الإرهابية معاقبة أهالي المنطقة عبر استهداف البلدة ومنازل الأهالي وممتلكاتهم إضافة لمحاصيلهم الزراعية بعدد من قذائف الهاون ولا سيما أهالي بلدة الحارة الذين بادروا إلى الترحيب بطلائع الجيش التي بادرت بالرد على مصادر النار وتدمير عدة منصات لإطلاق القذائف وملاحقة فلول التنظيمات الإرهابية في مناطق انتشارها ما ترك ارتياحا وشعورا بمزيد من الأمان لدى الأهالي الذين عادوا لممارسة حياتهم الطبيعية بعدما حرمتهم منها ممارسات التنظيمات الإرهابية.
وكانت وحدات من الجيش أحكمت سيطرتها أمس على تل الحارة الاستراتيجي و4 قرى بريف درعا الشمالي الغربي بعد القضاء على آخر تجمعات التنظيمات الإرهابية فيها.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: