الدلال الأردوغاني مع استمرار دعم الإرهاب

أعتقد جازماً أن التورط التركي في دعم الإرهاب لم يعد يحتاج إلى تقارير صحفية غربية تؤكده لأن جميع وسائل الإعلام الأمريكية والغربية قد أكدته مراراً، وقد كشفت في الأشهر الأخيرة أن تمثيلية الإفراج عن الرهائن الأتراك الذين احتجزهم تنظيم «داعش» في الموصل كانت مقابل الإفراج عن عشرات الإرهابيين التابعين لهذا التنظيم في تركيا،

وكذلك تسهيل اجتياح «داعش» للمناطق والقرى المحاذية للحدود التركية بما في ذلك مدينة عين العرب التي لا تبعد عن قوات أردوغان سوى مئات الأمتار، وفي السياق ذاته كشفت صحيفة «الكورين» النمساوية مؤخراً عن إفراج الحكومة التركية عن الإرهابي النمساوي المتحدر من أصول مصرية «محمد محمود» الذي يعتبر أحد مؤسسي تنظيم «داعش» الإرهابي ومن أبرز دعاة الحقد والكراهية والتحريض على العنف.. وفي السابق أيضاً نقلت وسائل إعلام تركية صور فيديو لإرهابيي «داعش» وهم يستخدمون القطارات ووسائط النقل التركية.. وغيرها الكثير الكثير.

لكن ما يدعو إلى الاستهجان هذا الإصرار الأمريكي على ضم تركيا إلى الحلف الذي ادعت بأنها ستحارب به الإرهاب، وهذا الدلال التركي والشروط غير الموضوعية التي يطالب بها أردوغان وأوغلو وغيرهما من قيادات حزب العدالة والتنمية الإخوانية، ومجاهرتهم بأنهم يريدون إسقاط الدولة السورية كشرط لمحاربة الإرهاب، وهم يدعمون هذا الإرهاب حتى الآن متجاوزين قراري مجلس الأمن 2170 و2178، ولم يكتف حكام العدالة والتنمية بالمطالبة بإحداث منطقة عازلة بل بدؤوا بالمطالبة بخمس مناطق عازلة، وكأنهم يبازرون في أسواق النخاسة.

لقد كان للحكومة التركية دور تآمري على الشعب السوري منذ بداية الأزمة وكان لها اليد الطولى في استجلاب الإرهابيين من جميع أنحاء العالم.. واستغلوا حدودهم الطويلة مع سورية للإساءة إلى الجوار ولانتهاك ميثاق الأمم المتحدة.. وبالتالي فإن المراهنات على دور تركي في محاربة الإرهاب هي من قبيل ذر الرماد في العيون لأن أفعالهم السابقة والحالية وربما اللاحقة تشير إلى إصرارهم على الاستمرار في دعم الإرهاب، ما يعني ضرورة تفعيل القرارات الدولية التي تنص على مكافحة الإرهاب وتجرّم داعميه وعلى رأس هؤلاء حكومة العدالة والتنمية.

بقلم: محي الدين المحمد

انظر ايضاً

الإرهاب والأكاذيب الأمريكية!-بقلم: محي الدين المحمد

يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنهم يستطيعون السيطرة على العالم والتحكم بقرارات الدول والتلاعب بالرأي العام