درعا-سانا
لم تغادر رويدة المحاميد وأقاربها قرية أم المياذن جنوب شرق درعا ولم تفقد العائلة الأمل للحظة بقدوم رجال الجيش العربي السوري لتحرير القرية من الإرهابيين وزرع الأمن والأمان مشيرة في دردشة مع مراسلة سانا إلى أنه بعد أن سيطر الإرهاب على البلدة انتشر الخوف والرعب لسنوات شكلت تجربة مريرة قاستها كل بلدات ريف درعا الشرقي.
فوجئت العائلة بضابط برتبة عقيد يتوقف أمام منزلها ويسألهم إن كانوا يحتاجون إلى أي مساعدة متوجها إلى ربة المنزل بالقول “نحن أولادكم جئنا لحمايتكم” وعلى الفور تجيبه رويدة بفرح أربكها بعض الشيء ” أي والله وهذا ما نريده”.
عائلات أخرى أيضا لم تغادر كانت كلها ثقة بانتصار الجيش حيث تقول أم محمد من أمام منزلها والابتسامة لا تفارق وجهها.. إنها ستذهب إلى مدينة درعا لتسجيل طفلتيها ربا أربع سنوات ونصف السنة وتولين سنة ونصف السنة في دائرة النفوس موضحة أنه طيلة السنوات الماضية حول الإرهابيون القرية إلى سجن ومنعوا الأهالي من الخروج لأعمالهم وقضاء حاجياتهم تحت التهديد والترهيب.
وتضيف الأم الشابة البالغة 30 عاما “شوقي لزيارة درعا فوق ما تتصورين .. سأشتري كل شيء ثيابا جديدة للأطفال وأكلات لذيذة” تتنهد قبل أن تتابع “الحمد لله نحن بحماية جيشنا.. لم يعد للخوف مطرح..أكبر فرحة أن أولادي بأمان”.
العائلات التي غادرت القرية سابقا هربا من بطش الإرهابيين سارعت بالعودة مع دخول الجيش وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة من إعلان الجيش تحريرها من الإرهابيين كان ضياء يقف عند مدخل أم المياذن يحمل ابنه الصغير على صدره ويمسك طفله الثاني بيده وبتأثر شديد يقول وكأنه غير مصدق حالة الهدوء والسلام “أصبح بإمكاننا النوم والخروج والعمل دون خوف” مشيرا إلى أنه اضطر للخروج مع زوجته وطفليه هربا من الإرهابيين قبل اسبوعين بعد أن ازدادوا شراسة وعدوانية مع تقدم الجيش حيث جردوه لأكثر من سنة ونصف السنة من هويته لارغامه على البقاء.
راكان المحاميد مزارع من أهل القرية انتقل إلى بلدة مجاورة وصباح اليوم الأول لتحرير أم المياذن جمع أبناءه واحفاده “11 شخصا” واستقلوا سيارة “بيك اب” كبيرة مع امتعتهم وعادوا على وجه السرعة.
عند مدخل القرية يقف جندي يرحب بعودة العائلة ويقول لهم بامكانكم الذهاب إلى منزلكم أنتم في أمان.. بانفعال يعبر الأب والجد راكان عن فرحته برؤية الجنود الذين يمنحونه شعورا بالاطمئان “دخول الجيش أعاد الهدوء والسلام الى القرية”.
وبسيطرة الجيش على قرية أم المياذن 12 كم جنوب شرق درعا يتعزز سوار الأمان حول مدينة درعا ورغم الظروف الحالكة والصعبة التي عاشها أبناء القرية إلا أنها حرصت على كرم الضيافة المتأصلة في نفوسهم وفي أول يوم من خروجها إلى الضوء بعد ظلمة سبع سنوات من الإرهاب تلحق ربة المنزل بالضابط قبل أن يغادر مع جنوده حاملة طبقا من أرغفة خبز القالب الساخنة تحت أشعة شمس الصباح تدعوهم لتذوقها قائلة “هذه الأرغفة نصنعها في الأعياد واليوم عيد الانتصار على الإرهاب”.
شهيدي عجيب
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: