ريف دمشق-سانا
في مزرعته بحوش حتاحت على مشارف بلدة يلدا بريف دمشق الجنوبي يذهب هاشم المصري ويجيء يغرف بيمينه من علبة بلاستيكية بيضاء أسندها بذراعه اليسرى إلى خاصرته بذور الملوخية ينثرها في مساكب مستطيلة حضرها مسبقا والمياه تتدفق خلفه من بئر عبر مضخة تعمل على المازوت.
وبهمة عالية يواصل الفلاح هاشم المعروف بأبو زاكر عمله غير آبه بشمس الظهيرة اللافحة التي صبغت وجهه بلون احمر داكن برزت معه لحيته الخفيفة البيضاء.
وما إن فتحت ورشات بلدية يلدا الشهيرة بخصوبة تربتها الطريق الزراعي حتى عادت عائلة أبو زاكر إلى مزرعتها وتجهد العائلة لإعادة إحياء المزرعة التي حولها الإرهابيون كما مزارع أخرى إلى أرض قاحلة.
ولأبي زاكر ستة أولاد وعدد من الأحفاد اثنان منهم في صفوف الجيش العربي السوري يتوزعون العمل فمنهم من يقوم بردم الخنادق التي حفرها الإرهابيون حول المنزل وداخل حظيرة الأبقار ومنهم من يحرث الارض و يعدها للزراعة ويقول أبو زاكر “رجعنا قبل أسبوعين حرثنا الأرض وزرعنا أصنافا عدة من خضراوات المنزل من ملوخية وباذنجان وبندورة وفليفلة وخيار وكوسا مؤونة للبيت وما يزيد عن الحاجة نبيعه”.
تتكون مزرعة ابو زاكر من منزل بسيط مؤلف من عدة غرف وبئرين وحظيرة للابقار على مساحة 6 دونمات.
يرتبط أبو زاكر بقوة بارضه ككل فلاحي غوطة دمشق وبعده عنها قسرا زاد من تعلقه بها “ست سنوات لم اقترب من مزرعتي ولم امسك مجرفة.. يدي اشتاقت للأرض”.
يعاود أبو زاكر نثر ما تبقى من بذور فيما حفيده احمد سبع سنوات يقفز بجسمه النحيل خلفه واحد ابنائه يأخذ مجرفة يسهل جريان الماء لأشباع المساكب.
ويمتلك أبو زاكر الذي تخطى الخامسة والسبعين صوتا شجيا وربما أراد أن يعيش فرحته بصدق بعودته إلى إرضه فما ان فرغ من عمله حتى اخذ يضرب بكفه على قاعدة العلبة البلاستيكية كانها طبلة ويردد مغنيا بصوت مسموع المقطعين الأول والثاني من أغنية المطرب فهد بلان ” يا بنات المكلا يا دوا كل علة وانا روحي عنديكم لا تحرموني شبابي” مشيعا حالة من الفرح سلكت طريقها بسرعة الى قلوب اولاده واحفاده الذين اخذوا يرمقونه بنظرات الإعجاب.
شهيدي عجيب
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: