مرج السلطان تزهو بعودة أهلها

ريف دمشق-سانا

حجارة بيضاء فقدت لونها وطرقات ضاعت ملامحها ومعالم مرج السلطان الأثرية في الغوطة الشرقية بدت بعمر البلدة.. هكذا أضحت معالمها اليوم وكل ذلك جراء الإرهاب الذي استوطنها ردحاً من الزمن.

فريق سانا زار البلدة وهي تستقبل أول طلائع أهلها العائدين…وإذا كانت الحجارة قد تغيرت فالناس باقون على عهدهم تملؤهم الطاقة والإقبال على الحياة يعرفون أن إعادة إعمار ما خربه الإرهاب صعبة لكنهم يعولون على أنفسهم وعلى مساعدة الجهات الحكومية وغير الحكومية لإنهاء حقبة صعبة في تاريخ المدينة وسورية.

وما إن أعلنت محافظة ريف دمشق فتح باب عودة الأهالي إلى البلدة بعد سنوات من خروجهم منها بفعل الإرهاب حتى تدفق سكانها إليها والكل يفكر.. من أين يبدأ حكاية بدء حياة جديدة ..سيارات بالعشرات تنقل الأهالي حاملين ما تيسر من أمتعة قد تفيد في صناعة بداية جديدة.

مظهر شريف رجل سبعيني وقف إلى جانب سيارته التي أتى بها برفقة ابنته وزوجها وأولادهما وصف لكاميرا سانا التي وثقت بعض المشاهد بالبلدة حال منزله بقوله: “بيتي غير صالح للسكن مثل أغلب البيوت في المنطقة نظراً للخراب الكبير الذي لحق به جراء الإرهاب” متابعا بكلماته التي تحمل أملاً وصبراً “قريبا سوف نعود لنستقر هنا وسوف نقوم بتنظيف وترميم كل ما دمره إرهابهم الأسود.”

ابنته نانسي شريف أم لسبعة أطفال كانت من أواخر العائلات التي غادرت البلدة وبعد تفقد حال منزلها بدت ملامح الفرح عليها وهي تقول لنا “بيتي غير مدمر يحتاج إلى ترميم بسيط” واصفة لنا فرحة أطفالها “هذه ابنتي لم تولد في مرج السلطان لكنها عندما أتت إلى هنا لم تتردد في اللعب والمرح واللهو وكأنها تعيش هنا منذ سنوات.”

على بعد أمتار قليلة وقفت امرأة تنظر إلى المكان حولها بفرح ولدى سؤالنا لها عن حالها قالت: “أتيت مع زوجي وأولادي ووالدتي لنستقر هنا مجدداً.. لا نريد مغادرة بلدتنا مرة أخرى” واضافت رانيا سعيد صاحبة 45 عاماً: “كنت معلمة في إعدادية مرج السلطان واليوم لدي القوة والثقة بأني وزملائي سنعيد افتتاح المدارس.”

إلى جانبها وقف ابنها محمد بشخذ ذو 15 عاماً وأخته أماف 14 عاماً يرمقون الطرقات التي كانوا صغاراً يلعبون ويلهون بها بفرح قبل سنوات ليعبروا لنا عن مدى اشتياقهم الكبير للعودة وترميم غرفتهم الصغيرة داخل بيتهم وأرضهم الزراعية المحيطة به بمساعدة أهلهم.

رئيس بلدية مرج السلطان المهندس نهاد أصلان كري أجاب عن سؤال حول الخدمات التي ستقدمها البلدية للأهالي العائدين للبلدة “سنقوم في الأيام القليلة القادمة بتأهيل الشوارع وتنظيف الطرقات وتأمين الخدمات الصحية والكهربائية والمياه وذلك للإسراع في اعادة دورة الحياة الطبيعية وزراعة واستثمار الأراضي” مشدداً على الدعم الذي توليه الحكومة للمناطق المحررة في الغوطة الشرقية كافة بقوله: “400 عائلة عادوا.. منهم من عاد واستقر بمنزله ومنهم من أتى للاطمئنان وستقوم ورشات المحافظة بإعادة الخدمات وتم تشكيل لجنة للمتابعة وإجراء الكشوف اللازمة لكل البلديات من ضمنها مرج السلطان لإدخال المواد التي يحتاجها المواطن.”

وأضاف كري إنه يتم حالياً تجهيز الكشوف لكل الأعمال الضرورية وتقديم ما هو إسعافي إلى أن تتم معالجة المشكلات والصعوبات التي تقف أمام تحقيق وتأمين احتياجات المواطنين في مرج السلطان بشكل كامل.

وأشار كري إلى أنه سيتم تفعيل خطوط النقل وعودة السرافيس إليها حال عودة الأهالي ورفد مناطق الغوطة الشرقية كافة بباصات نقل داخلي مع تفعيل العيادات الشاملة.

وفيما يتعلق بالشق الزراعي أضاف إن هناك اهتماماً بالثروة الحيوانية وتسهيل اجراءات القروض مع توزيع البذار والحبوب وتقديم الغراس بشكل مجاني إضافة إلى العمل على إزالة الأنقاض وفتح الشوارع وإزالة الردميات منها.

رحاب علي

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency