طهران-سانا
أكدت صحف إيرانية في افتتاحياتها ومقالاتها اليوم أن تنظيم “داعش”وغيره من التنظيمات الإرهابية تشكلت بدعم من الدول الغربية والكيان الاسرائيلي والحكومة التركية وأنظمة خليجية لتنفيذ مخططاتها في الهيمنة على المنطقة برمتها.
وأوضحت صحيفة رسالت الإيرانية في افتتاحيتها اليوم بعنوان ظاهرة داعش وتوجهاتنا الضرورية أن تنظيم داعش الإرهابي لم يتشكل فجأة وإنما هو نتيجة دعم الدول الغربية وبعض دول المنطقة ووضع تجاربها التدريبية والاستخباراتية تحت تصرف هذا التنظيم الإرهابي مشيرة إلى أن الحكومة التركية كمثال على ذلك ومن أجل إحياء السلطنة العثمانية في العالم الإسلامي قامت بتقديم دعم واسع لهذا التنظيم الإرهابي لتحقيق أهدافها في هذا المجال كما قبلت أن تكون جسر ارتباط بين أوروبا وداعش من جهة ومكابح للعمليات العسكرية لأعضاء الناتو.
ولفتت الصحيفة إلى أن ضعف الرؤية الاستراتيجية للإدارة الأمريكية في التعامل مع التنظيمات الإرهابية في المنطقة جعل سياستها تابعة لمهاترات النظام السعودي والقطري والتركي وأفقدتها دورها وجعلته مجرد إظهار لحركات استعراضية.
وشددت الصحيفة على أن الكيان الإسرائيلي يعتبر من العوامل الرئيسية في نمو التنظيمات الإرهابية من أمثال داعش فهو يسعى إلى تقوية أي تيار يؤدي إلى إضعاف محور خط المقاومة معتبرة أن هذا الكيان قام من خلال ممارسة الضغوط بمنع أمريكا من التعامل بصورة جدية مع هذا التنظيم الإرهابي.
وأكدت الصحيفة أن الهدف من إيجاد تنظيم داعش الإرهابي وأمثاله إضافة لتحقيق المصالح الاقتصادية للدول الداعمة له هو إيجاد اضطرابات وتهيئة الأرضية لإيجاد شرق أوسط جديد وتغيير خرائط بعض المناطق الأبعد منه أيضاً خلال العشرين سنة القادمة محذرة من مخططات حماة داعش في المنطقة عبر إثارة الخلافات المذهبية في العالم الإسلامي.
بدورها أكدت صحيفة القدس في افتتاحيتها تحت عنوان الأخطاء التكتيكية التركية أنه ومنذ بداية الأزمة في سورية قامت الحكومة التركية بجمع الإرهابيين التكفيريين من مختلف بقاع العالم في معسكرات تدريبية ومن ثم أرسلتهم إلى سورية بإشراف أجهزتها العسكرية والأمنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا تحولت إلى جسر لعبور الإرهابيين إلى سورية حيث قطعت جميع الجسور مع الحكومة السورية بعد نمو العلاقات بشكل مطرد بين الجانبين وبات هدفها إسقاط سورية فقط.
واعتبرت الصحيفة أن فشل الدول الغربية وحلفائها في إسقاط الحكومة السورية يعد أكبر كابوس للحكومة التركية في تحقيق أحلامها لتغيير الحدود السياسية الجغرافية وتشكيل ما تسميه العثمانية الجديدة والتي بدأت معها الأخطاء التاريخية التركية.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة التركية أظهرت أنها مستعدة لأن تتخلى ليس عن معتقداتها الإسلامية والإنسانية فقط بل عن معتقداتها الوطنية والقومية أيضاً في سبيل استمرار دعمها لتنظيم داعش الإرهابي وهو ما تظهره تصرفاتها تجاه مدينة عين العرب حيث تمنع إرسال المساعدات لأهالي المدينة لمواجهة هذا التنظيم الذي يرتكب جرائم إبادة جماعية على مرأى من قواتها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة التركية تسعى عبر إيجاد ما تسميه منطقة عازلة وبدعم فرنسي وأمريكي في سورية إلى نقل معسكرات تدريب الإرهابيين إلى داخل الأراضي السورية لتصبح هذه المناطق تحت السيطرة التركية في المدى البعيد إضافة طبعاً إلى استفادتها اقتصادياً من ممارسات تنظيم داعش الإرهابي عبر شرائها مئة ألف برميل من النفط السوري بشكل يومي وبسعر زهيد جداً.
وأكدت الصحيفة أن استمرار الجيش العربي السوري في انتصاراته ضد التنظيمات الإرهابية واستضافة تركيا للإرهابيين ودعمهم ستوجد الكثير من المشاكل والاحتجاجات ضد سياسة رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داود أوغلو وخاصة بعد فضح الدعم التركي الواسع لتنظيم داعش الإرهابي في مختلف وسائل الإعلام.
من جهتها قالت صحيفة جمهوري إسلامي: “إن التصريحات المتناغمة الأخيرة للمسؤولين السعوديين والرئيس التركي أردوغان والتي اتهموا فيها إيران بالتدخل في شؤون المنطقة العربية إنما تأتي كرد فعل على هزيمتهم وإخفاقهم في مساعيهم للتدخل العسكري في سورية”.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان سقوط حماة الإرهاب أن النظام السعودي وخلال السنوات الأخيرة أصبحت مهمته الرئيسية تندرج في إطار تأمين النفط بأسعار منخفضة لحماته الغربيين وكذلك تصدير الإرهاب السلفي والترويج له بالتعاون مع القادة الأتراك.
وأكدت أنه بات واضحاً للرأي العام العالمي وشعوب المنطقة تحديداً مدى حجم أكاذيب وخداع سياسة حكام دول الخليج وتركيا الذين أصبحوا يسعون لإخراج أنفسهم من مأزق دعم الإرهاب والإرهابيين وذلك عبر إلقاء التهم الزائفة ضد الآخرين.
وأضافت الصحيفة: “إن من المضحك أن تقوم دول دعمت ومولت الإرهابيين لسنوات عديدة في سورية وتحدثت في كل مكان عن ضرورة تسليحهم باتهام الآخرين بكل وقاحة بالتدخل في سورية لافتة إلى أن الأمر الذي يجب أن يعلمه حماة الإرهاب في المنطقة هو أن ثمار دعمهم لهذا الإرهاب سيقطفونها عند سقوطهم في فخ الإرهابيين”.
من جانبها دعت صحيفة كيهان العربي في افتتاحيتها اليوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى فك عقدة النفاق والثنائية التي يعيشها والخروج من عباءته الطائفية والحقد الدفين الذي يحمله تجاه الشعوب الأخرى المحيطة ببلده.