دمشق-سانا
تشهد أسواق العاصمة دمشق في هذه الأيام نشاطا من قبل المواطنين الذين يترددون إلى مراكز التسوق والمحال التجارية استعدادا لعيد الفطر حيث يبدأ الزحام في هذه الأسواق تدريجيا من ساعات الصباح حتى ساعات متأخرة من الليل.
وخلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان تبدأ ربات البيوت بشراء مستلزمات صناعة الحلويات في تقليد موروث ويتفننن في صناعة الأنواع المختلفة منها.
في سوق البزورية الذي ما زال محافظا على خصائصه ببيع البهارات والتوابل ومستلزمات العيد يفرد أصحاب المحال التجارية بضاعتهم التي تسحر الناظرين وتدفع العابرين للسوق للتمتع بالمعروضات حتى ولو لم يرغبوا بالشراء فالمنظر بحد ذاته يشكل دافعا قويا للتجول في السوق.
وتشتهر دمشق بصناعة الحلويات التي ازدهرت في القرن التاسع عشر حيث اشتهر صانعوها المعروفون باسم “البغجاتية” بالتفنن في صناعة الأنواع المختلفة منها كالبقلاوة والمبرومة والكنافة والوربات.
كاميرا سانا تجولت في هذا السوق ورصدت التزاحم والاكتظاظ الكبيرين من طرف النسوة لشراء الكاكاو والسكر واللوز والجوز والفستق والطحين والبهارات.
أم حسن من خان دنون بينت لـ سانا أنها تريد شراء “بهارات وعجوة وحلوى مجففة وبكمبودر والشمرة والحبة السوداء والسمسم” مشيرة إلى أنها دوما تأتي الى سوق البزورية لأنه يحتوي على أفضل وأجود المنتجات من المواد الأولية لصناعة الحلويات وبأسعار مميزة.
وعن مدى تمسك السوريين بحلويات العيد تقول أم محمد هو تقليد يستحيل على عائلتها الاستغناء عنه مبينة أن طقوس رمضان الجميلة عادت بعد النصر الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري.
ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة فإن حلويات العيد لها بهجة خاصة لذا تحرص الأسر على توفير المال لتحضير المعمول قبل العيد بأيام هذا ما قالته لنا أم خليل موضحة أن موائد الحلويات التي تصنعها السيدات تختلف من أسرة لأخرى حيث يقوم بعض الأسر بصناعة الحلويات في المنزل وبعضها يقوم بشرائها من السوق والبعض الآخر يجمع بين الشراء من السوق وصنعها في المنزل.
من جانبه قال ماجد خليل من الغوطة الشرقية إن الأسرة في الأيام الأخيرة من رمضان تتكاتف وتتعاون من أجل تحضير حلوى عيد الفطر فيما بينها في جو يميزه التسامر والفرح لافتا إلى أن هذه العادة تلاشت في السنوات السبع الماضية بسبب ظروف الحرب والحزن التي خيمت على السوريين حيث فقد العيد نكهته بسبب الإرهاب لكن الآن وبعد الأمان الذي ساد ربوع سورية بدأت عودة هذه الظاهرة الجميلة.
عدد من أصحاب المحال التجارية أكدوا أن محلات بيع لوازم الحلويات تشهد حركة نشطة في أواخر رمضان حيث بين محمد المدني صاحب محل لبيع أدوات صناعة الحلويات المطبعة والقوالب أن الإقبال هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة حيث إن أغلب الأسر عادت تصنع الحلويات في منازلها مشيرا إلى أن للقوالب أشكالا مختلفة مصنوعة من خشب الزان أو العضم.
من جانبه أكد صاحب محل مكسرات أن الطلب على المكسرات والشوكولا والحلوى المجففة يتزايد بصفة كبيرة خلال هذه الأيام معبرا عن فرحته بقدوم العيد لكونه يتزامن مع فرحة النصر وعودة الأمن والامان فالعيد هذا العام عيد للنصر.
بائع آخر بين أن أسعار المواد الأساسية للحلويات هذا العام تختلف عن العام الفائت وتتناسب مع مختلف الشرائح.
ويبقى سكان دمشق مصرين على المحافظة على عاداتهم وتقاليدهم حتى البسيطة منها وتحدي الظروف الصعبة واستعادة مظاهر حياتهم الطبيعية وأجواء الفرح.
بشرى برهوم وسكينة محمد
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: