سياسات ترامب المتهورة تصل إلى حلفائه

دمشق-سانا

تتفاقم الأزمة التجارية التي افتعلها الرئيس الامريكي دونالد ترامب بين الولايات المتحدة  حلفائها الأوروبيين ودول أخرى جراء فرضه رسوما جمركية على واردات الفولاذ والالمنيوم من دول الاتحاد الاوروبي وكندا والمكسيك وسط انتقادات حتى من الداخل الامريكي لتلك الرسوم.

القرار الأمريكي الذي دخل حيز التنفيذ امس لقي رفضا واسعا من حلفاء واشنطن الذين قرروا الرد بالمثل وهو ما يدفع الاقتصاد العالمي إلى شفير حرب تجارية بينما بدأ وزراء مالية دول مجموعة السبع اجتماعا في كندا لدراسة اثار وتداعيات هذا القرار وفي محاولة لإقناع الولايات المتحدة لإعادة النظر في قرارها.

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي شمل القرار بلاده أكد تعليقا على ذلك أن هذه الرسوم “غير مقبولة” وتشكل إهانة للشراكة الأمنية قديمة العهد بين كندا والولايات المتحدة وخصوصا إهانة لآلاف الكنديين الذين قاتلوا وقضوا إلى جانب رفاق السلاح الأمريكيين كما تقدمت اوتاوا بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ردا على الرسوم الأمريكية.

من جهته وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير علق على ذلك بالقول: لا يمكننا أن نفهم كيف يفرض علينا نحن حلفاء الولايات المتحدة رسوما أمريكية فيما وصف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي ترامب القرار بأنه “خطأ” وأكد نية الاتحاد الأوروبي الرد بشكل حازم ومتكافئ.

وفي برلين تعهدت الحكومة الألمانية بالرد على أمريكا بينما قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ان الولايات المتحدة لا تترك لنا خيارا سوى رفع الخلاف أمام منظمة التجارة العالمية وفرض رسوم جمركية إضافية على منتجات من الولايات المتحدة.

كريستين لاغارد المديرة العامة لصندوق النقد الدولي انتقدت من جانبها القرار وحذرت من أن الدول الاكثر فقرا هي التي ستتأثر اكثر من سواها نتيجة القرار الامريكي.

كما نددت المكسيك التي شملها القرار بالإجراءات الأمريكية بشدة واعلنت اتخاذ اجراءات مماثلة تشمل عدة منتجات أمريكية من بينها بعض أنواع الحديد الصلب والفاكهة والاجبان في وقت أعلن فيه الرئيس الامريكي أنه قد يسعى إلى اتفاقيتين تجاريتين منفصلتين مع كندا والمكسيك.

ولتبرير قرارها اعلنت الإدارة الأمريكية أنها اتخذته لدواعي الأمن القومي وحماية الانتاج المحلي فيما واجه ذلك القرار تساؤلات وانتقادات حتى داخل الحزب الجمهوري الامريكي حيث قال رئيس مجلس النواب بول راين ان القرار يستهدف حلفاء الولايات المتحدة الذين علينا التعاون معهم من أجل التصدي للممارسات التجارية غير المنصفة لدول مثل الصين.

إدارة ترامب كانت أيضا فرضت رسوما مماثلة على الواردات الصينية من الفولاذ والالمنيوم وتصاعد الخلاف بينهما خلال الاشهر الماضية إلا أن الجانبين أعلنا هدنة في خلافهما التجاري خلال شهر ايار الفائت فيما لوحت إدارة ترامب بفرض رسوم مجددا بـ 25 بالمئة على الواردات الصينية وكذلك بفرض ضرائب إضافية على ما قيمته 150 مليار دولار من الواردات بينما هددت بكين باتخاذ اجراءات حازمة لحماية مصالحها.

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونين قالت ردا على تلك التهديدات “إن أبوابنا مفتوحة أمام المفاوضات والمشاورات وعلى الجانبين التحلي بموقف صادق واحساس بالمساواة والاحترام المتبادل في محادثاتهما على الصعيدين التجاري والاقتصادي من أجل التوصل إلى حل مقبول لكليهما”.

في غضون ذلك وصل وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس اليوم إلى بكين لخوض محادثات جديدة مع الصين من أجل نزع فتيل التوتر التجاري بين العملاقين الاقتصاديين حيث تطالب الولايات المتحدة بانفتاح أكبر للسوق الصينية وبخفض بـ 200 مليار دولار سنويا لعجزها التجاري مع بكين إلا أن الصين لم توافق حتى الآن على هذا المبلغ الذي يعتبره بعض خبراء الاقتصاد غير واقعي.

الحكومة البرازيلية من جهتها اعتبرت القرار الأمريكي بأنه غير مبرر مؤكدة أنها تريد البحث عن حلول أخرى لهذا الخلاف التجاري مشيرة إلى أنها ستتابع بدقة تأثير هذه الإجراءات الأمريكية على الصادرات البرازيلية.

حليفة ترامب الاستراتيجية تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية انتقدت القرار وقالت “أنها تشعر بخيبة أمل عميقة لهذا القرار الذى لا مبرر له” مضيفة ان “الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة يجب اعفاؤهما بشكل دائم من الرسوم الجمركية ونحن سنواصل العمل معا لحماية ورعاية عمالنا وصناعاتنا”.

القرار الأمريكي الجديد حول واردات الالمنيوم والفولاذ يضاف إلى سلسلة من القرارات المتهورة التي اتخذها ترامب منذ وصوله إلى الحكم من بينها الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ومن اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ في وقت تواصل الادارات الأمريكية المتعاقبة ممارسة سياسة الحمائية الدولية وفرض القيود التجارية في محاولة للهيمنة على الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية.

محمد جاسم

انظر ايضاً

زاخاروفا: ضرورة تصحيح ترامب أخطاء الولايات المتحدة

موسكو-سانا أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ضرورة تصحيح الرئيس الأميركي