بروكسل-اوتاوا-سانا
تقدمت المفوضية الأوروبية اليوم بشكوى ضد الولايات المتحدة إلى منظمة التجارة العالمية احتجاجا على الرسوم الأميركية على واردات الصلب والألمنيوم.
ونقلت فرانس برس عن المفوضية الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم قولها “إن الولايات المتحدة تمارس لعبة خطيرة وترتكب خطأ عندما تستهدف أوروبا الحليف التقليدي لها ” لافتة إلى أنه “في حال لم يحترم الأفرقاء المعنيون في هذا العالم الضوابط فإن النظام التجاري مهدد بالانهيار”.
وتابعت إن “ما نقوم به يثبت عزمنا على التصدي للأسباب العميقة للتوتر الراهن في النظام التجاري ولكن علينا القيام بذلك في إطار القواعد المتعارف عليها”.
ويعد الاتحاد الأوروبي اجراءات تهدف إلى حماية صناعة الصلب الأوروبية حيث يمكن اللجوء إليها بحسب قواعد منظمة التجارة العالمية إذا تسبب تدفق مفاجىء للواردات باضطراب خطير أو شكل تهديدا للصناعة الوطنية”.
بدوره قال معهد “اوكسفورد ايكونوميكس” للابحاث إن “الخطر الحقيقي بالنسبة إلى أوروبا هو عدم وجود رد استراتيجي على برنامج “أميركا أولا”الذي يدعو إليه ترامب”.
بينما يجمع خبراء “على أن حربا تجارية ستقع فعلا إذا نفذت الولايات المتحدة تهديدها بفرض رسوم على وارداتها من السيارات ما سيصيب محرك المبادلات الدولية في الصميم “.
من جانبه قال مالك شركة السيارات الألماني” فولكسفاغن ” نخشى أن يكون القرار الأميركي بداية منحى سلبي من الاجراءات والاجراءات المضادة يخسر فيه الجميع”.
في سياق متصل تقدمت كندا بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ردا على الرسوم الأمريكية “غير القانونية” على واردات الصلب والألمنيوم الكندية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند قولها اليوم في بيان إن “هذه الرسوم الأحادية المفروضة تحت ذريعة خاطئة لحماية الأمن القومي الأمريكي تتعارض مع الالتزامات التجارية الدولية للولايات المتحدة وقواعد منظمة التجارة العالمية”.
وكانت كندا ردت أمس على الرسوم الأمريكية على الواردات من الصلب والألمنيوم بفرض رسوم على منتجات أمريكية بقيمة 6ر16 مليار دولار كندي “أي ما يعادل 8ر12 مليار دولار أمريكي”.
إلى ذلك طغى تصاعد النزاع التجاري بين أكبر اقتصادات العالم على جدول اعمال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء مالية دول مجموعة السبع في كندا.
وقال وزير المالية الكندي بيل مورنو إن ممثلي مجموعة السبع سيتصدون لقرار واشنطن فرض رسوم على الصلب والألمنيوم الذي دخل حيز التنفيذ.
وأضاف مورنو أنه “من الواضح أن المحادثات ستكون صعبة.. نحن نبعث برسالة مفادها أن هذه الإجراءات ليست مفيدة”.
وأوضح مورنو “نحن نعتبر هذا الرد وسيلة لإعادة الأمريكيين إلى طاولة التفاوض.. كندا لا تشكل تهديدا أمنيا لذا علينا أن نمضي قدما على أسس مختلفة”.
وتابع الوزير الكندي “الرسوم الأمريكية أضعفت الآمال بنجاح مفاوضات تعديل معاهدة التبادل التجاري الحر في أمريكا الشمالية.. بالتأكيد أن فرض هذه الرسوم لا يؤدي إلى حوار إيجابي”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقع في آذار الماضي قرار فرض رسوم جمركية من 25 بالمئة و10 بالمئة على واردات الصلب والألمنيوم على التوالي متجاهلا التحذيرات من حرب تجارية عالمية واحتجاجات حلفائه في أوروبا وفي داخل بلاده.