S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
لا يغيب الوطن عن مخيلة وفكر العديد من المغتربين ولو قضوا في بلاد الاغتراب عشرات السنين فهم يرتبطون بأرض أجدادهم التي تعاني في هذه الأيام من إرهاب حاقد ويبحثون عن وسيلة لإظهار تضامنهم وحبهم لها.
مجموعة من المغتربين السوريين في الأرجنتين لم يكتفوا بإدانة العدوان الثلاثي على سورية بل قرروا القدوم في رحلة إلى وطنهم رغم أن بعضهم لم يزر سورية مطلقا للتعبير عن وقوفهم مع أهلهم وسعيا للتعريف بحضارتها ومواجهة الأفكار المشوهة عنها التي تبثها وسائل الإعلام الغربية.
“تمارا اللي” منظمة الرحلة تقول في تصريح لنشرة سانا “سياحة ومجتمع”: إنه “بعد العدوان الأمريكي قررنا أن هذا هو الوقت حتى نأتي ونحضن الوطن ونأخد رسالة حب من سورية للعالم” موضحة أن الوفد أعضاء في “الجمعية السورية-الثقافية” في الأرجنتين وهذه الزيارة هي الأولى لهم لوطنهم الأم.
الرحلة التي بدأت الأسبوع الماضي انطلقت كما تقول “اللي” من دمشق عاصمة الثقافة الإنسانية وتحديدا من سوق الحميدية أشهر أسواقها التاريخية حيث زار الوفد الجامع الأموي الكبير وقصر العظم وحمل معه بعض القطع التذكارية للأهل والأصدقاء في الأرجنتين.
جال الوفد في بعض المدن السورية التاريخية والسياحية ومنها مدينتا معلولا وصيدنايا الأثريتان في ريف دمشق ووثقوا بالصور أهم كنائسها لينتقلوا بعدها إلى مدينة يبرود مسقط رأس العديد منهم حيث قضوا يوما بين ربوع أوديتها وثنايا جبالها التي تحتضن إنسان العصور الحجرية.
رئيس جمعية أصدقاء يبرود مرعي البرادعي الذي رافق الوفد أشار إلى أنهم تجولوا في واديي “اسكفتا” و “قرينة” الأثريين إضافة إلى عدد من المغاور التي سكنها الإنسان الحجري.
وأضاف: إن الوفد زار كاتدرائية القديسين قسطنطين وهيلانة التي تعتبر من أعظم كنائس القلمون شأنا وأوسعها رفعة.
كما كان للوفد حسب “اللي” محطات في وادي النضارة وصافيتا وطرطوس واللاذقية منوهة بالترحاب الذي لاقوه في كل مدينة زاروها حيث تطوع الأهالي للتعريف بمعالم وآثار مدينتهم.
وتقول “اللي” إن الجالية السورية في الأرجنتين تصل إلى أربعة ملايين بين سوريين ولبنانيين منظمين ضمن 300 جمعية سورية لبنانية في كل الأرجنتين.
وأشارت إلى أن هذه الزيارة لن تكون الأخيرة حيث سيتبعها عدد من الزيارات تعزيزا للروابط الاجتماعية والوطنية بين المغتربين وأهلهم في سورية.
سمر ازمشلي
