دراسة سرية لـ” سي آي إيه” تثير شكوكا حول تسليح إرهابيي ما يسمى “المعارضة المعتدلة” في سورية

واشنطن-سانا

وسط الشكوك الكثيرة التي تحيط بخطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتسليح وتدريب الإرهابيين في سورية الذين خصتهم واشنطن برعايتها تحت ستار ما يسمى “المعارضة المعتدلة” برزت دراسة أعدتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” لتكشف دون أي مجال للشك تاريخ الولايات المتحدة الطويل في زرع فتيل الحروب ونشر النزاعات في انحاء العالم من خلال تمويلها وتسليحها لحركات ومجموعات مسلحة على مدى عقود طويلة.

وفي تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كشف الكاتب مارك مازيتي أن دراسة داخلية أعدتها وكالة سي آي إيه بين عامي 2012 و2013 الماضيين ولا تزال قيد السرية حتى الآن توصلت إلى أن محاولات الاستخبارات الامريكية في تسليح قوى أجنبية بطريقة سرية وعلى مدى الأعوام الـ 67 الماضية “انتهت بالفشل “ولم تحقق الأهداف المرجوة منها الأمر الذي أثار شكوكا وتساؤلات كثيرة لدى المسؤولين الامريكيين حول الفائدة من تكرار هذه الجهود من خلال تسليح وتدريب ما يسمى “المعارضة المعتدلة” في سورية.

واعتبر مازيتي أن التحركات الأمريكية الحثيثة لدعم ما يسمى “المعارضة المعتدلة” في سورية تعتبر أحدث مثال على اندفاع الإدارة الأمريكية لاستخدام وكالة الاستخبارات الأمريكية للتدخل في شؤون دول أخرى في العالم من خلال تسليح وتدريب “مجموعات متمردة” بشكل سري.

وأوضح مازيتي أن الدراسة التي طرحت في نقاش أجرته الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض مؤخرا أدت إلى زرع شكوك كثيرة لدى المسؤولين الأمريكيين حول الحكمة من تسليح من تسميهم الولايات المتحدة “معارضة معتدلة” في سورية وقد عززت نتائج الدراسة تلك الشكوك نظرا لتاريخ المحاولات الأمريكية الفاشلة لتسليح قوى خارجية سرا إذ إن” تلك المحاولات كان لها تأثير ضئيل على النتيجة الطويلة الأمد لأي صراع”.

ولفت مازيتي إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية قامت بتوفير الأسلحة لـ “حركات التمرد” في شتى أنحاء العالم على مدى تاريخها الممتد على 67 عاماً ابتداء من أنغولا ونيكاراغوا وحتى كوبا وكلها تقريبا “باءت بالفشل” مشيرا إلى أن “نتائج الدراسة التي اعدتها الوكالة في الفترة ما بين عامي 2012 و2013 الماضيين أثناء النقاش داخل الإدارة الأمريكية حول الأزمة في سورية وكيفية التعامل معها تثبت هذا الفشل بما لا يدع مجالا للشك “.

وبين مازيتي أن أوباما صدق في نيسان عام 2013 على مشروع تدريب لما يسمى “المعارضة المعتدلة” تحت إشراف الاستخبارات الأمريكية في قواعد عسكرية موجودة في الأردن كما أعلن في الأشهر الماضية عن خطط مماثلة لتدريب نحو 5 آلاف من إرهابيي هذه “المعارضة” في قواعد عسكرية في السعودية.
وأوضح مازيتي أن مسؤولين أمريكيين اطلعوا على نتائج الدراسة اعتبروا أن” دعم وكالة الاستخبارات الأمريكية للمجموعات المسلحة والحركات المتمردة فشل عموما في نماذج لم يكن فيها للأمريكيين وجود على الأرض مع القوات الأجنبية في مناطق الصراع”.

وفي الوقت الذي تستمر فيه الإدارة الأمريكية بممارسة كل أساليب النفاق والازدواجية في تعاملها مع الأزمة في سورية وخصوصا قضية الإرهاب واختلاق مبررات لدعم الإرهابيين الموالين لها في سورية تحت ستار ما يسمى “معارضة معتدلة” تتزايد الشكوك في الداخل الأمريكي حول خطة أوباما لتسليح وتدريب هؤلاء الإرهابيين لعدة أسباب أهمها أن الإدارة الأمريكية كانت ولسنوات عدة تقول إن هذه “المعارضة” لا يمكن الاعتماد عليها كشريك للولايات المتحدة في سورية لكنها غيرت موقفها بعد ذلك لتصبح محط ثقة واشنطن وأهلا بتلقي المزيد من المساعدات.

وتستخدم الولايات المتحدة وحلفاؤها مصطلح “المعارضة المعتدلة” لإخفاء حقيقة الإرهابيين الذين تعمل على تمويلهم لتحقيق أجنداتها في سورية والمنطقة وقد وافق الكونغرس الأمريكي بشكل رسمي الشهر الماضي على الخطة التي تقدم بها أوباما لتدريب وتسليح إرهابيي هذه “المعارضة” بمشاركة من حلفاء واشنطن في
المنطقة وعلى رأسهم نظام آل سعود وحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا اللذان أعلنا عن موافقتهما على استضافة معسكرات لتدريب هؤلاء الإرهابيين.

انظر ايضاً

نيويورك تايمز: خلافات بين دول الناتو حول المرحلة المقبلة من أزمة أوكرانيا

واشنطن-سانا رغم التوافق الأمريكي الغربي العلني على ضخ المزيد من الأسلحة والعتاد لدعم نظام كييف …