S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
حمص-سانا
إذا صادف أن زرت حي كرم الزيتون 2 بحمص وتجولت في شوارعه تتملكك الحيرة في إطلاق صفة المدينة أو القرية عليه بخصوص الواقع الخدمي المتردي وانعدام خدمات البنى التحتية فيه بعد أكثر من عشرين عاما على سكن الناس فيه الذين ينتمون بأغلبيتهم لشريحة أصحاب الدخل المحدود.
سانا زارت الحي واطلعت عن كثب على الواقع الخدمي فيه ورصدت آراء بعض الأهالي حيث يروي ابراهيم داوود معاناته منذ سكن الحي عام 1992 ويقول : “لقد وعدونا كثيرا وها نحن مازلنا نشتري المياه بالصهريج بقيمة ألف ليرة سورية كل يومين ومازلنا نستخدم الحفر الفنية بديلا عن خطوط الصرف الصحي”.
صادق يوسف أحد سكان الحي أيضا وصف الوضع الخدمي بأنه “سيئ” فلا يوجد مستوصف أو نقطة طبية أو شبكة كهرباء بالرغم من وجود أعمدة لكن بلا أسلاك وليس هناك مخبز بالحي.
التلميذتان غنى وريم من الصفين الثالث والأول من مرحلة التعليم الأساسي تتمنيان وجود مدرسة قريبة وطريق معبدة فكم مرة شعرتا بالخجل من رفاقهما بسبب الطين الذي يعلق بهما حيث يقطع التلاميذ من مرحلة التعليم الأساسي مسافة 1 ونصف الكيلومتر ليصلوا إلى أقرب مدرسة وهي مدرسة الشهيد غسان ابراهيم للتعليم الأساسي المجاورة للحي في طريق ترابية عبدتها أقدام التلاميذ.
وتستمر معاناة الطلبة مع دخولهم الجامعة أمام انعدام وسائل النقل العام التي من المفروض أن تخدم سكان الحي ما يجبرهم على المشي لمسافة أكثر من 2 كم ليستقلوا باصات خط وادي الذهب أو سرفيس حي الورود حيث تعاني هبة منصور طالبة جامعية تقطن الحي واسرتها بعدما هجرت من قريتهم في ريف حماة من صعوبة بالغة في التكيف مع الواقع الخدمي السيىء.
منير حسن مختار حي كرم الزيتون أوضح أنه يقطن الحي حاليا ما يقارب من 7500 عائلة ويقسم حي كرم الزيتون إلى قسمين 1 و2 حيث يقع حي كرم الزيتون 2 بين طريق الستين شرقا وطريق باب الدريب غربا في الثلث الأخير من الحي من جهة طريق الستين وتم تحرير حي كرم الزيتون كاملا من الإرهاب في آذار 2013 و كان يفتقر قبل الأزمة إلى أدنى الخدمات.
وأضاف مختار الحي: إنه تمت مخاطبة الجهات المعنية في المحافظة ومجلس المدينة حول تردي الخدمات بالحي وسبل دعم السكان بالخدمات الأساسية لافتا إلى أن هناك تغييبا واضحا لدور رؤساء لجان الأحياء ومخاتيرها عن الاجتماعات الخاصة بتوزيع الميزانية ووضع الخطة الخدمية المراد مناقشتها فمن مهام المختار الاشتراك في وضع الخطة الخدمية السنوية للحي بحسب قانون الإدارة المحلية.
بدورها المهندسة ناديا كسيبي رئيسة مجلس مدينة حمص أوضحت أنه يتم التنسيق مع المحافظة بخصوص تخديم هكذا أحياء ولكن ليس من اعتمادات تغطي الاحتياجات المطلوبة حاليا ولم تخصص للحي أي مبالغ من موازنات العام الحالي.
وأشار المهندس حسان النجار رئيس مجلس المدينة إلى أنه يتم حاليا إجراء مناقلات من الموازنة العامة لمجلس مدينة حمص للسعي لإيجاد الاعتمادات اللازمة لتحسين الواقع الخدمي في عدد من الأحياء ومنها كرم الزيتون 2.
تمام الحسن