الشريط الإخباري

النكبة الفلسطينية.. ذكرى لايمكن اقتلاعها من الذاكرة

دمشق-سانا

الخامس عشر من أيار 1948 يوم لا يمكن اقتلاعه من ذاكرة الفلسطينيين والعرب فهو “نكبة” بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وليس مجرد حدث تاريخي عابر فما تشهده فلسطين حتى اليوم من استمرار لمشروع ما يسمى “إقامة الكيان الصهيوني” على أرضها دليل على أن النكبة تتكرر كل لحظة في قلوب وعقول الفلسطينيين وكل من يمتلك ضميرا عربيا في المنطقة.

اعتقد الكثيرون وفي مقدمتهم الإسرائيليون أن الزمن كفيل بمعالجة آثار نكبة الشعب الفلسطيني انطلاقا من نظرية “تلاحق الأجيال” وعدم تمسكهم أو اهتمامهم بأفكار وآراء آبائهم وأجدادهم الذين شردتهم أحداث النكبة وهجرتهم قسراً إلى مناطق مختلفة وأن مسيرتهم النضالية ستختفي تدريجيا لكن 70 عاماً مرت تثبت اليوم “وهم” هذا الاعتقاد.

الأجيال الفلسطينية نقلت الإرث وحملت الراية مؤمنة بحقوق آبائها وأجدادها وضرورة الدفاع عنها وعلى عكس التوقعات بدل أن تضمر الرقعة المتعلقة بضحايا النكبة ازدادت وتوسعت وأصبح من الصعب السيطرة على انتشارها في العقول وإن استمرار “مسيرات العودة” هذا العام منذ ذكرى يوم الأرض في نيسان الماضي إلى ذكرى النكبة يوم غد وتعرض الكثير من الشباب الفلسطيني للمخاطر في سبيل الدفاع عن حقه بالعودة يؤكد أن آثار النكبة ما زالت تحرك هذه الأجساد بقوة.

الأيام تؤكد أن كل الدعم الغربي الاستعماري للكيان المحتل لم يفلح في إنهاء القضية وإغلاق الملف فرغم ما قدمته بريطانيا على طبق من فضة للصهاينة من دعم لإقامة كيانهم المزعوم وما مارسته الدول الاستعمارية الأخرى من تشريد وقتل وتهجير لمساندة الإسرائيليين آنذاك إلا أن القلق والتوتر والغضب مازال يحيط بالمنطقة سواء على الأراضي الفلسطينية المحتلة أم خارجها.

وكان سبق التاريخ المشؤوم للنكبة قيام عصابات مسلحة تابعة لكيان الاحتلال باجتياح المدن والقرى الفلسطينية قتلت الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في قرى “قضاء القدس وقالونيا وحيفا وعين غزال وغيرها” وهجرت قرابة المليون مواطن منهم إلى الدول العربية المجاورة ومنها سورية ولبنان والأردن.

مجازر وفظائع أخرى تم ارتكابها بحق الأطفال والنساء والشباب والشيوخ في قرى “دير ياسين والشيخ وأبو شوشة وكفر قاسم وخان يونس ومخيم جنين”
جميعها هدفت إلى تدمير الهوية الفلسطينية وتخريب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فلسطين إلى جانب محاولة محو الأسماء العربية واستبدالها بمسميات عبرية ترسخ الذهنية الإسرائيلية في الأجيال اللاحقة.

كل ذلك كان على مرأى من دولة الانتداب البريطاني ومثيلاتها ممن يدعون الحرية والديمقراطية وينادون بحق الشعوب في تقرير مصيرها ورغم كل قرارات مجلس الأمن التي تدين هذه الجرائم بقيت “إسرائيل” ضاربة عرض الحائط بكل القرارات الدولية مستمرة بإجراءاتها التعسفية واللاإنسانية.

وعادة يقوم الفلسطينيون بتنظيم مظاهرات وفعاليات لإحياء ذكرى هذا اليوم المشؤوم حتى لا تتناساها الأجيال وليؤكدوا تمسكهم بمطالبهم وكانت الاحتجاجات تتحول إلى اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية أو على الحدود الفلسطينية السورية والفلسطينية اللبنانية.

صحيح أن الفلسطينيين لم يحرروا وطنهم بعد لكن “كيان العدو لم ينتصر” والصراع مستمر بين أصحاب الأرض ومحتليها ولا بد أن ينتصر الحق يوما ما ومهما حاولوا فإن “فلسطين ستبقى عربية عاصمتها القدس” لأنها محصنة بدماء قوافل الشهداء وصمود الأسرى الأبطال ونضال من تبقى من الشرفاء ومحور المقاومة.. فوهم تصفية القضية الفلسطينية “زائل” طالما هناك حق وراءه مطالب.

علي عجيب

انظر ايضاً

عباس: الشعب الفلسطيني لن يسمح بتكرار النكبة الفلسطينية

القدس المحتلة-سانا أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتكرار النكبة،