تونس-سانا
حذرت صحيفة الشروق التونسية من أن ما يبيت لسورية تحت غطاء مكافحة إرهاب تنظيم داعش قد يكون استنساخاً رديئاً لسيناريو غزو العراق.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم إلى أن العدوان على سورية ودعم الإرهابيين بالمال والسلاح والأفراد يوجد التنظيمات الإرهابية التي تتفاقم لتغدو غولاً يتطلب تدخلاً دولياً يمهد لاجتياح بري يشبه غزو العراق في 2003 وعلى الوتيرة نفسها تتواصل الفوضى الخلاقة سبيلاً لإنجاز الشرق الأوسط الجديد اعتماداً على نظرية التفتيت وإعادة التشكيل.
وقالت الصحيفة: “ندرك كما يدرك كل العالم حجم الخطر الذي يمثله تنظيم داعش الإرهابي والحاجة إلى اصطفاف المجتمع الدولي ضده رفضاً للعنف والإرهاب ولذلك النهج الموغل في الدموية والخراب لكن محاربة هذا الخطر وحاجة المجتمع الدولي إلى استئصاله لا تبرران التحرك خفية عن سورية ولا تستوجبان التدخل البري على أراضيها دون موافقة الحكومة السورية أو تحول الأمر إلى غزو بري للأراضي السورية بحجة محاربة التنظيم المتطرف”.
وشددت الشروق على أن جل الدول التي تقرع اليوم طبول الحرب ضد التنظيم الإرهابي هي التي زرعته وأمدته مباشرة أو بالوكالة بكل متطلبات القوة والتغول ليأخذ هذا الحجم المخيف والمهدد للسلم والأمن إقليمياً ودولياً مشيرة إلى أن سورية لم تتوقف عن التنبيه والتحذير ودق نواقيس الخطر من أن هذه السياسات الخاطئة ستعطي نتائج مدمرة في شكل إرهاب أعمى سيكتوي به أيضاً داعموه وممولوه ومزودوه بكل أسباب الحياة.
وختمت الصحيفة قائلة: “ليس أمام المجتمع الدولي إن كان صادقاً في عزمه إرسال جيوش من 20 دولة لمحاربة التنظيم المتطرف إلا أن يمد يده إلى سورية لينصت إلى رأيها وليتحرك بالتنسيق معها بشكل يفضي إلى استئصال هذا الغول مع حفظ سيادتها واستقلالها وإلا تحول الأمر إلى عدوان صريح يستدعي مقاومة شعبية شاملة”.