الشريط الإخباري

كاتب فرنسي: مشاركة فرنسا ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي تفرض سؤالاً جديداً حول مغزى العمليات العسكرية في الخارج

باريس-سانا

أثار التحالف الذي أعلنته الولايات المتحدة الأميركية من عدة دول غربية وعربية مكافحة خطر تنظيم داعش الإرهابي الكثير من الانتقادات والتساؤلات حول جدوى محاربة تنظيم ساهمت دول التحالف ذاتها في إيجاده وتربيته ومده بالسلاح والمال إلى أن بات هديده أمراً يتطلب حشداً دولياً للقضاء عليه.

وبهذا الصدد أكدت صحيفة لو فيغارو الفرنسية في مقال كتبه رونو جيرار بعنوان لا بد من إطار لعملياتنا في الخارج أن مشاركة فرنسا في الحرب الجارية ضد تنظيم داعش الإرهابي ضمن تحالف تقوده الولايات المتحدة تفرض سؤالاً جديداً حول مغزى العمليات العسكرية في الخارج قائلا ها هو الغرب يحاول بتدخلهفي خريف 2014 تصحيح الفوضى التي خلقها في ربيع 2003 في إشارة إلى الغزو الأمريكي البريطاني للعراق في هذا العام والذي أدى إلى غرق الشعب العراقي بجحيم التفجيرات والجماعات المسلحة حتى يومنا الراهن.

وأكد الكاتب الفرنسي أن الغرب متناقض مع نفسه إذ تخفي حكومات الدول الغربية بتدخلها اليوم ضد تنظيم داعش الإرهابي استراتيجية غامضة وتحرص على إطلاق جملة من التعبيرات لتبرير التدخل في شؤون الدول الأخرى مثل مساعدات إنسانية- حق التدخل- واجب حماية المدنيين وإحلال الديمقرطية.

وقال الكاتب كان الرئيس الأميركي باراك أوباما محقاً عندما أعلن نيته القضاء على داعش لكنه نسي أن يذكر مسؤولية واشنطن في خلق هذا التنظيم إذ أن المسؤولين العسكريين في داعش هم ضباط سابقون طردهم القنصل الأمريكي في العراق بول بريمر عام 2003 من الجيش العراقي.

ودعا الكاتب الفرنسي إلى وضع ضوابط وأطر للتدخل الغربي طالما أنه سيستمر لمدد غير محددة في الوقت الراهن مؤكداً ضرورة احترام القانون الدولي وقال أن البشرية عانت الكثير من أجل إنشاء الأمم المتحدة حيث شهدنا حربين عالميتين أدى الاستهزاء بسلطتها إلى عودة رهيبة إلى الخلف.

في آذار 1999 خضنا الحرب في كوسوفو دون المرور بمجلس الأمن وفي آذار 2003 أيضا تجاهلت أمريكا مجلس الأمن وقررت منفردة غزو العراق.
وأضاف الكاتب الفرنسي أن الاحترام الصارم للحقوق الدولية ليس كافياً لتأطير عمليات الغرب في الخارج مشيراً إلى ضرورة إيجاد حلول ذات مصداقية تمنع الفوضى و تحمي من السقوط في الحرب الأهلية وقال أن هذا الجحيم عرفناه في العراق أولاً ومن ثم في ليبيا.
وتساءل الكاتب الفرنسي هل يريد الغرب حقاً حماية السكان المدنيين الذين يدعي أنه ينقذهم بإرسال جنوده إلى بلادهم مشدداً على وجوب ألا يتدخل الغرب إذا لم يكن على يقين بقدرته على تحسين الحياة اليومية لهؤلاء الأشخاص الذين ادعى أنه يعمل لتحريرهم.

وذكر الكاتب الفرنسي بالكلفة الباهظة لمثل هذه الحروب مؤكداً أن أقل إلتزام على القادة الغربيين تجاه دافعي الضرائب هي خدمة مصالحهم على المدى الطويل قبل تحقيق أمجادهم الشخصية الصغيرة في وسائل الإعلام مشيراً في هذا السياق إلى الزيارات التي صورها الإعلام على أنها مظفرة والتي قام بها نيكولا ساركوزي وديفيد كاميرون إلى مدينة بنغازي في أيلول2011 وقال متسائلا ما الذي ربحه بالفعل المواطنون الفرنسيون والبريطانيون الجنوب الليبي أصبح ملاذا للمتطرفين وبات يزعزع استقرار المغرب العربي ومنطقة الساحل والبحر الأبيض المتوسط سلم لمهربي البشر وأكثر من خمسين بالمئة من فقراء افريقيا وجنوب الصحراء الكبرى يغرقون اليوم في البحر أو تجرفهم مياه البحر إلى شواطئ الاتحاد الأوروبي بعدما مروا عبر شبكات تهريب في ليبيا.

وتكشف هذه التساؤلات للكاتب الفرنسي عن تفاقم السخط الذي يعيشه المواطن الغربي من جراء سياسات حكوماته غير الآبهة بمعاناته والتي أدت إلى استمرار تراجع شعبية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس الأمريكي باراك أوباما وانحدارها إلى مستويات قياسية.

انظر ايضاً

بيسكوف: العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا تحولت إلى حرب بسبب التدخل الغربي

موسكو-سانا أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن العملية العسكرية الخاصة