S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
لندن-سانا
اعتقلت الشرطة البريطانية اليوم ستة أشخاص بتهمة الارتباط بالتنظيمات الإرهابية في سورية.
وكانت الشرطة البريطانية اعتقلت أمس ثلاثة شبان في لندن وذلك للاشتباه في ضلوعهم بمخططات إرهابية.
وذكرت رويترز أن قوات مكافحة الإرهاب في بريطانيا احتجزت اليوم ستة أشخاص هم ثلاثة رجال وثلاث نساء تتراوح أعمارهم بين 23 و57 عاما بتهمة ارتكابهم أعمالا إرهابية والارتباط بالتنظيمات الإرهابية في سورية.
وكشف النائب في حزب العمال البريطاني خالد محمود أمس أن نحو ألفي متطرف بريطاني توجهوا إلى سورية والعراق من أجل الانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي وذلك في تصريحات تدحض مزاعم الحكومة البريطانية بأن عدد الإرهابيين البريطانيين الذين انضموا إلى التنظيم المذكور يقدر بنحو 500 فقط.
يذكر أن الحكومة البريطانية وفي مسعى منها لتفادي عودة مواطنيها الإرهابيين وإرغامهم على البقاء في سورية ليواصلوا إجرامهم ووحشيتهم هناك بعيدا عن أراضيها اتخذت إجراءات واسعة بدأتها بقرار وزارة الداخلية البريطانية بنزع الجنسية عن مزدوجي الجنسية المتورطين بالإرهاب.
كاتبة بريطانية: تونس تحولت إلى أرض خصبة ومرتع للمجندين في تنظيم “داعش” الإرهابي
في سياق متصل اعتبرت الكاتبة البريطانية ايلين بايرن أن تونس تحولت إلى أرض خصبة ومرتع لتجنيد الإرهابيين وعناصر جدد لتنظيم “داعش” الإرهابي مشيرة إلى أن عدد التونسيين الذي انضموا إلى هذا التنظيم والذي يصل بحسب إحصاءات تونسية إلى ثلاثة آلاف تقريبا يتجاوز بكثير أعداد الإرهابيين القادمين من أي بلد آخر.
وفي تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية سلطت بايرن الضوء على ظاهرة تجنيد المزيد من الشبان التونسيين من أجل الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سورية وعلى رأسها تنظيم “داعش” الإرهابي والدور الذي تلعبه تنظيمات إرهابية متطرفة يرتبط بعضها بمشيخات الخليج وأخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة مثل جماعة ما يسمى “أنصار الشريعة” في استقطاب أعداد كبيرة من الإرهابيين التونسيين.
وركزت بايرن في تقريرها على منطقة دوار هيشر التونسية بوصفها إحدى أكثر المناطق التي تشهد ارتفاعا متزايدا في أعداد الشباب التونسيين الذين ينضمون إلى تنظيم “داعش” الإرهابي حيث أكد السكان المحليون أن بين 40 و 50 شابا انضموا إلى هذا التنظيم الإرهابي.
وتحدثت بايرن عن الإرهابي التونسي أيمن عرباوي الذي غادر منزله بشكل مفاجئ مطلع العام الجاري لتدرك عائلته بعد مضي ستة أشهر أنه قتل بعد انضمامه إلى تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية وقد أكدت والدته أن رجل دين سعوديا كان السبب الذي دفعه للانضمام إلى التنظيم الإرهابي.
وأشارت بايرن إلى أن جماعة ما يسمى “أنصار الشريعة” المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي بدأت بنشر الفكر المتطرف ومحاولة حشد أنصار لها في منطقة دوار هيشر التونسية مستخدمة بذلك كل الوسائل المتاحة لغسل دماغ الشباب بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي دليل على الدور الذي تلعبه مشيخات الخليج في دعم التنظيمات الإرهابية والشبكات التي تعمل على تجنيد الإرهابيين لفتت بايرن إلى أن مجموعة متطرفة ممولة من قبل جهات خليجية انتقلت إلى تونس عام 2012 وبدأت نشاطاتها المتطرفة هناك مستخدمة ذرائع دينية لتجنيد الشباب التونسيين في صفوفها.
وكان رئيس الوزراء التونسي مهدى جمعة أكد قبل أيام أن عدد التونسيين الذين يقاتلون إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سورية يقدر بنحو ثلاثة آلاف عاد بضع مئات منهم إلى تونس وتم تعقبهم واعتقالهم.
ودأبت مشيخات الخليج بما فيها السعودية وقطر والكويت والإمارات على تمويل ودعم التنظيمات الإرهابية في سورية على مدى السنوات الأربع الماضية واعتمدت على شبكات ومؤسسات متعددة منها ما ينتحل صفة خيرية أو دينية لاستقطاب آلاف الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية بدعم من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ومباركة أمريكية.
وبعد افتضاح الدور الكبير الذي تلعبه بعض مشيخات الخليج في دعم التنظيمات الإرهابية حاولت انظمة هذه الدول التنصل من مسؤوليتها المباشرة عن تمدد الإرهاب وانتشاره في المنطقة وهذا ما اتضح في انضمام دول عدة كالسعودية وقطر إلى ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة بحجة التصدي لتنظيم “داعش” الإرهابي.
