الشريط الإخباري

موسم النباتات البرية في الحسكة… بين الفوائد الطبية والمردود الاقتصادي

الحسكة-سانا

تلقى الأعشاب البرية التي تنمو في مراعي محافظة الحسكة خلال فترة الربيع الممتدة بين شهري آذار ونيسان رواجا واضحا في الأسواق وإقبالا من الأهالي نظرا لقيمتها الغذائية وفوائدها العلاجية.

وتحضر نباتات القنيبرة والخباز والخريدلة والكعوب إلى جانب الكمأة والفطر البري على المائدة الحسكاوية خلال هذه الفترة من السنة بينما تستخدم أزهار البابونج واليانسون والزعتر البري لصناعة مشروبات ساخنة تعتبر علاجا مساعدا لبعض الأمراض التي تنتشر خلال هذه الفترة الحالية من العام.

ويؤمن نمو هذه النباتات البرية في محافظة الحسكة فرص عمل مؤقتة للنساء اللواتي يقمن بجمعها من مناطق بادية الحسكة وحول الأنهار وأماكن تجمع المياه ولا سيما في مناطق جبل عبد العزيز وسرير نهر الخابور وأطراف الأراضي الزراعية وبيعها في الأسواق في ظل ازدياد الطلب عليها من قبل الأهالي واستغلال وجودها في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الشهر.

وتقول البائعة أم محمد إن النباتات البرية خلال الموسم الحالي قليلة مقارنة مع المواسم الماضية ونبذل جهدا كبيرا في العثور عليها وهذا ما يبرر ارتفاع سعرها خلال الفترة الحالية مشيرة الى أن عملية جمعها وتنظيفها تحتاج جهدا كبيرا وقطعا لمسافات طويلة بحثا عنها في الوديان وأماكن تجمع المياه.

ويشير بائع الخضار حافظ الرحيل إلى أن غالبية النباتات البرية تأتي من منطقة جبل عبد العزيز ومن سرير نهر الخابور والبادية الواقعة جنوب المحافظة ولكن بكميات قليلة كونها ترتبط بهطول الأمطار وتشهد إقبالا كبيرا من قبل الأهالي ونتيجة لهذا الإقبال اتجه عدد من الفلاحين إلى زراعة بعضها كنبات الخباز إلا أن الطلب يبقى على البري منها أكثر كون طعمها وفائدتها تختلف بشكل كبير عما تتم زراعته.

ولفتت السيدة وفاء علوني إلى أن النباتات البرية من المأكولات التي يقبل عليها أبناء الحسكة كونها ذات فائدة غذائية وتمتاز بنكهة خاصة تتوقف على طريقة تحضيرها وطبخها فبعضها ينحصر تحضيره بالأوراق كالخباز والجنيبرة بينما نبات الكعوب تنزع منه كافة الأوراق الشوكية ويستخدم ساقها فقط.

من جهته يشير الخبير الزراعي المهندس رجب سلامة إلى أن نمو النباتات البرية يرتبط بكمية الهطولات المطرية خلال شهري كانون الثاني وشباط وتنتشر بشكل كبير في الاراضي البرية والجبيلة وعلى اطراف الاراضي المزروعة بالمحاصيل الشتوية والغالبية منها له استخدامات غذائية وعلاجية كونها غنية بعنصر الحديد والفيتامينات ويستخدمها الأهالي في العلاج ولا سيما تقرحات المعدة والأمراض المتعلقة بالأمعاء والجهاز التنفسي.

وبين سلامة أن تسويق النبات البرية غالبا ما يترافق مع جلب كمية من الزهور البرية وبعض الاعشاب التي تستخدم كمشروبات مثل نبات الدعجة والبابونج والنعناع البري وعوينات البزون كما يسميه أبناء المحافظة والتي غالبا ما يتم تجفيفها واستخدامها خلال فصل الشتاء للوقاية من نزلات البرد وتنتشر بشكل كبير على أطراف الأنهار واماكن تجمع مياه الأمطار في الوديان.

جوان حزام