الشريط الإخباري

الآثار والمتاحف تنهي أعمال ترميم هيكل معبد عمريت الأثري

دمشق-سانا

بهدف حفظ وصيانة وترميم وتوثيق التراث الثقافي الأثري السوري العالمي باشرت مديرية المخابر العلمية والترميمية الأثرية السورية في المديرية العامة للآثار والمتاحف وفقا للقرار الوزاري رقم 259آ و القرار رقم 999 الصادر بتاريخ 16-9-2014 ولأول مرة بكوادرها الوطنية السورية أعمال ترميم هيكل المعبد في مدينة عمريت الأثرية الواقعة على بعد 7 كم جنوب مدينة طرطوس و الممتدة آثارها على مساحة تقارب 6 كيلومترات مربعة.

وتؤرخ أقدم أساسات عمريت بالألف الثالث قبل الميلاد أو ما يعرف بالعصر العموري وكانت من أكبر مدن الشرق على البحر المتوسط وأبرز مدن الساحل الكنعاني الفينيقي وفي عهد الإسكندر المقدوني دعيت ماراتوس.

وفي تصريح لنشرة سانا سياحة ومجتمع أشار فريق العمل الوطني السوري المكلف أعمال حفظ وصيانة وترميم وتوثيق هيكل المعبد في عمريت الأثرية والمؤلف من الدكتورين كميت عبد الله مدير المخابر ومحمود السيد نائب مدير المخابر وخبيري الترميم محمد كايد و برهان الزراع في المديرية العامة للآثار والمتاحف إلى أن عمريت تصنف كواحدة من أندر المدن الأثرية في العالم التي حافظت على أصالة حضارتها ولم تبن الحضارات اللاحقة على أنقاضها وإنما جوارها.

ولفت فريق العمل إلى أنه تم تسجيل عمريت كموقع أثري للمرة الأولى وفق القرار الوزاري رقم 8/آ تاريخ 14-1-1959 وتضمن قرار التسجيل تحديد كل من المعبد القديم والمدرج والمدافن ومنطقة الحفريات وفي عام 1988 سجلت عمريت كموقع أثري بشكل كامل وفق القرار الوزاري رقم 149/آ وحدد القرار موقع عمريت على مخطط رفق
بقرار التسجيل وتضمن المعبد والملعب والتل والمدافن والمغازل ومدافن أرضية ومستودع المقدسات ومدفناً ذا نصب مكعب وبرج البزاق وبيتا صخريا ومنع قرار التسجيل القيام بأي تعديلات أو زراعة أو غراس إلا بموافقة السلطات الأثرية وفي العام 2005 أعيد تسجيل موقع عمريت ومدافن عازار ومقبرة البياضة بالقرار رقم 214/آ/.

وأضاف فريق العمل أن معبد عمريت يصنف أثريا كأهم الأوابد الأثرية المنتشرة في الموقع إلى جانب الملعب الواقع على منحدر الضفة اليمنى لنهر ماراتياس عمريت حالياً وهو من أندر المعابد المؤرخة بالعصر الفينيقي من جهة بنائه وطرازه المعماري وطريقة التعبد والطقوس التي كانت تتم فيه.

وأشاروا إلى أن المعبد البالغة أبعاده 33ر56 ضرب 49 متراً وارتفاعه ثمانية أمتار ومقاييس بركته 48ضرب 38 مترا نحت في المنحدر الصخري المطل على نهرعمريت و يؤرخ على الأرجح بالفترة الواقعة بين القرن الخامس والقرن الرابع قبل الميلاد.

2

ودلت الدراسة التي قام بها فريق الترميم في مديرية المخابر في المديرية العامة للآثار والمتاحف على تعرض معبد عمريت لزلزال قوي أحدث في هيكل المعبد في الجهة الشرقية والشمالية من الأسفل إلى الأعلى شقا شاقولياً نجم عنه ضعف شديد في بنية وثبات الهيكل كما أحدث تشققات عديدة توزعت على كامل الهيكل كما تسبب الزلزال بإنزلاق بعض الحجارة الضخمة التي يتراوح وزنها بين 1و3 أطنان عن مكانها الأمر الذي نجم عنه ميلان في الجزء العلوي للهيكل باتجاه الشمال وفقدان أجزاء من حجارة القسم العلوي من الهيكل وأجزاء من الشرفة والساكف.

وأكدت الدراسة أيضا تأثير عوامل الحت والتعرية والتي نتج عنها تآكل كبير أصاب سطح الحجر وحدوث فجوات عميقة في بعض مناطق الهيكل.

1

ولفت فريق العمل إلى أن الحالة الإنشائية والعمرانية السيئة لهيكل المعبد أوجبت القيام بتدخل إسعافي عاجل وفوري بهدف القيام بأعمال التدعيم والتثبيت والترميم.

ومرت أعمال الترميم بمراحل عديدة لخصها فريق العمل بمرحلة أولى بدأت بتوثيق الحالة الراهنة والأضرار والمشاكل الإنشائية وتصميم مخططات توضيحية للهيكل من واجهاته الأربع وتحديد ودراسة جميع الترميمات السابقة التي تناولت بعض أجزائه وافتقدت إلى المنهجية العلمية الترميمية الدقيقة واقتصرت على كونها إسعافية وداعمة منعا من تساقط الأجزاء المنحدرة.

وبدأت المرحلة الثانية بإزالة النباتات من جسم المعبد والتي تسببت جذورها بإحداث تفتت في عمق حجارة هيكل المعبد وإزالة الأشنيات التي غطت سطح الحجر بشكل كامل في الواجهة الشمالية والغربية وتسببت مع مرور الزمن بتشكل طبقة ملحية.

4

أما المرحلة الثالثة فبدأت بالترميم وقام فريق العمل بتنظيف سطح الهيكل بشكل كامل من الترسبات الترابية والأعشاب والأملاح المترسبة والحقن والتدعيم وإملاء الشقوق والفجوات بمؤونة مناسبة من طبيعة الحجر الرملي نفسها الذي بني منه هيكل المعبد وإيصال عمقها لمستوى قريب من مستوى سطح الحجر واستخدام الرمل البحري الأسود بعد غسله بالماء من أجل تخليصه من الأملاح وتعويض بعض الأجزاء المفقودة من الساكف في الجهة الجنوبية من الكتلة الثانية كما تم العثور على قطعة من الشرفات في أرض المعبد وتم إرجاعها إلى مكانها الأصلي بعد بناء قاعدة ساندة لها ووضع مؤونة نهائية ذات لون واحد تغطي جميع مراحل العمل.

3

وأكد فريق العمل أنه سيتم لاحقاً نشر كامل تفاصيل أعمال الترميم والنتائج العلمية الحديثة التي توصل إليها الفريق فيما يخص الجانب التاريخي والأثري والفني والإنشائي لهيكل معبد عمريت.

كما وضعت مديرية المخابر في المديرية العامة للآثار والمتاحف خططاً علمية ترميمية حديثة تهدف إلى ترميم كامل لمعبد عمريت وملعبها أقدم ملعب في العالم والمدافن.

يذكر أنه شارك في أعمال الترميم طلاب من كلية الآداب قسم الآثار ومن معهد الآثار والذين عملت مديرية المخابر على تدريبهم وتأهيلهم منذ عام 2012 ليشكلوا نواة فريق ترميم وطني قادر على إنجاز كافة أعمال صيانة وحفظ وتوثيق وترميم التراث الثقافي الأثري السوري العالمي.

عماد الدغلي