الشريط الإخباري

الخزافة سناء فريد: الخزف فن تراثي جدير بأن نستعيده في بيوتنا

دمشق-سانا 

بالرغم من امتداد تجربتها الفنية على مدى ربع قرن إلا أن الفنانة التشكيلية الخزافة سناء فريد ما زالت تعتبر نفسها في بداية الطريق وإذا كانت راضية وسعيدة لكونها تجتهد وتعمل في هذا الفن الأصيل إلا أنها غير راضية بعد عن النتيجة التي وصلت إليها فمازال في جعبتها الكثير من أفكار مختزنه بانتظار أن تتجسد خزفياً خلال مشوار طويل يمتد أمام طموحها الفني.

وفي مهرجان أقيم في التكية السليمانية مؤخراً التقت “سانا الثقافية” مع الفنانة فريد التي شاركت بحوالي مئة لوحة وعمل خزفي متنوع الحجوم والأشكال والألوان قامت بترتيبها وعرضها بشكل أنيق ملفت للزائرين والمهتمين لتصبح متناغمة مع الجدار الحجري التاريخي للمكان الدمشقي العريق.2

وعن التقنية المستخدمة في هذه الأعمال قالت فريد أنها مشكلة في الأساس من مادة الطين التي يتم تعريضها للحرارة العالية في أفران خاصة إذ يتم شواؤها لتصبح فخاراً ثم توضع عليها مادة مزججة في درجة حرارة تتراوح بين التسعمئة والألف درجة حرارية فتنصهر المواد مع الطبقة الزجاجية لتصبح خزفاً في تكوينات وأشكال مختلفة كالصحون والزبادي والأشكال الأخرى ولكن أكثر المعروضات كانت عبارة عن لوحات خزفية فسيفسائية على طريقة الفسيفساء المقطع الذي هو عبارة عن قطع تكون تشكيلاً بقياسات مختلفة وقد اختارت القياسات والأحجام الصغيرة لتتناسب مع مكان العرض.

وتعمل الخزافة فريد حالياً على إنجاز جداريات بمقاسات كبيرة تصل إلى طول اثني عشر متراً وعرض مترين تزين جداريات العمارة في مداخل الأبنية الحديثة كنادي الياسمين بيعفور إذ استطاعت تحويل هذا الفن من مجرد ديكور إلى عمل فني صرف في محاولة لاستعادة تراث البيوت الدمشقية القديمة التي كان من أهم سماتها التزيين ببلاطات القيشاني التي اتصفت بها العمارة الإسلامية من مساجد وتكايا وبيوت كانت مترعة بالفن من لوحات فسيفسائية وعجمي ولوحات الرخام المقطع الذي يزين مايعرف بالليوان الصيفي أو الشتوي.

ولاحظت أن الناس في بلادنا بدؤوا يهتمون بالعودة إلى التراث ويرغبون بأن يزينوا بيوتهم الحديثة على طريقة أجدادهم ليكون لها طابعها الشرقي المميز والبصمة النادرة والخصوصية التي تنسجم مع هويتنا التراثية.

وترى الخزافة فريد أنه يمكن تعريف الناس بفن الخزف من خلال إقامة المزيد من المعارض المتخصصة وإنشاء معاهد للتعليم فما المانع أن يكون في كل محافظة معهدان أو ثلاثة لتعليم هذا الفن التطبيقي الذي يعتبر استمراراً للتراث لما يحمله من وظيفة جمالية وتطبيقية تجعله مفيداً في الاستخدامات المنزلية لكونه مهنة تتوارثها الأجيال لمن يرغب في تعلمها وامتهانها كما تطالب بأن تعود كلية الفنون الجميلة إلى افتتاح قسم الخزف الذي تم إغلاقه منذ سنوات لكونه قسماً مهماً.

ولدى دراستها في مركز وليد عزت للفنون التطبيقية وهو المركز الوحيد الذي يعلم فن الخزف حالياً كانت سناء فريد محظوظة بأن يشرف الفنانون الرواد أمثال فاتح المدرس ونصير شورى على أعمالها إذ كان كل من هؤلاء الأساتذة الكبار مدرسة في الفن استفادت من تجاربهم وخبراتهم وملاحظاتهم.

وتطمح الخزافة فريد في أن تستمر بالعمل والعطاء الفني وأن تقدم الأفضل دائماً عملاً بمقولة أن الفن خلق وإبداع كما تطمح دائماً أن يضيف فنها شيئاً لوطنها سورية وأن يكون لها مركزها الخاص لتعلم فيه الخزف للأجيال الشابة لكونه جزءا من تراثنا فبلادنا غنية بالمكتشفات الخزفية والفخارية وللأسف معظم الناس لايعرفون الكثيرعن الخزف رغم أهميته ودخوله في معظم الحرف اليدوية القديمة.

وأوضحت فريد أن العمل الفني خاضع للتجريب والبحث ومن هنا جربت وضع اللوحة على عدة خامات لكي تقتنى اللوحات الخزفية الصغيرة وتزين جدران المنازل أو المكاتب كما اللوحة الزيتية وإن كانت ترى أن اللوحة الخزفية تحتفظ بجماليتها أكثر عندما تكون جزءاً من العمارة الداخلية.

ويعتبر الخزف جزءاً مهماً من الفن التشكيلي تزخر به المتاحف العالمية والقصور والمساجد والكنائس بالإضافة إلى كونه فناً تطبيقياً يفيد في الاستخدامات المنزلية كالجرار والأواني والمزهريات, ولكنه فن مغبون ومهمل بسبب صعوبة التقانات المستخدمة فيه فهو يتكون من تمازج ثلاثة عناصر هي الطين والماء والنار ويحتاج إلى أفران خاصة للشوي.

ولايتجاوز عدد الخزافين المحترفين الرواد في سورية سبعة أشخاص منهم محمد الحسامي ورأفت الساعاتي وآمال مريود فيما لايتجاوز عدد الخزافين الشباب من خريجي معهد الفنون التطبيقية ومركز وليد عزت خمسين شخصاً يتجه معظمهم للعمل في معامل الخزف الصناعي أو في مهن أخرى لاعلاقة لها بهذا الفن الأصيل.

سلوى صالح

انظر ايضاً

زجاج دمشق.. إنتاج 3200 طن من الزجاج المحجر بقيمة 190 مليون ليرة

دمشق-سانا أنتجت الشركة العامة للصناعات الزجاجية والخزفية بدمشق 3200 طن من الزجاج المحجر وصلت قيمتها …