معمل سجاد السويداء.. مطالب محقة للعمال والإدارة تحتاج لاستجابة سريعة

السويداء-سانا

سنوات مضت وما زالت معاناة عمال معمل السجاد الآلي بالسويداء متواصلة من النواحي المهنية والصحية مع تاخر الحلول لإنصافهم وتحسين واقعهم قياسا بما يقدمونه من جهود مضاعفة انعكست إيجابا على الإنتاج.

غسان الغضبان العامل بوظيفة نساج منذ 25 عاما أصابه فقد جزئي بالسمع جراء ضجيج الآلات لكنه ما زال في موقعه يقدم ما لديه من إمكانيات رغم الصعوبات التي تواجهه مع زملائه ومنها كما يقول قدم الآلات وكبر سن العاملين وعدم توظيف عمال جدد.

عاملة تغذية النول سعده الحلبي التي لديها خدمة 26 عاما تحدثت عن المخاطر الصحية والجهد الذي يتطلبه العمل الذي لا يتناسب أبدا مع التعويضات التي يحصل عليها العاملون وقالت: “ربما تكون قيمة الوجبة الغذائية المخصصة للعمال أحد المؤشرات على وضعهم فهي محددة بـ 30 ليرة يوميا” أقل من قيمة بيضة واحدة “علاوة على غياب تعويض الاختصاص لخريجي المعاهد المعينين بعد عام 1985”.

وأمام ما يواجه العمال من صعوبات وأعباء يطالب العامل النساج سامر قرعوني برفد المعمل بعناصر شابة وتحسين نوعية المواد الأولية المستخدمة وإعادة العمل بالفحوص الطبية المجانية الدورية والضرورية.

والهم الأكبر في معمل السجاد كما يقول رئيس اللجنة النقابية العمالية وجيه أبو خير يتمثل بعدم تجديد آلات المعمل منذ إقلاعه عام 1979 والتأخر الواضح برفده بنول حديث رغم المطالبات المتكررة في مختلف اللقاءات والمؤتمرات خاصة كون الأنوال الستة الموجودة تجاوز عمرها الزمني أربعة عقود وتتعرض لأعطال متكررة إضافة لوجود نولين معطلين لعدم توفر القطع التبديلية في السوق المحلية وحتى في بلد المنشأ.

ويوضح رئيس صالة النسج في المعمل إحسان الباسط أنه رغم كل الصعوبات هناك جهود مضاعفة بالعمل وتشاركية بالقرارات بين العمال والإدارة للتغلب عليها وتحسين الإنتاج تباعا.

ويضم مدير المعمل المهندس حيان أبو فخر صوته إلى صوت عماله “المحقين بمطالبهم” منوها بجهودهم المتواصلة تماشيا مع الإجراءات التي اتخذتها إدارة المعمل لتحسين واقع العمل الإنتاجي والإداري ورفع نسب الإنتاج.

ويوضح أبو فخر أنه للتغلب على الصعوبات تمت إعادة توزيع العمالة بين الأقسام وتوظيف كامل الطاقات البشرية وإشراكها بالعملية الإنتاجية والاستفادة من كامل الوقت المتاح للعمل وتأمين مختلف مستلزمات المواد الأولية وخفض نسبة الهدر وتحفيز العمال المجدين بمكافآت رمزية مع إعداد نموذج لنظام حوافز جديد قيد التصديق حاليا بما يسهم برفع الأداء للعاملين.

ويبين أبو فخر أن نسب تنفيذ الخطة الإنتاجية ارتفعت من 32 بالمئة مع نهاية العام الماضي إلى 76 بالمئة حاليا من الخطة المعيارية الموضوعة على وردية واحدة مع وجود جهود تبذل من العاملين والإدارة لرفعها لتصل نهاية الشهر الحالي إلى نسبة تنفيذ لا تقل عن 80 بالمئة وهي تعد من النسب الجيدة في القطاعات النسيجية على مستوى سورية مع الإشارة إلى إنتاج 22 ألف متر مربع من السجاد الصوفي العام الماضي.

ويدعو أبو فخر إلى الإسراع بالحصول على الموافقات اللازمة لتوريد النول الجديد الذي تمت الموافقة عليه وتعيين عمالة جديدة من الفئة الأولى والثانية وتفويض إدارة المعمل الذي يتبع للشركة العامة لصناعة الصوف والسجاد ببعض الصلاحيات فيما يتعلق بتقديم المكافآت للعمال والتعاقد مع عمال من ذوي الخبرة في نسج السجاد بعقود خبرة أو مهنة أو خدمة.

وأقلع العمل بمعمل السجاد الآلي بالسويداء عام 1979 وهو من المعامل الرائدة على مستوى سورية ويبلغ عدد عماله حاليا 86 عاملا منهم نحو 50 عاملا على خطوط الإنتاج.

عمر الطويل