موسكو: سنرد بالمثل على قرار إبعاد دول غربية دبلوماسيين روس

موسكو-سانا

أكدت روسيا أنها ستنطلق من مبدأ الرد بالمثل في تعاملها مع قرار إبعاد عشرات الدبلوماسيين الروس من 17 دولة غربية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف في تصريح صحفي اليوم “يجب علينا تحليل الوضع الذي يتشكل على خلفية إعلان القرارات حول طرد عدد من دبلوماسيينا من بعض الدول الأجنبية وسيجري العمل الأساسي في وزارة خارجيتنا ومن ثم سيتم عرض المقترحات الخاصة بهذه القضية والخطوات الجوابية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.

وأوضح بيسكوف أن موسكو ستنطلق مثل ما كان في السابق من مبدأ الرد بالمثل ولكنه لفت إلى أن القرار النهائي سيتخذه رئيس الدولة.

وكانت 14 دولة أوروبية إضافة إلى الولايات المتحدة وكندا وأوكرانيا أعلنت إبعاد عدد من الدبلوماسيين الروس على خلفية قضية تسميم الجاسوس والضابط السابق في الاستخبارات الروسية سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري البريطانية يوم الـ 4 من آذار الجاري.

من جهتها أعربت وزارة الخارجية الروسية عن احتجاجها الشديد على القرار مؤءكدة أن هذه الخطوة استفزازية ولن تمر مرور الكرام ولن تبقى دون رد.

وقالت الخارجية في بيان اليوم “نعتبر هذه الخطوة غير صديقة ولا تتناسب مع مهام ومصالح الكشف عن أسباب الواقعة التي حدثت في ال4 من آذار الجاري بمدينة سالزبوري والبحث عن المسؤولين”.

ووصفت الوزارة قرار ترحيل الدبلوماسيين بأنه إجراء استفزازي يعبر عن خضوع تلك الدول للسلطات البريطانية ويمثل استمرارا لنهج المواجهة والتصعيد المتعمد.

وأكدت الخارجية الروسية أن السلطات البريطانية التي توجه اتهامات غير مبررة إلى روسيا في غياب أي إيضاح لما حدث وترفض التفاعل الموضوعي أظهرت بذلك أنها اتخذت بالفعل موقفا منحازا ومسيسا ومخادعا.

وأشارت الخارجية إلى عدم توافر أي معلومات موضوعية ومفصلة تعطي صورة شاملة لدى شركاء بريطانيا أيضا والذين يقلدون مبدأ الوحدة الأوروبية الأطلسية بطريقة عمياء على حساب العقل السليم وقواعد الحوار المتحضر بين الدول ومبادئء القانون الدولي.

بدوره اعلن السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف ان روسيا سترد بشكل مناسب على قرار ترحيل 60 دبلوماسيا روسيا من الولايات المتحدة معتبرا ان واشنطن لا تفهم الا لغة القوة .

وأشار انطونوف إلى أن “ما تفعله الولايات المتحدة هو تدمير القليل المتبقي من العلاقات الروسية الأمريكية”.

من جهته اعتبر المندوب الروسي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أن إبعاد دبلوماسيين روس من عدد من الدول الأعضاء سيحدث مشكلات في العلاقات الثنائية بين روسيا والدول التي أقدمت على هذه الخطوة.

وأعرب تشيجوف عن قناعته بأن القرار المذكور المتخذ من باب التضامن الزائف مع الموقف البريطاني لن يخدم إعادة الوضع في أوروبا إلى طبيعته.
الى ذلك اكد النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف أن رد روسيا على طرد دبلوماسييها من الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية سيكون متكافئا وبالمثل مبينا ان الوضع المحيط بقضية سكريبال هو استفزاز مشترك وثمرة قرارات مشتركة بين البريطانيين والأمريكيين.

يذكر أنه بعد العثور على العميل المزدوج سيرغى سكريبال وابنته فى حالة الغيبوبة بمدينة سالزبورى البريطانية مطلع الشهر الجارى سارعت السلطات البريطانية الى اتهام روسيا بتسميمهما بغاز الاعصاب من نوع نوفيتشوك دون تقديم براهين بينما رفض الجانب الروسى قطعيا تلك الاتهامات.

وشددت موسكو على أن اتلاف مخزون مادة نوفيتشوك تم فى أراضى أوزبكستان فى العام 1999 تحت اشراف الولايات المتحدة دون مشاركة أى دولة ثالثة.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية وجود وثيقة تثبت تطوير الولايات المتحدة لمادة عسكرية سامة من نوع نوفيتشوك التى تزعم بريطانيا أنه تم تسميم سكريبال بها بينما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن مصادر الاصل الارجح لغاز نوفيتشوك الذى من المفترض أنه استخدم فى سالزبورى هى سلوفاكيا والتشيك وبريطانيا والسويد وربما الولايات المتحدة.