دمشق-سانا
تختزل التجربة الإبداعية لدى الأديبة بيانكا ماضية ثقافة متعددة المصادر ساعدتها على خوض تجربة الكتابة في الشعر والقصة والرواية والبحث الأدبي مع مزج للتاريخ بالحاضر لتكون ابنة حلب التي صمدت في مدينتها طوال سنوات الحرب الإرهابية صوتا أدبيا نسائيا سوريا يحمل فرادة وخصوصية.
ماضية التي تعتبر الثقافة صاحبة الدور الأول في الدفاع عن الوطن وقت الأزمات ترى أن الشعب السوري الواعي ورجال الجيش العربي السوري قدموا بنضالهم وتضحياتهم دروساً عالية جداً في الفكر الوطني وعشق الوطن مقابل “غياب عدد ممن يعتبرون أنفسهم مثقفين وكتابا وصمت بعضهم عما يتعرض له وطنهم وترويج آخرين للفكر التكفيري وللإرهاب إضافة للدور السلبي الذي لعبوه في تغليب المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن العليا”.
وانطلاقا من سنوات عملها الطويلة في الصحافة ولا سيما الثقافية منها تؤكد ماضية أن للإعلام دورا إيجابيا على الصعد كافة سواء أكان مقروءا أم مسموعاً أم مطبوعاً أم إلكترونياً حيث ساهم الأخير برأيها في فرض واقع مختلف على الصعيد الإعلامي والثقافي والفكري والسياسي ليغدو وسيلة شملت كل وسائل الإعلام التقليدية من خلال انتشار المواقع والمدونات والصحف والمجلات الإلكترونية.
وعن هيمنة الشعر على المنابر الأدبية مقابل تراجع حضور الأدب السردي ولا سيما القصة تقول مؤلفة رواية “رجل في الذاكرة”: “تعاظم دور الشعر على المنابر لأنه النوع الأكثر سهولة في الوصول إلى ذهن القارئ على خلاف الأنواع الأخرى التي تتطلب جواً معيناً من التركيز ولكن استيلاء الشعر على المنابر لا يعني بالضرورة تراجع الأنواع الأخرى”.
وتتابع ماضية: “هناك عوامل هيأت لاستحواذ الشعر وما شابهه من أجناس على مساحة كبيرة في الساحة الثقافية من مواقع التواصل الاجتماعي وتقهقر دور الصحف والمجلات في هذه المرحلة وتحول عدد من كتاب القصة إلى الرواية ليؤثر تراجع عدد كتاب القصة القصيرة على حضورها بشكل عام”.
وترى ماضية أن التحولات التي مرت بها المنطقة في السنوات الأخيرة تستدعي انتشارا أكبر للأدب السردي لأنه “يتناول تفاصيل هذا الواقع ومشكلاته وخاصة التي يسعى القارئ إلى الإبحار في قراءتها تلمساً لبلسم يشفي جروحاً ما زالت تنكأ في جسد الإنسان العربي”.
يشار إلى أن بيانكا ماضية حاصلة على إجازة جامعية من قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية وعلى دبلوم دراسات عليا قسم الأدبيات من جامعة حلب وحائزة جائزة الدكتورة سعاد الصباح للإبداع الفكري بمجال النقد صدر لها عدد من الكتب منها مجموعة “ثمة شيء حار ودافق” القصصية ورواية “رجل في الذاكرة” وكتاب “سليمان الحلبي.. أول منتقم للعرب من العدوان الغربي الحديث”.
محمد خالد الخضر