صمت انتخابي في روسيا استعدادا للانتخابات الرئاسية غدا-فيديو

دمشق-سانا

صمت انتخابي بدأ اليوم في مختلف أنحاء روسيا عشية الانتخابات الرئاسية بعد استكمال كل الاستعدادات لإجرائها وسط إصرار وتصميم من المواطنين الروس على المشاركة فيها غير مبالين بالمحاولات الأمريكية والغربية للتشويش على سير الانتخابات والتأثير على الوضع السياسي في بلادهم.

ملايين المواطنين الروس سيتوجهون غدا إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس للبلاد لولاية مدتها ست سنوات من بين ثمانية مرشحين أبرزهم الرئيس فلاديمير بوتين إضافة إلى سيرغى بابورين ممثل الاتحاد الوطني الروسي وبافل غرودينين عن الحزب الشيوعي وفلاديمير جيرينوفسكي عن الحزب الليبرالي الديمقراطي وكسينيا سوبتشاك عن المبادرة المدنية ومكسيم سورايكين عن “شيوعيى روسيا” وبوريس تيتوف عن حزب النمو وغريغوري يافلينسكي عن حزب يابلوكو.

استطلاعات الرأي المختلفة أظهرت خلال الفترات الماضية ارتفاع شعبية الرئيس بوتين ونسبة التأييد الكبيرة لسياساته الداخلية والخارجية وكان آخرها استطلاع أجري الأسبوع الماضي وأعرب فيه 69 بالمئة من الروس عن استعدادهم للتصويت له في الانتخابات فيما حل غرودينين في المركز الثاني بنسبة 7 بالمئة من الأصوات يليه جيرينوفسكي في المركز الثالث بنسبة تأييد بلغت 5 بالمئة.

 بوتين أكد أثناء الإعلان عن ترشحه للانتخابات عزمه مواصلة نهجه السياسي الراهن مع زيادة النفقات الاجتماعية كما دعا أمس مواطني بلاده للمشاركة في الانتخابات وقال إنه “وفقا للدستور الروسي فإن الشعب هو المصدر الوحيد للسلطة والطريق الذي ستسلكه روسيا ومستقبلها ومستقبل أبنائها يعتمد على إرادة الشعب وإرادة كل مواطن روسي”.

برامج المرشحين الثمانية الانتخابية متعددة ومختلفة ولكل مرشح رؤية مميزة ووجهة نظر تدفعه إلى التركيز على مجال مختلف فالمرشح بابورين يركز على النواحي الاجتماعية ويستند برنامجه إلى إدخال تعديلات دستورية لإنشاء نظام قضائي مستقل وجعل التعليم والخدمات الاجتماعية مجانا فيما شدد غرودينين على تغيير نهج روسيا الاقتصادي أما جيرينوفسكي فيعتزم إدخال إصلاحات اجتماعية وسياسية جذرية في مجالات عدة ويقترح حل مجلس الاتحاد الروسي.

المرشح سورايكين يسعى من جانبه إلى تأميم المؤسسات الكبرى في مجال الدفاع والنفط والغاز فيما يستند برنامج المرشح تيتوف إلى توفير الحريات الاقتصادية أما المرشحة سوبتشاك فتحاول إدخال تغييرات في سياسات روسيا الداخلية والخارجية في حين تعهد يافلينسكي بتطبيع العلاقات مع الغرب.

وفي مقابلات مع مراسل سانا في موسكو أكد عدد من المواطنين الروس أنهم سيشاركون في الانتخابات معبرين عن دعمهم للرئيس بوتين وعزمهم على التصويت له نظرا لمواقفه الوطنية وأعماله الملموسة وإنجازاته البارزة وسياسته المبدئية الصادقة ولكونه الشخصية الوحيدة اللائقة لهذا المنصب.

ووصف المواطنون بوتين بأنه “كفؤ وقائد جيد وممتاز بأفعاله العظيمة” مؤكدين أنهم سيصوتون لصالحه كي يتمكن من إنجاز ما بدأ به حتى النهاية فيما أعرب آخرون عن تقديرهم لمواقفه الثابتة في مجال مكافحة الإرهاب وقراره التعاون مع سورية من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية فيها موضحين أنهم يصوتون له كي يعم السلام في العالم.

وفيما يبقى المجال مفتوحا أمام الناخبين الروس لاختيار المرشح الذي يرون فيه الخيار الأفضل لقيادة بلادهم نحو التطور والرفاه تتزايد محاولات التدخل في الانتخابات الرئاسية الروسية وعمليات التشويش عليها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الذين لم يألوا جهدا لإثارة القلاقل والتأثير على المشهد السياسي في روسيا.

المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أعلنت قبل أيام أن موسكو تملك معلومات عن وقائع محددة بشأن التدخلات الهدامة لعدد من الدول الغربية في شؤون روسيا الداخلية في سياق حملة الانتخابات الرئاسية مشددة على ضرورة وقف ذلك وأنه في حال لم ينته فإن بلادها ستضطر لاتخاذ إجراءات شديدة ردا عليه بما في ذلك ردود فعل علنية.

بدوره المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف اعتبر أن اقتراب الانتخابات الرئاسية “يسبب قلقاً” للكثيرين ممن لا يبدون ارتياحاً إزاء مواقف الرئيس بوتين الثابتة والمدافعة عن مصالح روسيا فيما أكدت لجنة حماية سيادة الدولة في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي زيادة حجم التمويل الخارجي لإثارة مشاعر الاحتجاج في نفوس المواطنين في روسيا والدعوات إلى مقاطعة الانتخابات.

محاولات التدخل الأمريكية والغربية في شؤون روسيا لم تقتصر على إجراءات التأثير على سير الانتخابات بين أوساط المجتمع الروسي في الداخل بل تعدتها إلى تصعيدات دبلوماسية كررت فيها واشنطن أسطوانة المزاعم والاتهامات ذاتها حول شرعية انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا عام 2014 حيث انتقدت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة في هذا الصدد بشدة تصريحات الخارجية الأمريكية مؤخرا حول القرم مبينة أن “سكان القرم اتخذوا قبل 4 سنوات قرارا تاريخيا بطريقة ديمقراطية حقيقية من خلال استفتاء للرأي أيد فيه 97 بالمئة من السكان انضمام بلدهم إلى روسيا”.

وقبيل الانتخابات الروسية افتعلت بريطانيا التي طالما امتثلت لإملاءات واشنطن وحذت حذوها في السياسات العدائية أزمة سياسية حادة مع موسكو وعمدت إلى اطلاق اتهامات استفزازية تحمل فيها موسكو مسؤولية تسميم الضابط السابق في الاستخبارات الروسية سيرغي سكريبال وابنته جنوب بريطانيا مطلع الشهر الحالي وهو ما نفته روسيا بشدة وأكدت أن لا صلة لها به وسط تأكيدات روسية أن المادة التي تسمم بها سكريبال صنعت في بريطانيا.

أوكرانيا من جانبها حاولت التأثير على الانتخابات الروسية من خلال منعها وصول المواطنين الروس إلى مراكز الاقتراع فيما أصدرت السفارة الروسية في كييف بيانا أكدت فيه أنها ستتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان إتمام فتح جميع المراكز في يوم التصويت للانتخابات.

وتبقى الولايات المتحدة المحرك الرئيسي وراء مؤامرات التدخل في شؤون روسيا وغيرها من الدول الأخرى حول العالم ولا سيما أن لها باعا طويلا في سياسة التدخل في شؤون الدول سواء عسكريا أو سياسيا أو عن طريق الانتخابات أو غيرها إضافة إلى دعم الانقلابات وعمليات الاغتيال كما حدث في الكثير من الدول في أمريكا اللاتينية وافريقيا وآسيا على مدى العقود الماضية.

باسمة كنون