الشريط الإخباري

سوق القمح بالسويداء… عنوان للارتباط بالأرض رغم تغير المعالم- فيديو

السويداء-سانا

تتغير معالم الأماكن وتتبدل عبر الزمن لكن الذاكرة الجماعية تحرص على حفظ الصور الجميلة لتعود بنا إلى زمن مضى وتروي قصة حياة أناس تجذروا بالأرض وهذا ما ينطبق على العديد من أسواقنا القديمة ومنها سوق القمح في مدينة السويداء.

السوق الذي ارتبط اسمه بخيرات الأرض وروى قصصا وحكايات مأثورة للتجارة المرتبطة بالزراعة حافظ على تسميته رغم التحولات المتعددة لطبيعة ومعالم المحال التجارية لتصبح أكثر حداثة مع مواصلة حركتها اليوم بطرح سلع متعددة الأصناف تجمع بين المواد الغذائية والعصرونية والعطارة ومواد البناء والأدوات الصحية وغيرها الكثير.

ومن بين محاله المتنوعة يشكل محل متخصص ببيع مختلف أنواع الحبوب علامة بارزة فيه إلى يومنا هذا محافظا على جماليته المستمدة من رائحة الأرض وغلالها الوفيرة الموزعة ضمن أرجائه كما يروي صاحبه عدنان محاسن الذي ورث المحل عن جده وأبيه وعمل فيه منذ نعومة أظفاره لبيع القمح والشعير والعدس والأعلاف قبل أن تضاف إليه لاحقا حبوب أخرى كالفاصولياء والفول والحمص و كذلك الكشك وبعض أطعمة الطيور.

محاسن الموجود بالمحل منذ عام 1964 ينقلنا في حديثه إلى أدوات الكيل القديمة المستخدمة سابقا في السوق قبل أن تدخل المكاييل والموازين الحديثة ومنها ما كان يعرف “بالصاع والثمنية والمد” وكيف كان الناس يحرصون على شراء كميات من الحبوب كمونة سنوية خلافا ليومنا هذا حيث يتم الاقتصار على الحاجات اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية بأحسن الأحوال.

أما العم سليمان الفقية 81 عاما أكبر الأشخاص الموجودين حاليا بالسوق وصاحب محل عصرونية يعود بنا إلى عملة الفرنك التي كانت متدوالة وكيفية مبادلة السلع بما يسمى “المقايضة” لافتاً إلى تحول عدد من محال الحبوب لاحقا إلى مهنة الحدادة حيث عمل هو سابقا بها إلى أن أخذت طابعها الحالي وتنوعت أغراضها.

والسوق وفقا للفقية كان يضم أول فندق بالسويداء وخانات متعددة للخيول إضافة للمحال مشيرا الى مدى التحول والإضافات الحاصلة على طبيعة البناء والحجر القديم المستخدم فيه. وتكريسا لطبيعة السوق ساهم أحد أصحاب المحال وهو حمد العشعوش الذي يطل منزله عليه بتقديم منحوتة لسنبلة قمح عند مدخل السوق قبل 15 عاما للنحات معروف شقير ليبقى هذا المكان خالدا في ذاكرة الأجيال.

السوق الراسخ في أذهان أبناء المحافظة والممتد من نهاية شارع البلدية وصولا إلى تقاطع شارع الحمزات يبلغ طوله نحو 200 متر بعرض خمسة أمتار كما يقول رئيس مجلس مدينة السويداء وائل جربوع الذي يشير إليه كأحد أقدم الأسواق في المحافظة والتي ظهرت فيه حاليا العديد من الأعمال التجارية بعد تراجع تجارة الحبوب مؤكدا أهمية إعادة احيائه بطابعه القديم مع المهن التي كانت سائدة فيه.

تقرير.. عمر الطويل