درعا-سانا
محمد الكور طفل من درعا لم يبلغ الثامنة من العمر كان يلعب أمام منزله على دراجته الهوائية عندما سقطت قذيفة غادرة استقرت شظاياها في نخاعه الشوكي ليفقد على أثرها المشي ويتابع حياته على عربة يجرها أحد أخوته إلى مدرسة القصور الثانية بالمدينة.
الإعاقة وحالة والده المادية لم تمنعا من إرساله إلى المدرسة لمتابعة تحصيله العلمي فكان الصمود وإرادة الحياة العنوان العريض لعائلة باسل الكور والد محمد الذي قال في حديث لمراسل لـ سانا.. “أقطن في منطقة قريبة بعض الشيء من المدينة الرياضية وعانيت مع أسرتي الكثير ولكن أردت بكل عزيمة مواجهة الظروف والعمل بجد لتأمين لقمة العيش لأبنائي ولم تغرنا موجة الهجرة إلى الخارج التي ركبها الكثيرون لأننا نعلم مسبقا أن كرامتنا في بلدنا وبيوتنا”.
والدة محمد قالت في حديث مماثل.. “دفعنا ثمن الصمود غاليا وفقد ابننا نعمة المشي على قدميه وعملنا مع كل الجهات لتأمين العلاج الناجع لكن العربة ذات العجلات كانت هي الحل لابننا الذي لم يبلغ الثامنة”.
ويطالب أهل محمد بإحصاء جميع الأطفال الذين تعرضوا لإصابات خلال المرحلة الماضية ودعمهم صحيا بعيدا عن الدعم المادي.
المعلمة المشرفة على تعليم محمد في مدرسة القصور الثانية أماني العيسى أشارت بتصريح لمراسل سانا إلى أن الإصابة أثرت على محمد ومستواه التعليمي مؤكدة حب التلميذ للتعلم ومحاولاته المستمرة لتحسين مستواه سواء بالقراءة وتهجئة الحروف او الكتابة في حين بينت المرشدة النفسية في المدرسة سهى مسالمة أن حالة محمد هي الوحيدة في المدرسة وأنها تعمل على تشجيعه وتقديم كل المستلزمات لدمجه مع أقرانه”.
قاسم المقداد