دمشق-سانا
تتجه النصوص الشعرية في مجموعة (فضاءات العشق) لمحمد عبود إلى البوح الوجداني المغرق في الذاتية فيظهر الشاعر بطلا وحيدا في كل النصوص التي حفلت بموسيقا داخلية وغنائية شعرية.
وتوزعت النصوص بين شعر الشطرين والتفعلية والنثر وتشعبت إلى مدرستين كلاسيكية في الشعر العمودي ورمزية في التفعيلة والنثر ففي قصيدته بنية العينين يستخدم عبود مفردات وصورا تقليدية حيث يقول..
“من أجل عينك أعشبت صحرائي.. وشفيت من همي ومن أوجاعي لولاك ما حرق الغرام حشاشتي.. وكوى لهيب الجمر في أضلاعي”.
أما الغنائية في النصوص فتأتي بسيطة دون تعقيد أو تكنيك في الصنعة اللفظية ولكنها تعبر عن عواطف الشاعر الدفاقة والمتباينة في قوتها من نص لآخر كما في نص دعيني الذي يقول فيه..
“دعيني أحبك كيف أشاء.. ولا تحزني إن تلاشى النقاء.. أحبك حتى جنون الجنون..وليس لقلبي سواك دواء”.
المجموعة التي طغى عليها الغزل بصورة تضمنت نصوصا وطنية ارتقت لأهمية الوطن في حياة الإنسان لما يحمله من ماض عريق وحاضر صامد كما في نص يا شام التي يقول في أحد مقاطعه..
“في كل شبر منك للتاريخ وقع باسمه.. أدمنت أن أجثو .. على قلبي ككل المتعبين.. وأصير صمتا من فراش..في مهب الياسمين”.
وللطفولة حصتها في نصوص المجموعة حيث يحاول الشاعر أن يخاطب وجدان الأطفال بما يثير انتباههم حول قيمة الوقت والتحذير من ضياعه بأسلوب يسير فيه على منهاج شعراء سابقين ولكنه يعد بالكثير فيما لو تابع عليه وطوره حيث يقول..
“يمضي الوقت كلمح البصر.. والعقرب في الساعة يجري فانتبهوا يا كل رفاقي..الوقت ثمين كالعمر”.
وتسمح الأشكال الشعرية الأقل تحررا من الوزن والقافية للشاعر أن يتناول مواضيع فلسفية بصورة رمزية دون الكثير من الصعوبة كما في نص موسيقا الوجود الذي يتساءل فيه عن ماهية الحياة ووجودنا فيها فيقول..
“ماذا تريد.. وجلست قرب دمي.. لأسمعه يغني للحياة.. لحياتنا واليأس يحجبني.. عن الحلم الذي ملأ الصدى..بدمي تراتيل الأمل”.
مجموعة فضاءات العشق تقع في 64 صفحة من القطع المتوسط وهي ثاني إصدارات الشاعر محمد عبود الذي صدر له ديوان مشترك بعنوان صبا إضافة إلى مشاركته في أمسيات شعرية عدة.