الشريط الإخباري

أكثر من 9 آلاف مريض في سورية.. التلاسيميا أعباء صحية ومادية والحل بفحوص ما قبل الزواج

حمص-سانا

يتجاوز عدد مرضى التلاسيميا في سورية المسجلين بوزارة الصحة 9 آلاف مريض ورغم الحصار الاقتصادي المفروض عليها وتكلفة العلاج الباهظة تواصل الوزارة توفير خدمات العلاج المجاني عبر 12 مركزا تخصصيا بالتوازي مع خدمات فحوص ما قبل الزواج لضمان جيل مستقبلي خال من المرض وتخفيف أعباء صحية ونفسية ومادية كبيرة على المجتمع والأسر.

والتلاسيميا أو أنيميا البحر المتوسط مرض وراثي مزمن يعني عدم قدرة الجسم على تكوين كريات الدم الحمراء التي تنقل الغذاء والأوكسجين إلى مختلف أنحاء الجسم بشكل سليم نتيجة لخلل في تكوين الهيموجلوبين خضاب الدم ما يؤدي لعدم اكتمال نضج الكرية الحمراء وتكسرها وتحللها بعد فتره قصيرة من إنتاجها الأمر الذي يتطلب نقل دم بشكل دوري كل 3-4 أسابيع حسب عمر المريض ودرجة نقص الهيموجلوبين.

وتنتقل التلاسيميا وفقا لرئيس شعبة التثقيف الصحي في مديرية صحة حمص الدكتور إسماعيل حسين من الأبوين إلى الأبناء ففي حال كان الزوجان يحملان سمة المرض فإن احتمال إنجابهما لأطفال مصابين بالتلاسيميا يصل لنسبة 25 بالمئة وأطفال سليمين 25 بالمئة وحاملين للمرض بنسبة 50 بالمئة أما في حال كان أحد الزوجين يحمل المرض فإن احتمال إنجاب أطفال حاملين للمرض يصل لنسبة 50 بالمئة سليمين بنسبة 50 بالمئة.
وتصنف التلاسيميا حسب الدكتور حسين ضمن ثلاثة أنواع هي التلاسيميا الكبرى وتدعى فقر دم البحر الأبيض المتوسط وتتظاهر كفاقة انحلالية شديدة خلال الأشهر الأولى من العمر والوسطى وهي أخف من الكبرى حيث تتظاهر الأعراض بعمر السنتين والصغرى أو حامل سمة التلاسيميا وتعني شخص يحمل السمة ويورثها لأبنائه لكنه ليس مريضا.

ويوضح الدكتور حسين أن الشخص الحامل للمرض يبدو كشخص سليم مع العلم أنه قد يصاب بفقر دم خفيف جدا لكنه لا يحتاج إلى نقل دم دوري إلا أنه يمكن أن ينقل المرض لأبنائه ويمكن معرفة إن كان حاملا للمرض أم لا عن طريق إجراء تحليل مخبري يدعى رحلان الخضاب.

وتبدأ عادة كما يذكر الدكتور حسين أعراض وعلامات المرض السريرية بالظهور بعد الشهر السادس من العمر كما إنه يمكن خلال الأسابيع 8-12 للحمل معرفة ما إذا كان الجنين مصابا بالمرض أم حاملا له وتتجلى الأعراض بالشحوب المزمن واللون اليرقاني الخفيف والسحنة المميزة لمرضى التلاسيميا.

ويحتاج مرضى التلاسيميا إلى نقل دم دوري مرة كل أسبوعين أو شهر مدى الحياة ينجم عن عمليات نقل الدم حسب الدكتور حسين مشاكل كثيرة أهمها زيادة نسبة الحديد في الجسم وهشاشة العظام وضعف عام في الجسم وتأخر البلوغ.

ويقول الدكتور حسين “رغم خطورة مرض التلاسيميا وأعبائه الصحية والمادية والنفسية الكبيرة على أسرة المريض والمجتمع فإنه يمكن تلافيه بسهولة عبر إجراء المخطوبين فحوص قبل الزواج للتأكد من أنهما لا يحملان المرض وبالتالي لا يعرضون حياة أطفالهم للخطر ويسهمان بخلق جيل خال من المرض”.

ويقترح حسين للوقاية من التلاسيميا إجراء مسح وكشف الحاملين للسمة خاصة ضمن المجموعات العالية الخطورة أقارب المصابين و أخوتهم وإعطاء النصيحة الوراثية قبل الزواج ومشاركة وسائل الإعلام بالتوعية حول المرض وكيفية انتقاله.

ويشير الدكتور حسين الى أن عدم توفير العلاج لمريض التلاسيميا يعرضه لخطر الموت قبل تجاوزه الخمس سنوات جراء اختلاطات المرض وفي حالة العلاج المثالي فان المريض يمكن أن يصل إلى عمر 40 سنة.

وتحتفل دول العالم في الثامن من أيار من كل عام باليوم العالمي للتلاسيميا بهدف نشر الوعي حول المرض وطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه.

رشا المحرز

انظر ايضاً

اللجنة الوطنية تبحث خطوات وإمكانيات مشروع القضاء على التلاسيميا في سورية

دمشق-سانا تحت شعار (معاً نحو مجتمع خال من ولادات جديدة مصابة بالتلاسيميا بحلول عام 2025)