الشريط الإخباري

وجوه من الحياة في معرض (تلاشي) للتشكيلية ريما سلمون

دمشق-سانا

ألبست التشكيلية ريما سلمون وجوه لوحاتها التعبيرية شكلا جديداً في معرضها المقام حاليا بصالة كامل تحت عنوان (تلاشي) مستخدمة تقنية الاحبار على الورق في صياغة أعمالها الغرافيكية المشبعة بالإحساس والحالات الإنسانية المتباينة والمتنوعة.

وجاءت الأعمال بأحجام متفاوتة بين الصغير الذي ضمت مجموعته نحو 120 عملا نفذت بقلم الحبر الناشف باللونين الأزرق والأسود إلى جانب 20 عملا بحجم متوسط ضم بعضها نقاطا حمراء في رمزية عن لون الدم و13 عملا بحجم كبير تنوع تنفيذها بين أقلام الحبر والفرشاة والاحبار السائلة وكلها باللون الأسود.

وعن التغير في الأسلوب والتقنية في هذا المعرض قالت التشكيلية سلمون في تصريح لـ سانا: “الفكرة دفعتني لهذه التقنية كي أقدم رسالتي بالشكل الأنسب للمشاهد لأنني لا امتلك مرسما خاصا بي في دمشق لذلك نفذتها بداية على الورق باحجام صغيرة بقلم الحبر الجاف حتى وصلت لنتيجة مرضية بالنسبة له فقررت رسم وجوهها بأحجام أكبر”.

وتابعت سلمون: “تمثل اللوحات مرور الوقت على الإنسان من خلال تراكم الخطوط فوق بعضها لتشكل الملامح النهائية للوجوه المتلاشية والمشوشة فيكون تثبيت الوقت بذلك شاهدا على ما يمر به السوريون خلال هذه الفترة”.

وعن هوية الناس الذين ترسمهم أوضحت سلمون انها وجوه لبشر من حولنا وهو أسلوب فني يمثل حالة من التفاعل مع الناس والمكان والوقت ومجريات الأحداث بكل تفاصيلها بشكل غير مباشر كما أنها وثيقة للتاريخ تعكس الوقت الذي نمر به وأثره علينا وعلى ملامحنا.

ووجدت سلمون في اللونين الأبيض والأسود عنصرين كافيين بالنسبة لها لإيصال حالة التلاشي في وجوه الناس من حولنا “وجوه الناس لم تعد ظاهرة من كثرة الغضب والألم خلال الفترة الماضية فأرادت من هذه الوجوه التعبير عن كل ما حولنا من مكان وأرض وربما تكون هذه الوجوه اختزالا للوطن سورية”.

البورتريهات التي جاءت قريبة من وجوه لوحات الراحل مروان قصاب باشي من ناحية الأسلوب الفني باستطالاتها وتموجات تفاصيلها نفذتها سلمون خلال العام الماضي وصولا إلى بداية هذا العام متمنية أن تترك هذه الوجوه الإحساس المطلوب لدى الجمهور بما تحمله من مشاعر مختلطة بين التشويش والألم والخوف والغضب.

ورأت سلمون أن العرض الجماهيري مهم جدا للفنان كون العمل الفني “يموت إن لم يره الناس” وأهمية الفن تكمن في النقاش الذي يثيره والنقد الذي يوجه اليه ليأخذ حقه من الحضور.

وقالت: “لا يملك الفنان غالبا إجابات عن كل التساؤلات التي يمكن أن يطرحها عمله الفني عند المتلقي فكل انسان له قدرته الخاصة في تلمس تفاصيل العمل الفني واكتشافها خاصة النقاد الذين يمتلكون القدرة والمعرفة لتفسير كل خط ودلالاته”.

وقالت سلمون: “لا يوجد سوق فنية حاليا في الحركة التشكيلية المحلية وهذا أمر طبيعي نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد لذلك لا أفكر بالبيع حاليا وغايتي من المعرض الحضور الجماهيري والنقاش حوله”.

وعن نظرة الفنانين التشكيليين السوريين لمجربات الحرب على وطنهم قالت “كل فنان يحاول توثيق الوقت الذي نمر به بطريقته الفنية الخاصة وهناك فنانون لا يرغبون بالتفاعل مع مجريات الأحداث من حولهم فيبتعدون بنتاجهم الفني خلال الازمات وهذا ينعكس على الحركة التشكيلية” مؤكدة أن التشكيل السوري سيشهد نهضة قوية قادمة في المستقبل القريب.

والتشكيلية ريما سلمون من مواليد دمشق عام 1963 خريجة كلية الفنون الجميلة قسم العمارة الداخلية عام 1987 وهي عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين ومتفرغة للعمل الفني وأعمالها مقتناة ضمن مجموعات خاصة.

محمد سمير طحان