الشريط الإخباري

البحر وحكاياته في التجربة الشعرية الأولى للشابة علا الغدا

اللاذقية-سانا

تتجلى البيئة البحرية بمفرداتها المتنوعة في أعمال الشاعرة الشابة علا الغدا التي أطلقت مجموعتها الشعرية الأولى قبل أيام تحت عنوان قلبي مجبول من بحر ويضم الديوان 24 نصا شعريا طرحت علاقة الإنسان بالموسيقا وطقوس الحب وحالة المرأة العاشقة ووصف هطول المطر والحب في زمن الحرب وغيرها من النصوص التي قدمتها بلغة سلسة مفعمة بالموسيقا الشعرية الحالمة.

المجموعة الصادرة عن دار عين الزهور في اللاذقية أخذت من علا ما يزيد على سنة لكتابتها واعتبرتها بمثابة تجربة تبلور هويتها كشاعرة شابة حيث أكدت في حديثها لنشرة سانا الشبابية أن ظروف الأزمة السورية كانت الحافز الأبرز وراء تأطير هذه النصوص ضمن كتاب يجسد اصرار الشباب على الإبداع وعزيمتهم الصلبة لمواصلة الحياة.

تتوجه علا في مجموعتها إلى شريحة الشباب بشكل رئيسي ولهذا اختارت لغة بعيدة عن التعقيد ومواضيع قريبة من ذهنية الشباب السوري سواء في الغزل أو توصيف الشوق والحنين دون نسيان تخصيص قصيدة لطفلها عبقت بمعاني الأمومة وقداستها الى جانب تصوير طقوسها في كتابة الشعر الذي تعتبره “حالة روحية متناغمة توظفها لخلق معان جمالية مختلفة”.

وتقول: تعمقت أيضا في شرح الرابط بيني وبين البحر الذي ينفطر أبناء الساحل على حبه منذ الصغر ويكبرون على قصصه وحكاياته فاستنبطت منه الكثير من المعاني والصور الشعرية التي أغنت الديوان بأربع قصائد حملتها أيضا عناوين مرتبطة بهذه البيئة (سل الموج.. مرايا الماء.. بصمة موج).

ولم يغب الرجل عن قصائد علا فظهر مرة كأمير لبابل وتارة كعازف كمان أو رجل الشمس مبينة أن الرجل موجود في حياتها وتربطها به علاقة طيبة انعكست إيجابا في نصوصها التي تأمل أن تعرضها على أكبر عدد ممكن من النقاد والمهتمين لتقييم تجربتها الأولى التي لن تتوقف عند هذا الحد حيث بدأت حاليا حسب قولها بوضع الخطوط العريضة لديوانها الشعري الثاني الذي يغوص بشكل أكبر في قضايا انسانية توضح فيها رسالتها الفكرية بكل أبعادها.

وتختتم الشاعرة الشابة حديثها بالقول: “اعتبر إصداري لهذا الديوان بمثابة رسالة لكل شاب وشابة لديهم حلم او رغبة بالكتابة ليباشروا بوضع خطوتهم الأولى على هذا الدرب فالشاعر له مهمة إنسانية لتغذية روح المحبة وإشاعة الطاقة الإيجابية في محيطه عبر كلماته ونصوصه التي تنعكس أملا وصفاء في نفس كل من يقرؤها”.

يذكر أن الشاعرة علا الغدا من مواليد عام 1986 وتحمل درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية من جامعة تشرين وقامت بإطلاق ديوانها الأول في مقهى الشرفة الثقافي باللاذقية.

ياسمين كروم