أبو صبيح أول العائدين بمطرزاته الحلبية إلى شارع خان الحرير

حلب-سانا

في حلب القديمة حب المكان والعمل والتشبث بمورد الرزق وإرث الاجداد دفعا أبو صبيح صاحب الـ 70 عاما ليكون أول العائدين الى محله لبيع المطرزات الشرقية والنايلون في شارع خان الحرير القريب من الجامع الأموي الكبير في منطقة ترك التاريخ بصماته فيها ولم يستطع سواد الإرهاب محوها.

محمد صبحي الشواش أو كما يحب أن يناديه الجميع بـ أبو صبيح ذو الابتسامة الدائمة التي يستقبل بها رواد محله الصغير يحكي معاناته خلال سنوات الحرب وما تركته من اثار على المكان وتراثه وهويته فيقول مفتخرا: “لقد كان سوقنا من أفضل الأسواق التجارية خاصة في هذا المكان القريب من الجامع الأموي وكان يعج بالناس وبقي هكذا حتى دخلت إليه عصابات الشر والعدوان واضطررنا لترك المكان مجبرين تحت نير قذائفهم التي ألحقت الدمار بمحلاتنا والتهمتها النيران”.

ويضيف ذو اللحية البيضاء التي أخفت بعض تجاعيد العمر على وجهه في لقاء مع مراسل سانا.. لقد تهجرت من محلي ومنزلي ايضا الذي لا يبعد اكثر من ثلاث دقائق عني وغادرت مع زوجتي وابنتي تاركين خلفنا شقاء العمر من أثاث ومال، خرجنا وحيدين بثيابنا وكان يوجد في محلي ومنزلي بضاعة تقدر بأكثر من 200 مليون ليرة.

ويتابع أبو صبيح فور الإعلان عن إمكانية العودة للحي بعد تطهيره من الإرهابيين، جئت أتفقد محلي لأجد جزءا من جدرانه الجانبية مهدوما وليس له باب وكذلك منزلي تهدم وعملت بعدها على إعادة ترميم المحل وبناء ما تهدم من جدران ووضعت فيه بضاعة قليلة لابدأ من جديد.

ويدعو العم ابو صبيح جميع أصحاب المحلات في الشارع والسوق إلى العودة ليعود نبض الحياة للمكان و”نعيش أيام الفرح التي كانت من قبل” كما يقول متمنيا من الجهات الخدمية العناية أكثر بالمنطقة التي تحتاج ترحيل الانقاض وصيانة شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات لتساعد وتشجع من أراد العودة لهذا السوق العريق.

أبو صبيح الشيخ المسن لم يقبل أن نغادر المحل قبل أن نشرب الشاي المعد على الحطب يدفئ به المكان ويأمل ان تعود له حرارة الحياة ليبقى هذا المسن أنموذجا إنسانيا لعودة الحياة إلى حلب القديمة التي يحكي كل حجر فيها قصة وحكاية نبيلة.

قصي رزوق

انظر ايضاً

بدء أعمال ترميم سوق المحمص في مدينة حلب القديمة