الشريط الإخباري

كفيفة تحمل شهادتين جامعيتين وتدرب مكفوفين-فيديو

درعا-سانا

خديجة طباشة ولدت كفيفة لم تبصر النور كسائر أقرانها لكن بصيرتها كانت حاضرة لتجعل لحياتها معنى وقيمة.

الفتاة البالغة 39 عاما غيرت نظرة مجتمعها للإعاقة وباتت مصدر سعادة وتحد لعائلتها التي رزقت بثلاث فتيات يحملن نفس الإعاقة بعد أن تجاوزت خديجة ظروف الإعاقة وباتت اليوم مدربة لفاقدي البصر على استخدام طريقة برايل بالكتابة.

فريال جاجان أم خديجة تقول إنها تعاملت مع ابنتها كأنها لا تعاني أي مشكلة ودخلتها مدرسة المكفوفين بدمشق عندما كانت في السادسة من عمرها حيث تعلمت الكتابة بطريقة برايل الخاصة بالمكفوفين.

حصلت خديجة على الشهادة الثانوية الفرع الأدبي لتلتحق بعدها بجامعة دمشق كلية الآداب قسم اللغة العربية وتتخرج عام 2003 وفي العام 2004 عاودت خديجة التقدم لامتحان الشهادة الثانوية الفرع الأدبي والتحقت بكلية الشريعة في جامعة دمشق وبعدها عملت موظفة مؤقتة في مديرية صحة درعا كعاملة مقسم لمدة تزيد على سبع سنوات وانتقلت بعدها إلى مديرية التربية لتشغل منصب معاونة رئيس قسم النسخ.

لم تكتف خديجة بالحصول على الشهادات الجامعية لكنها كانت ذات موهبة مميزة في الغناء فشاركت في عدة فرق موسيقية آخرها فرقة التسامح والعطاء في نادي كبار السن التابع لدائرة العلاقات المسكونية والتنمية وهي من أكثر المشاركين التزاما واليوم إضافة لعملها في مديرية تربية درعا تقوم بتعليم المكفوفين الكتابة بطريقة برايل.

وتوضح خديجة أن غايتها هي تدريب أقرانها على الكتابة والقراءة بسبب عدم وجود المعاهد التخصصية في درعا التي تعلم المكفوفين وبالتالي مساعدتهم في تدبر أمورهم اليومية ومن بين المتدربين أطفال صغار وشباب وتطمح أن تشارك في مسابقات ألعاب القوى والشطرنج على المستوى الوطني وتستعد لتقديم أولى مجموعاتها القصصية وهي الآن في طور التدرب على العزف على ألة العود.

التطور التقني الذي حدث في عالم الاتصالات لم يكن عائقا في وجه خديجة لاستخدام التكنولوجيا بأعلى مستوياتها فهي تستخدم الهاتف المحمول والحاسب الشخصي دون مساعدة أحد حيث قامت بتحميل برنامج خاص بالمكفوفين على أجهزتها يسمح لها باستخدام التقنيات بكل بساطة وبالمقابل قامت بتوزيع هذا البرنامج على المحال التي تبيع أجهزة الهاتف المحمول ليتم استخدامه من قبل الآخرين.

ترى خديجة أن المجتمع في كثير من الأحيان يتعاطف مع الكفيف وكأنه شخص غير قادر على العطاء لكنها تؤكد أن المكفوفين ليسوا أقل شأنا من الأصحاء فهم قادرون على الإبداع متى توافرت الإرادة والامكانيات ومن هنا تلفت إلى أن محافظة درعا تفتقر للجمعيات والمعاهد الخاصة بتأهيل وتدريب المكفوفين مطالبة بالاهتمام أكثر بهذه الشريحة.

خديجة بتعدد مواهبها وتحديها للإعاقة البصرية تشكل أنموذجا للإرادة التي تصنع المستحيل.

لما المسالمة