الشريط الإخباري

محللون روس: عدوان النظام التركي على عفرين ينتهك القوانين الدولية

موسكو-سانا

أكد خبراء ومحللون سياسيون روس أن عدوان النظام التركي على الأراضي السورية ينتهك كل القوانين والأعراف الدولية ضد دولة ذات سيادة وعضو في منظمة الأمم المتحدة.

وأشار الخبراء الروس في مؤتمر صحفي اليوم في موسكو إلى أن العدوان العسكري التركي على عفرين جاء في مسعى من السلطات التركية لحماية الإرهاب في سورية مبينين أنه جاء بعد قيام الجيش العربي السوري بعملياته الناجحة ضد التنظيمات الإرهابية من “جبهة النصرة” وغيرها في محافظة إدلب والغوطة الشرقية.

وأوضح الخبراء أن العدوان العسكري التركي لا يخدم سياسة نشر الاستقرار في سورية مشيرين إلى المخططات الأمريكية الهادفة إلى الحفاظ على استمرارية العمليات العدوانية في سورية لعرقلة كل الجهود والمحاولات لتسوية الازمة فيها بما في ذلك مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.

وفي مقابلات مع مراسل سانا في موسكو أوضح المحلل السياسي الروسي أندريه ستيبانوف أن ما يقوم به النظام التركي “لا يمكن اعتباره من وجهة نظر القانون الدولي إلا عدوانا سافرا على سيادة الدولة السورية”.

وأشار المحلل السياسي الروسي إلى أن من أهداف هذا العدوان في هذه المرحلة هو محاولة سلطات النظام التركي التلاعب بالشعور القومي المتطرف بقصد تجنيد واستنفار التأييد لرجب طيب اردوغان وكذلك التعتيم والتغطية الإعلامية على دعم ومساندة هذا النظام للتنظيمات الإرهابية في سورية.

واعتبر ستيبانوف أن العدوان العسكري التركي “يخاض دعائيا وإعلاميا أكثر منه عسكريا لأن كل الحديث عن قدرات القوات التركية اتضح أنه خيال ووهم وأن هذه المغامرة التركية لن تؤدي إلى نتائج إيجابية بالنسبة لتركيا”.

وفي مقابلة مماثلة قال الباحث العلمي في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية عمور حجي بابايف إن “الأمريكيين يثيرون عدم الارتياح دائما في كل مكان” مضيفا أنه “نتيجة لأعمال الأمريكيين ودعمهم في سورية لبعض القوى تستمر العمليات القتالية فيها ويمنع التوصل إلى حل سياسي للأزمة”.

وتابع بابايف “لو لم يقم الأمريكيون بتزويد التنظيمات المسلحة في شمال سورية بالصواريخ المضادة للطيران دون موافقة الحكومة السورية الشرعية لكانت الأوضاع مغايرة تماما ولكن الأمريكيين يعتبرون أنفسهم أنهم يمثلون أمة استثنائية لا تقبل التنسيق مع أحد”.

من ناحيته قال نائب مدير معهد بلدان الرابطة المستقلة فلاديمير يفسسييف إن “عدوان تركيا على عفرين نزع القناع عن وجهها الحقيقي حيث انها تعلن قولا عن تأييدها لسلامة اراضي سورية بينما تسعى في الواقع إلى احتلال جزء من هذه الأراضي”.

وأعرب الباحث الروسي عن قناعته بأن “تركيا ستجد نفسها قريبا مضطرة للتقهقر والتراجع لان الشعب السوري لا يريد رؤيتها في أراضيه ويرفض أي احتلال أجنبي سواء كان تركيا أم أمريكيا” مشيرا إلى أن الأمريكيين يختلقون الحروب في كل مكان سواء في شبه الجزيرة الكورية أو أوكرانيا أو سورية وهم القوة الأكثر تقويضا للاستقرار في العالم ولذلك كلما أسرعوا في الخروج من سورية ازدادت فرص إحلال الأمن والاستقرار فيها.

وفيما يتعلق بمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي قال يفسسييف إن “عدوان تركيا على عفرين لن يؤثر على عقد هذا المؤتمر لأنه أصبح من الواضح أن إمكانيات تركيا محدودة وهي عاجزة حتى عن حل أزماتها المحلية كما أنه أصبح من الواضح للسوريين الأكراد أيضا أنه لا يجوز الاعتماد على الامريكيين لأن واشنطن تخون حلفاءها على الدوام وستخونهم على الدوام وفي هذه الظروف يزداد ادراك السوريين الأكراد بأنهم مواطنون للجمهورية العربية السورية ويملكون الحق في المشاركة في تقرير مستقبلها دون إقامة أي “تكوينات انفصالية” لأن ذلك لا يضر بمصالح سورية فحسب بل بمصالحهم ايضا ولا خلاص لهم سوى في الوجود ضمن قوام الدولة السورية”.

بدوره رأى قسطنطين ترويتسيف الباحث في معهد الاستشراق الروسي أن العدوان التركي على عفرين جاء ردا على نجاحات الجيش العربي السوري في ادلب.

وأكد ترويتسيف إن الحكومة السورية محقة في وصفها لاعمال تركيا في عفرين بانها عدوان على أراضي دولة مستقلة مشيرا إلى ازدواجية معايير النظام التركي في توصيف الإرهابيين وقال إن “الاتراك مثلا لا يعتبرون هيئة تحرير الشام التي هي جبهة النصرة والتي هي القاعدة تنظيما إرهابيا في حين إن العالم بأسره بما في ذلك الولايات المتحدة يصنفها على أنها تنظيم إرهابي”.

انظر ايضاً

السويد تطالب النظام التركي بوقف عدوانه على الأراضي السورية

أنقرة-سانا طالبت السويد مجدداً النظام التركي بوقف عدوانه على الأراضي السورية و”احترام الحريات” داخل تركيا. …