دمشق-سانا
أتاحت ندوة آماسي في أولى أمسياتها للموسم الثاني بثقافي أبو رمانة الفرصة للجمهور للتعرف أكثر على تجربة المخرج سامر البرقاوي عبر سرد سيرته الحياتية والمهنية لتصنع أسلوبية إخراجية خاصة في الدراما العربية.
وبدأت الأمسية بتكريم المخرج البرقاوي وتقديم شهادة تقدير له من قبل معاون وزير الثقافة المهندس علي المبيض ومدير ثقافة دمشق أيمن ياسين ومديرة المركز رباب إسكندر أحمد والمشرف على ندوات آماسي الإعلامي ملهم الصالح وبحضور عائلة المخرج المكرم.
وقال معاون وزير الثقافة في تصريح لـ سانا.. “تجربة المخرج البرقاوي الإبداعية استطاعت الخروج من المحلية وفرضت نفسها بقوة لدى المشاهد العربي ما يؤكد أن إبداع الإنسان السوري يتحدى كل الظروف بسبب انتمائه لعمق تاريخي وابداعات متراكمة” لافتا إلى إن الوزارة تسعى لتشجيع وتكريم المبدعين ورعاية المواهب.
وقال الإعلامي الصالح “اختيار آماسي للمخرج البرقاوي في أولى ندواتها للموسم الثاني لثقافته ووعيه ودأبه في العمل ومثابرته وشغفه وطموحه وتركيزه على الإنسان ببعديه النفسي والاجتماعي وللقضايا التي يقدمها ولوطنيته التي تبرز عبر مسيرته ولان منتجه الدرامي عابر للحدود” مبيناً ان البرقاوي أحد المعول عليهم لإعادة الألق للدراما السورية والنهوض بها.
صفوح البرقاوي والد المخرج الذي عمل في حقل التربية والتعليم ومن قبله كمشرف على المسرح الجامعي أوضح أن ابنه كانت له اهتمامات بالرسم والأعمال اليدوية كما تابعه في العروض المسرحية التي كان يشرف عليها في الجامعة خلال فترة طفولته فاختزن الكثير من الحب للفن ليتجه بعدها نحو الديكور الفني وتدرج في المهن الفنية وصولاً للإخراج الذي وجد نفسه فيه.
وقال المخرج البرقاوي “اهتماماتي كانت منصبة في طفولتي ومراهقتي على المجسمات الكرتونية والديكور الداخلي ومن خلال صداقة والدي مع مهندس الديكور التلفزيوني نافذ خطاب دخلت هذا العالم وعملت لأول مرة في سهرة تلفزيونية بعنوان الوصية عام 1994 في اعداد الاكسسوار”.
وتابع البرقاوي “توجهت بعدها نحو دراسة السيناريو بشكل فردي عبر الكتب المترجمة مع محاولة للكتابة وصناعة نص خاص بي إلا ان هذا التوجه لم يرض شغفي في تقديم الرؤية البصرية للنص وعدم الاكتفاء بكتابته” موضحا أن وصوله للإخراج جاء بعد سبر وتجريب عدة اختصاصات فنية لاكتشاف الاختصاص الذي يمكنه من خلاله تقديم ما يجول بخاطره.
وقال “بداية دخولي لاختصاص الإخراج كانت ضمن فريق عمل مسلسل الثريا كمساعد مخرج الى جانب كل من أصدقائي سيف الدين سبيعي والليث حجو والمثنى صبح لتتوالى الأعمال التي كنت جزءا من فريق إخراجها لتصل الى عشرة أعمال ومنها خان الحرير وذكريات الزمن القادم وغيرهما” مبيناً أن فترة التسعينيات شهدت منافسة كبيرة بين مدرستين اخراجيتين هما الإخراج الكلاسيكي والإخراج المعتمد على الابهار البصري.
وأشار البرقاوي إلى علاقة التناغم التي جمعته مع المخرج الليث حجو والتعاون بينهما الذي اثمر عدة أعمال منها بقعة ضوء الجزء الثاني وعلى المكشوف واهل الغرام وغيرها وصولاً الى مسلسل لعبة الموت الذي وقع باسميهما كظاهرة نادرة في الدراما السورية والعربية.
ولفت مخرج مسلسل فوق السقف إلى أن فرصته الأولى لتقديم اول عمل من إخراجه جاءت مع مسلسل الوزير وسيادة حرمه بمبادرة من الفنان أيمن زيدان الذي اسند اليه هذه المهمة دون معرفة شخصية سابقة بينهما.
أما عن إخراجه للجزء 6 من بقعة ضوء فكان فرصة على حد تعبيره لدخول مجال الاعداد للنصوص عبر ورشة الكتابة ووضع رؤية متكاملة للعمل وتقديم المواهب الشابة في الكتابة والتمثيل ويكون اقرب لمشروع تنفيذ أفلام روائية قصيرة معتبرا أن هذه المواهب أعادت للعمل بريقه.
وقدم البرقاوي مسلسل بعد السقوط عام 2010 كعمل تجريبي يحمل الكثير من المغامرة عبر تقديم مسلسل ضمن زمنه الحقيقي مع صعوبات تقنية وفنية بصرية ودرامية وبتنفيذ كامل من فريق سوري حاكى فيه تجربة غربية وبالوقت ذاته انتجت عدة أفلام سينمائية ومسلسلا تلفزيونيا.
وأوضح مخرج مسلسل بنت النور انه لجأ الى أسلوب جديد في الترويج لأعماله ابتداء من مسلسل لعبة الموت من خلال اعداد فيلم قصير من خارج مشاهد العمل مهمته التعريف بمناخات ونجوم المسلسل بمدة قصيرة يؤلف له موسيقا او أغنية خاصة تكون سمة مميزة له مبيناً ان خطة الترويج للعمل توازي جهد انجازه.
وعن أعماله التي تنتج في لبنان قال البرقاوي “البداية مع مسلسل /لو/ الذي تم الاتفاق على إنجازه بطريقة الاعداد للنص انطلاقاً من الفيلم الأجنبي المأخوذ عنه عبر ورشة كتابة تحت اشرافي ليكون عملا دراميا بحلقات متعددة وتوالت الاعمال ضمن السياق ذاته ومنها نص يوم والهيبة1 وقريبا الهيبة2”.
من جهته قال المؤلف الموسيقي إياد الريماوي “علاقة الصداقة بيني وبين البرقاوي تعود لفترة الدراسة الثانوية وتطورت لتغدو شراكة فنية من خلال تقديم عدة أعمال مشتركة منها مطلوب رجال ومرايا 2011 وأغنية بياعة الزنبق وغيرها”.
يذكر أن المخرج البرقاوي تعاون مع شقيقه مصطفى في تجربة تقوم على الدمج بين الإخراج الفني والتقنيات ثلاثية الابعاد ومن هذه الاعمال فيلم ترويجي للقناة الفضائية السورية بموسيقا من تأليف إياد الريماوي ضمن هوية بصرية خاصة للمحطة ولم يعرض حتى الآن.
والمخرج البرقاوي من مواليد دمشق عام 1973 درس إدارة الاعمال وتنقل بين اختصاصات فنية وتقنية عدة قبل الإخراج منها الديكور والاكسسوار ثم الانتاج وتدرب على يد مخرجين ساهموا في تطور الدراما السورية ويعتبر مسلسل الوزير وسعادة حرمه عمله الإخراجي الأول عام 2007 و هو من مخرجي الجيل الخامس في الدراما السورية له خمسة عشر عملاً درامياً ومجموعة أفلام تنوعت بين الروائي القصير والوثائقي.
محمد سمير طحان