الشريط الإخباري

مشروع تفعيل دور الشباب واليافعين في العمل البيئي الأهلي يطلق ورشات عمل لطلاب جامعة تشرين

اللاذقية-سانا

تعتبر الورشة البيئية التي نفذها المعهد العالي لبحوث البيئة بجامعة تشرين بالتعاون مع مركز المهارات والتوجيه المهني واحدة من مجموعة فعاليات مشروع تفعيل دور الشباب واليافعين في العمل البيئي الأهلي الذي تقوم به وزارة الدولة لشؤون البيئة بتمويل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف.

وينفذ المشروع بالتعاون مع الجهات المعنية والمستهدفة كالنوادي المدرسية في وزارة التربية وطلبة الجامعات المختلفة والمنظمات الشعبية التي تضم فئات عمرية مختلفة إضافة إلى الجمعيات البيئية الأهلية وتبلغ مدة المشروع ثلاث سنوات كحد أقصى ووصل في الوقت الحالي إلى مرحلته الثالثة حيث نجح القائمون
والمشاركون بتأسيس نواد بيئية وصل عددها إلى 22 نادياً بيئياً تغطي عدداً من مدارس محافظتي دمشق وريفها.2

وفي حديث لنشرة سانا الشبابية قال الدكتور نادر غازي مدير التوعية والإعلام البيئي في وزارة الدولة لشؤون البيئة أن هذا التعاون هو الأول من نوعه ما بين القائمين على المشروع في الوزارة وجامعة تشرين والمعهد العالي لبحوث البيئة لتعميم الفائدة منه على أكبر شريحة ممكنة من المهتمين من مختلف الكليات والاختصاصات.

ويضيف تهدف الورشة بأيامها الثلاثة إلى تزويد المشاركين ببعض المفاهيم والقيم والمعارف التي يمكن أن تفيدهم في تطوير وتنمية المجال البيئي كمفهوم المواطنة البيئية والعمل التطوعي إضافة لتأهيلهم من خلال مجموعات عمل ضمن الورشة لتعلم كيفية وضع شجرة مشكلات بيئية ودفع الطالب لتحديد خطة مبادرة بيئية باستخدام أساليب التربية البيئية مع التركيز على مفهوم التنمية المستدامة وهي من المفاهيم الأساسية التي نحاول نشرها كونها تضمن الموارد الطبيعية بأنواعها الثلاثة الدائمة والمتجددة وغير المتجددة المتمثلة بالوقود الأحفوري لتنعم بها الأجيال القادمة.

وأشار غازي إلى أن الورشة ستثمر عدداً من المبادرات البيئية التي وضعت من قبل المشاركين بحيث تتناول كل مبادرة مشكلة معينة ويحدد الطلاب مراحل التنفيذ والنتائج المتوقعة منها وستتم دراسة هذه المبادرات من قبل فريق عمل تنسيقي قائم على التعاون ما بين مديرية شؤون البيئة في اللاذقية والمعهد العالي لبحوث البيئة ومركز المهارات والتوجيه المهني بجامعة تشرين بحيث يتم فرز هذه المبادرات وإرسالها إلى وزارة الدولة لشؤون البيئة لتقوم بتمويلها وينفذها الفريق المبادر.

وأكد غازي أهمية أن تتحلى المبادرات بشروط معينة للفوز بالتمويل كأن تتناول مشكلة بيئية مرتبطة بسلوك الفرد بالدرجة الأولى وتسهم في الوقت نفسه في رفع سوية الوعي البيئي إضافة لضرورة أن يكون لها إسقاط على أرض الواقع لتسهم هذه المبادرات في تغيير الواقع البيئي نحو الأفضل وإعادة التوازن للأنظمة
البيئية التي أصابها الخلل نتيجة السلوك البشري الخاطئ.

من جهته أشار الدكتور حسين جنيدي نائب عميد المعهد العالي لبحوث البيئة بجامعة تشرين إلى أن هناك العديد من الاختصاصات التي شاركت في الورشة من طلبة طب وهندسة زراعية ومعلوماتية إضافة إلى طلاب الاختصاصات البيئية لتعميم الفائدة قدر الإمكان وإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة لأن البيئة هي شأن مجتمعي عام يجب على الجميع المساهمة في تنميته.

ويقول وزعنا عدداً من الاستمارات على الراغبين بالمشاركة في الورشة للتعرف على الخلفية التي يملكونها في المجال البيئي وأخذنا بعين الاعتبار الخبرة التطوعية لدى الطلاب ولاسيما أننا فكرنا في الخطوات اللاحقة التي تعتمد على التطوع لتنفيذ المبادرات المقترحة لذلك أرسل الطلاب الراغبون بالمشاركة سيرة ذاتية عبر البريد الإلكتروني المخصص وبعد الإطلاع على الاستمارات المقدمة اخترنا الأجدر بالمشاركة ليبلغ العدد النهائي للمشاركين 70 طالباً وطالبة بالإضافة لوجود عدد من المنتدبين للمشاركة من وزارة البيئة.

وتجسد دور المعهد العالي للبحوث حسب جنيدي بتنسيق المراسلات مع مختلف الجهات وتهيئة الجو العام لنجاح الورشة التي ستتكرر بعد عطلة العيد لضم شرائح طلابية جديدة لتحقيق نوع من التوسع الأفقي والانتشار الأوسع.

وأكد أن جميع المبادرات التي ستطرح من الطلاب ستتم دراستها لاختيار المواضيع الأنسب للتنفيذ لتمول وتوضع في خدمة الجامعة كمعالجة النفايات الصلبة وتحسين المنظر الجمالي للمحيط.

أما الدكتور نيرودا بركات مدير مركز المهارات والتوجيه المهني في جامعة تشرين فأشار إلى أهمية تعاون جميع الجهات المعنية والأهلية والهيئات التطوعية للعمل معا لبناء المستقبل البيئي المنشود للأجيال القادمة مؤكداً أن المركز آخذ على عاتقه مسألة نشر وإعلام أكبر شريحة ممكنة من الطلاب بهذه الورشة.

وأوضح أن أهمية الورشة تكمن في تشكيل فرق عمل لإطلاق مبادرات بيئية ضمن الجامعة أو خارجها كما أن الدعم المقدم من وزارة الدولة لشؤون البيئة ومنظمة اليونيسيف سيسهل تسخير الإمكانات لتنفيذ المبادرات بسلاسة ويسر بحيث تترجم التدريبات والعلوم المكتسبة ضمن الورشة بشكل عملي على أرض الواقع.

ويتابع هي خطوة لنشر ثقافة التطوع والعمل الجماعي ضمن الوسط الجامعي ومنه إلى مدينة اللاذقية الأمر الذي يعد أحد الأهداف الأساسية التي يعمل على تحقيقها مركز المهارات منذ تأسيسه وقد نظمنا في مرحلة سابقة ورشة متخصصة بالتقييم الاقتصادي للبيئة كما أن فريقنا التطوعي يتوسع يوما بعد يوم
وما زال الباب مفتوحا لكل من يرغب بالتطوع ضمنه ليكون واحداً ضمن عدد كبير من المساهمين في نشر هذا الفكر وتقديم الأفضل لنفسه ولمجتمعه.

من جهته تحدث طارق حليبية طالب هندسة حاسبات عن حماسه للانضمام للورشة لأن لديه رؤية في توعية الناس للأمور البيئية خاصة، مشيراً إلى أنه استفاد منها في تطوير مهاراته ولاسيما كيفية تغيير سلوك الناس تجاه البيئة من خلال العمل على ثلاثة مستويات تصب في المعرفة والقيم والاتجاهات لنحصل على سلوك بيئي صحيح.

وأكد أن اختصاصه بمجال الحاسبات يحتاج أيضاً وعياً بيئياً ولاسيما في معرفة تصريف المخلفات الالكترونية الأمر الذي أكدت عليه زميلته آمنة عبد الحميد التي استفادت من الورشة حسب قولها في تعلم كيفية التنسيق لإطلاق مبادرة بيئية وخاصة أنها حاولت إطلاق مبادرة بيئية على كورنيش جبلة لكنها واجهت بعض
الصعوبات في التنفيذ مشيرة إلى أنها استطاعت تجاوز هذه الصعوبات الآن من خلال تعلم مراحل التخطيط لإنجاز المبادرة وتوزيع مهامها بالشكل الصحيح.

بدورها أوضحت فاطمة سلمان طالبة هندسة بيئية أن ميزة الورشة تأتي من كون جميع المشاركين بها أتوا بشكل طوعي وباندفاع ذاتي لزيادة خبراتهم في المجال البيئي وتعلم كيفية تنظيم مبادرات مفيدة للمجتمع والبيئة في الوقت نفسه لافتة إلى أنها كاختصاصية استفادت بشكل كبير في تعلم التطبيق العملي لكل ما تكتسبه من معلومات نظرية وأن هذه الطريقة لنشر الوعي البيئي هي الأنجع حالياً لأن الدائرة الصغيرة من المستفيدين ستكبر مع الزمن لتشكل شريحة واسعة تكون لها بصمتها في تحقيق تنمية بيئية مستدامة.

ياسمين كروم