اللاذقية-سانا
ليست المرة الأولى التي تنظم بها سورية المسابقة البرمجية للكليات الجامعية على المستوى الوطني فللسنة الرابعة على التوالي تم إنجاز الحدث العام الحالي بأسلوب جديد أتاح إقامته في مكانين منفلصين في محافظتي دمشق واللاذقية حيث نظمت كل من جامعتي دمشق وتشرين النهائي الرابع للمسابقة البرمجية للكليات الجامعية بالتعاون مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وشركة سيريتيل وبإشراف فريق عربي مصري فكانت إضافة متميزة بتاريخ تنظيم هذه المسابقة في سورية نظراً لتسجيل أوسع مشاركة للفرق الجامعية التي وصل عددها لأكثر من خمسة وأربعين فريقا يمثلون 11 جامعة حكومية وخاصة.
“إنها قصة نجاح” بهذه العبارة استهل الدكتور جعفر الخير نائب رئيس الجمعية السورية للمعلوماتية حديثه لنشرة سانا الشبابية، مؤكداً أن المسابقة تتطور في كل عام ففي عام 2011 شاركت أربع جامعات سورية ليرتفع العدد تباعاً ليصل إلى هذا الرقم من المشاركين الذي يترجم الجهود الجبارة التي تبذل لإنجاح المسابقة ونشرها على أوسع نطاق.
ويضيف لم يكن وصولنا للنهائيات العالمية لمرتين على التوالي منذ انطلاق المسابقة في سورية مجرد صدفة بل نتيجة عمل مضن وتدريب عالي المستوى للطلاب الذين يتم اختيارهم بناء على نتائج النهائي الوطني الذي يتم وصول الفرق إليه بناء على اختبارات على مستوى كل كلية وجامعة لاختيار الأفضل للمشاركة فالعام الحالي دخلت جامعة البعث للمرة الأولى إلى مجال تنظيم مسابقات رسمية على مستوى كلياتها وهذا ما يحصل بشكل دوري في جامعتي دمشق وتشرين وحاول أكثر من 400 طالب من مختلف الجامعات الوصول للنهائي ممثلين 100 فريق استطاع 45 فريقا منهم الوصول للنهائي الوطني لتنجح ثمانية فرق بتمثيل سورية في النهائي الإقليمي.
وأرجع الخير انتشار المسابقة الواسع في الوسط الطلابي وارتفاع نسبة مشاركتهم فيها إلى عدة أسباب أولها التمرين العقلي والتنمية الفكرية المتعلقة باختصاص الطلاب الذين أصبحوا يمارسون تدريباتهم بمتعة ولاسيما المتخصصين منهم كما أن وجود طلاب متميزين سجلوا نماذج مضيئة ما شكل حافزا لباقي الطلاب
بالإضافة لحماس وتجاوب الإدارات الجامعية التي تسخر كل إمكاناتها لإنجاح الحدث في كل عام ما أثر ايجابا على مستوى الطلاب المشاركين.
ففي هذه النسخة من المسابقة استطاعت خمسة فرق حل سبع مسائل من أصل عشر في وقت قياسي وأداء متميز حيث ساد الحماس طوال فترة المسابقة التي لم تتوقف خلالها المنافسة بين الطلاب حتى إعلان انتهاء الوقت.
وشارك فريق عربي من جمهورية مصر العربية ضمن فريق التحكيم حيث قام الجانب السوري بوضع ست مسائل للمسابقة ليقوم الجانب المصري بوضع باقي الأسئلة.
وأكد محمد أسعد عضو لجنة تحكيم في المسابقة أن المشاركة المصرية بفرقها التقنية والعلمية كان لها دور متميز لإخراج المسابقة بشكلها المتميز مشيراً إلى جهود الفريق الوطني المحلي الذي باتت لديه خبرة كبيرة في المجالات العلمية والتنظيمية والتقنية.
وتميزت المسابقة للعام الحالي وفق محمد بجو جديد ساد جميع الجوانب سواء بعدد الفرق المشاركة أو طريقة التنظيم كما أن أسئلة المسابقة كانت متدرجة في الصعوبة وتستوعب جميع المستويات وتتيح إبراز الفرق المتميزة كما تم تسجيل وجود فرق تشارك للمرة الأولى في المسابقة من مختلف الجامعات فجامعة تشرين حاولت تقديم فرق بوجوه جديدة لتحقيق نتائج أفضل كما سجل في هذه المسابقة مشاركة نسبة كبيرة من الشباب السوري سواء في التنظيم أو التحكيم ما يعد مؤشراً جيداً لتطور المسابقة وتقدمها.
وفازت ثلاثة فرق من جامعة دمشق بالمراتب الثلاث الأولى لتحتل جامعة تشرين ممثلة بفريق ام سي سكوير المركز الرابع وتكون من الطلاب مجد غدا وسامي عماد وحسين قره فلاح الذين أكدوا أنهم تدربوا لفترة طويلة وقاموا بحل العديد من المسائل والخوارزميات على الانترنت بإشراف المهندس علاء جراد مدرب الفريق ما ساعد في تحسين سرعتهم في الإجابة كما أن توزيع الأدوار لكل عضو في الفريق ساهم في حل عدد كبير من المسائل وتكرار المحاولة لتجاوز استعصاء بعضها الآخر.
كما يحق لجامعة تشرين المشاركة بفريق آخر في المنافسة الإقليمية وقد تقرر تمثيلها بفريق لونغ لونغ المكون من الطلاب علاء الناطور ونضار جرار وابراهيم سعود الذين وجدوا أن ترتيبهم منطقي جداً قياساً للتحضيرات التي قاموا بها، مؤكدين أنهم سيعملون على ترميم النواقص التي يملكونها ولاسيما أن عدداً منهم يشارك في المسابقة للمرة الأولى ووجدوا أن المسائل تحتاج لمزيد من التنويع في المسابقات القادمة ليكون مجال تقييم الطلاب أكبر وأشمل.
بدوره قال محمد الجاسم عضو الفريق الوحيد الذي سيمثل جامعة حلب في المسابقة الإقليمية أنه وجد الأسئلة مناسبة لمستوى المتسابقين لافتاً إلى أن تحضيرات الفريق بدأت مع انطلاقة الفصل الدراسي الثاني بجهود شخصية عديدة.
واعتبر أن وجود حسين جدوع الحائز على ميدالية فضية في الأولمبياد العالمي أعطى أفضلية لفريق جامعة حلب عن غيره من الفرق.
أما حسين حسين عضو أحد الفرق الخمسة التي مثلت جامعة البعث أوضح أن جامعته نظمت المسابقة لأول مرة على مستوى كلياتها لإختيار الفرق التي ستشارك في الأولمبياد الوطني بطريقة أكاديمية وعلمية ما أتاح الفرصة لمشاركة المتميزين في النهائي الوطني لكن التحضيرات وقفت عائقا في وجه تلك الفرق لتحصل على نتائج مرضية في المسابقة مشيراً إلى أن جامعة البعث ستثبت نفسها بشكل أكبر خلال المشاركة الوطنية والإقليمية القادمة لأنها تمتلك طاقات علمية لا يستهان بها.
يذكر أن المسابقة البرمجية الإقليمية للكليات الجامعية ستقام منتصف شهر تشرين الثاني المقبل في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية وستشارك سورية بثمانية فرق اثنان لكل من جامعات دمشق وتشرين وفريقان للمعهد العالي للعلوم التطبيقية وفريق لكل من جامعتي حلب والبعث.
ياسمين كروم