الشريط الإخباري

صناع الدراما السورية: لقاؤنا يحمل تباشير خير تعد بالأفضل- فيديو

دمشق-سانا

دق صناع الدراما ناقوس الخطر الذي يتهدد الأعمال الدرامية السورية فتنادوا إلى اللقاء في ورشة عمل موسعة في شيراتون دمشق لطرح همومهم ومشاكلهم على بساط البحث والتدارس للخروج بأنجع الحلول التي تعيد لهذه الدراما تألقها ومكانتها التي حظيت بها في السابق داخل الوطن وخارجه.

وعلى مدى يومين تطرق المشاركون من كتاب وممثلين ومخرجين ومنتجين وفنيين ومصممي ديكور وأزياء إلى العقبات التي تحد من تطور الدراما والسلبيات التي وسمت المنتجات الدرامية إضافة إلى الرسائل والقيم التي يفترض بالدراما السورية أن تروج لها .. كما تقدم معظم المشاركين في جلسة مطولة باقتراحات غنية من شأنها تطوير الدراما السورية ودعمها لتصبح أوسع حضورا وأكثر قربا من المجتمع السوري ومحاكاة لهمومه.

وأجمع عدد من القيمين على هذه الدراما في لقاءات مع سانا الثقافية على أن مجرد انعقاد الورشة وما دار فيها من حوارات ونقاشات وانتقادات واقتراحات وتوصيات تباشير خير تعد بالأفضل بعد وضع اليد على الجرح وتشخيص الداء ومعرفة الأسباب والعيوب التي أدت إلى تردي بعض الأعمال الدرامية وهبوط مستواها الفني والأخلاقي أملا في الوصول إلى أعمال راقية تترجم الثقافة السورية.2

ورأى المخرج زياد الريس أن الورشة كانت ضرورية ومهمة جدا لتطوير حركة الدراما وتسريع عجلة الإنتاج والتوزيع الدرامي على مستوى جيد ورفيع من حيث الإبداع والفن والقضايا التي تم طرحها ومناقشتها في هذا العالم الافتراضي الذي نحوله إلى واقع تشاهده الملايين على الشاشة الصغيرة وهو الدراما.

وقال إن هناك قضايا مهمة كثيرة نوقشت خلال الجلسات من أهمها الأفكار والقيم والرسائل التي علينا التوجه بها للمجتمع السوري وللإنسان العربي بشكل عام كما تمت مناقشة السلبيات والعقبات التي كان من الضروري تسليط الضوء عليها لمعرفة مكمن الداء في الصناعة الدرامية للعمل على علاجه والتخلص منه وإيجاد الصيغ الحقيقية لإنجاز هذه المهمة بأسلوب متطور يتناسب مع متطلبات العصر.

وأضاف مخرج خماسية نصر انه تم تقديم مجموعة من المقترحات المهمة جدا على الصعيد الدرامي فاللقاء بين صناع الدراما كان بحد ذاته حدثا جميلا راقيا فيه من الأفكار ما يغني لإنجاز وإبداع فن درامي عظيم ولصناعة تجارة جميلة ومتينة وقوية تنافس الشاشات العربية والأسواق الفنية.

وبرأيه فإن الملتقى كان ناجحا بغض النظر عن بعض السلبيات التي ظهرت هنا وهناك ولكن بالمجمل كان جيدا وحتى لو لم يتم تنفيذ التوصيات فإن مجرد وضع اليد على الجرح كان بحد ذاته إنجازا واذا استطاع كل درامي أو منتج حضر الورشة تنفيذ ما اقترحه أو تقدم به أو على الأقل بعضا منه فإن الرسالة ستصل بالتأكيد معبرا عن أمله في أن تتحقق التوصيات التي خرجت بها الورشة وتفاوءله بأن شيئا مفيدا وإيجابيا سيتحقق في الفترة القادمة.3

بدوره المخرج الإذاعي والفنان مازن لطفي لم يخف تفاؤله قائلا إن مجرد اللقاء والحوار والنقاش هي تباشير خير فنحن لدينا غيرية كبيرة على درامانا السورية التي ارتقت إلى مستوى العالمية لذلك أتوقع أن تكون النتائج ايجابية فكل المقترحات التي قدمها الزملاء جيدة جدا ومقبولة لكن المهم أن نصل إلى استنتاجات ونضع أسسا جديدة ومدروسة من أجل النهوض بدرامانا إلى الأفضل سواء على صعيد التلفزيون أو على صعيد الإذاعة.

وتابع لطفي: نحن بحاجة إلى تمحيص وتفكير وإلى تأن وأن نلغي شيئا اسمه الارتجال من أذهاننا وأن نلغيه في طرح أعمالنا وأفكارنا إذ يجب أن نعود وننهض بدرامانا إلى الأفضل ولكن بشيء من الهدوء وبشيء من الدراسة وأتمنى الخير لزملائي الفنانين ولشركات الإنتاج العامة والخاصة ومؤسسة الإنتاج مشكورة على دعوتها لمثل هذا اللقاء.

ورأت مصممة الأزياء الدرامية رجاء مخلوف أن الورشة كانت مهمة جدا في هذه الظروف خصوصا أننا لم نجتمع كدراميين منذ وقت طويل بسبب ظروف الأزمة والسفر وغياب معظم الزملاء ولانعرف ماهو الأفق الذي نريد الوصول اليه في الوقت الحالي وما هي إمكانيات الإنتاج لذلك جاء اجتماعنا ضروريا لتوضيح معالم المرحلة القادمة ولمعرفة كيف يمكن أن ننجز مسلسلا في الوقت الذي يعاني فيه الناس من تداعيات الأزمة ومرارتها.4

ولاتملك مخلوف إلا أن تكون متفائلة بنتائج الورشة وتنفيذ توصياتها عمليا لأنها كفنانة بحاجة إلى التفاؤل وإلى طاقة إيجابية تدعمها من الداخل لكي تتمكن من العمل بشكل صحيح .. وترى أن عودة الدراما إلى التعافي والوقوف على قدميها لن يكون بقرار بل بالعمل المتكامل بين صناع الدراما بمختلف تخصصاتهم.

ومهما كانت مادة النص سواء كان تاريخيا أم حديثا فلا بد أن ترتقي الصورة في العمل إلى مستوى جيد برأي مصممة مسلسل الزير سالم فالصورة عبارة عن مجموعة عناصر كالديكور والأزياء والإضاءة والمكياج والدراما بالنهاية هي فن ممتع إلى جانب كونها رسالة ثقافية وأخلاقية فإذا لم تكن الصورة بمستوى الفن أي أن تكون لوحة فنية كان العمل ناقصا وهذا ما يتطلب أن يكون الآرت دايركتار في حالة استعداد دائم .. وهذه الفكرة التي تلقى اهتماما في الفنون الغربية يجب تكريسها في درامانا .. فالمختص بالسينوغرافيا هو المدير الفني لكل عناصر الصورة والمسؤول عن إخراجها بالشكل اللائق.

كما اعتبر المخرج زهير قنوع لقاء صناع الدراما مهما وضروريا فمجرد الاجتماع هو شيء إيجابي والنقاش مفيد وخصوصا أنهم نادرا ما يلتقون والأهم أن تتحول الاقتراحات إلى شيء عملي ما يستدعي أن تعقد هذه الورشات واللقاءات باستمرار وطالب في ورقة عمل تتألف من عدة مقترحات بإنشاء نقابة متخصصة بالمهن الدرامية تكون هي المعنية بمتابعة شؤون الدراما السورية وتحصين هذه الصناعة وحل مشاكلها.5

الدكتور سامر عمران الأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية قال أيضا إن النقاش خلال الجلسات كان مفيدا وإيجابيا وأن المقترحات جيدة ولكنها تبقى نظرية ويبقى التطبيق هو الأهم ولاشك أننا نحتاج إلى انعقاد مثل هذه الورشات بشكل مستمر .. واقترح أن تتعمق العلاقة بين وزارتي الثقافة والإعلام ويكون بينهما تنسيق وتعاون لمصلحة الدراما من خلال لجان مشتركة من أجل رفد الدراما بأكاديميين من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية التابع لوزارة الثقافة ليس بالممثلين فقط بل بالتقنيين كالمختصين بالاضاءة والصوت وتصميم الديكور والأزياء وبالتالي لابد من النظر باهتمام أكبر إلى العلاقة بين الوزارتين.6

ويأمل الفنان مصطفى الخاني في تطبيق التوصيات والنتائج التي خرجت بها الورشة لأهميتها متمنيا أن تقام بشكل دوري كل عام وأن تفتتح بقراءة لما تم تنفيذه خلال عام كامل وبمكافاة وشكر كل من اجتهد وعمل ومحاسبة من قصر في العمل أي أن تكون بمثابة وقفة للنتائج تشمل أداء نقابة الفنانين ومؤسة الإنتاج وآلية العمل وعقود الفنانين والعديد من الأمور المهمة كالتطور التقني للدراما فيما يتعلق بالكاميرات الحديثة وأجهزة البث الفضائية بالإضافة إلى بنود أخرى عديدة نتمنى أن ترى آليات تطبيق جيدة لكي تبقى الدراما السورية متألقة وألا تراوح مكانها أو تتراجع.

سلوى صالح

https://www.youtube.com/watch?v=znnUiij5zGg&feature=youtu.be