الشريط الإخباري

سانا تواكب عمل لجان تطوير المناهج التربوية.. الدمج بين المادة المعرفية ومهارات التفكير

دمشق-سانا

مع دخولها مرحلة جديدة لتغيير نحو 14 مادة تواصل لجان تطوير المناهج التربوية سعيها نحو هدف واحد وهو الانتقال بالطالب من موقع التلقي والحفظ إلى التفكير والتفاعل وترسيخ أفكار جديدة كالتعلم النشيط والذاتي والمهاراتي وفيما يرى القائمون على العمل أن النتائج مشجعة حتى الآن لا يستبعدون وجود أخطاء قد ترافق أي عمل جديد ويمكن تداركها.

سانا رصدت جديد المناهج مع موجهين تربويين ومنسقي مواد التاريخ واللغة العربية والفيزياء والتربية الوطنية في المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية حيث أوضحت منسقة مادة التاريخ الدكتورة ناديا الغزولي أن اللجنة قسمت المادة إلى جوانب رئيسية اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية على خلاف ما كان سائدا من قبل حيث كانت تدرس من منظور سياسي فقط ما حمل الطالب عبء حفظ مجموعة أرقام وأسماء وأعوام وأحداث بعضها غير مفيد.

ولفتت الغزولي إلى أن كتاب صف السابع بنسخته الحديثة على سبيل المثال قسم لأربع وحدات توضح الأولى مراحل تكوين المجتمع والثانية تطوره الاقتصادي وموارده المالية وتشرح الثالثة التطور السياسي فيما الرابعة تهتم بجوانب التعليم والثقافة.

وبينت الدكتورة الغزولي أن مناهج التاريخ الحديثة دمجت بين المادة المعرفية ومهارات التفكير التي يريدها المدرس من الطالب وهي مهارات أساسية كالإدراك الزمني والمكاني وغيرها فضلا عن تحقيق توافق بين معايير مادة التاريخ والإطار العام للمناهج وأسسه الأربعة وهي تطوير الذات والمواطنة والتواصل مع الآخر والتنمية المستدامة.

وعن مادة التاريخ أيضا رأى موجه المادة في محافظة السويداء ثابت غانم أن المناهج الجديدة تركز على فكرة منح الطالب مهارات تساعده في حياته فالمعلومة يمكن أن يحصل عليها من كل مكان مشيرا في سياق آخر إلى بعض التحديات التي تواجه العمل ومنها صعوبات السفر والإقامة متمنيا زيادة الحوافز المادية والتعويضات الخاصة وتفريغ فريق تطوير المناهج ولا سيما أنه عمل فكري ابداعي بالدرجة الأولى.

أما عن جديد مادة اللغة العربية فلفت منسق المادة في المركز معتز العلواني إلى تركيز المناهج الحديثة على اكساب الطالب مهارتي الاستماع والتحدث اللتين “قلما تعرضت لهما المناهج السابقة” فالهدف الأساسي اليوم إيصال الطالب إلى الطلاقة اللغوية ليستطيع من خلالها التعبير عن رأيه وقراراته والابتعاد عن مجرد حشو ذهنه بالمعارف المختلفة.

وأضاف العلواني ان المناهج حرصت أيضا على إضافة المشروعات البحثية التي تدرب الطلاب على التعلم الذاتي والتعلم مع فريق بهدف تنشيط دوره مبينا أن اللجنة انتهت من صفوف الأول والرابع والسابع والمرحلة الثانوية واليوم بدأت بصفوف الثاني والخامس والثامن.

واستكمالا لتطوير المناهج شمل التغيير نظم الاختبارات فبعد انتهاء عملية التأليف والتحكيم والطباعة حللت لجان تأليف اللغة العربية محتوى المناهج المطورة لبناء جدول مواصفات يبين الأوزان النسبية للمعارف والمهارات والقيم الموجودة فيها ووضع الاختبارات بناء عليها.

وبين العلواني أنه تم إجراء اختبار موحد لمادة اللغة العربية لطلاب الصف الثالث الثانوي في الفصل الأول لإعطائهم فكرة عن هذه الاختبارات والمعايير التي تقيس على أساسها قدرات الفهم والتطبيق ومستويات التفكير العليا واصفا النتائج “بالإيجابية” حيث وصلت للهدف وهو ألا تكون مادة اللغة العربية حفظية تعتمد على الحلول الجاهزة وإنما مادة مهاراتية وقد أثبت الطلاب قدرتهم في مجاراة هذا التغيير.

وعن مصادر التعلم المتوفرة للطلاب لفت ميسر اللغة العربية الى أنها متنوعة كوثائق الكترونية على أن تكون موثوقة وأقراص مدمجة في مكتبات المدارس ووزارة التربية تتضمن معلومات ومعارف إضافة لملفات صوتية ترفق مع كتب اللغة العربية.

من جانبها ذكرت عضو لجنة تأليف اللغة العربية الموجهة التربوية هيام خير بيك أن العمل هذا العام هو استكمال للعام الماضي الذي وضعت فيه المعايير والأسس للبناء عليها والخروج بمنتج مترابط ومتنام لغويا ومعرفيا معتبرة أن المناهج الجديدة ممتعة وتقوم على فكرة التعلم عن طريق اللعب في المرحلة الابتدائية وأهم ما يميزها أنها حاولت الاستغناء عن الوظيفة المنزلية التي كانت مصدر ازعاج كبير للأهالي والاستعاضة عنها بنشاط يبقي على التواصل معهم.

ومن مادة اللغة العربية إلى الفيزياء حيث ركزت لجنة تأليف منهاج المادة جهدها على تغيير طريقة التعلم فلا تكون مهمة الطالب تلقي المعلومة وحفظها فقط بل التفكير والاستفسار وتهيئة المناخ ليكون مبدعا وعالما ومخترعا من خلال فسح مجال أكبر لتنفيذ التجارب بنفسه حسب عضو اللجنة علا سلمان التي أشارت إلى أن تطوير منهاج مادة الفيزياء ضروري كونها تدخل بكل تفاصيل حياتنا وتؤثر عليها مبينة الاطلاع على مناهج دول كثيرة لبناء منتج محلي يواكب التطور ومستجدات القرن الـ 21.

وعن تفاصيل العمل أوضح الموجه الأول لمادتي الفيزياء والكيمياء في وزارة التربية بشار مهنا أن كل مدرس عضو في لجنة تطوير المناهج يقوم بتحضير درس من الدروس المقررة وفق معايير وزارة التربية والمراجع العالمية وأمهات الكتب ومن خلال المناقشة والحوار تعتمد الأفكار التي ستطرح في الكتاب بشكلها النهائي ومن ثم يخضع لعمليات فنية من تصميم وتنسيق ليصل الى شكله الاخير الذي سيقدم للطلاب.

وبخصوص الأخطاء التي تحدث عنها البعض في المناهج رأى أنه لا يوجد منهاج قيد الطباعة او مطبوع لأول مرة إلا ويحتوي بعض الأخطاء المطبعية وغيرها وهذه يمكن تداركها في النسخ اللاحقة مؤكدا “عدم وجود أخطاء بمادة الفيزياء كونها مستقاة من مراجع عالمية وقوانين معروفة”.

وبالنسبة لمادة التربية الوطنية أوضح منسقها في المركز الدكتور سلمان مظلوم أن لجان تأليف الكتاب اعتمدت معايير وضعتها وزارة التربية وتقوم على أسس تقدير الذات والمواطنة والتنمية المستدامة ومهارات التواصل وعلى هذا الأساس نفذ كتاب التربية الوطنية للصف السابع ونسعى لتأسيس كتب بقية الصفوف وصولا للثالث الثانوي.

وفيما لا يخفي الدكتور مظلوم صعوبة توحيد الرؤى والتصورات أحيانا بين أعضاء لجنة التأليف يؤكد السعي إلى توسيع رؤية العمل لتنسجم مع جميع آراء المؤلفين لان الهدف أولا تعزيز فكرة الهوية الوطنية الجامعة.

وحول كتاب المصادر الذي يرافق مختلف المواد أوضحت المدرسة هناء الحموي أن هدفه مساعدة الطالب في أي مشروع بحثي وتقديم معلومات ومعارف جديدة من مرجع موثوق وفي متناول يده يضاف إلى مصادر أخرى كشبكة الانترنت والكتب وغيرها معتبرة أن كتاب المصادر يحقق غاية المناهج وهو إبعاد الطالب عن التلقين والحفظ .

يذكر أن المرحلة الأولى لتطوير المناهج التربوية انتهت مع إصدار 73 كتابا لصفوف الأول والرابع والسابع والعاشر فيما بدأت المرحلة الثانية وتشمل نحو 14 مادة لصفوف الثاني والخامس والثامن والثاني الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي.

سكينة محمد ودينا سلامة