الشريط الإخباري

توثيق معاناة المناضلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال برواية لزهرة الكوسى

دمشق-سانا

تأتي رواية “قبة السماء” للأديبة زهرة عبد الجليل الكوسى بمثابة التوثيق لمعاناة المناضل الفلسطيني ابراهيم سلامة في معتقل عسقلان الصهيوني بعد مشاركته في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي عبر عمليات فدائية.

وجاءت الرواية الصادرة عن مؤسسة سوريانا للإنتاج الإعلامي في دمشق على شكل سيرة تفضح المستبطن والمتواري والخفي داخل معتقلات اعدت للموت البطيء لتختزل أعواما قضاها سلامة في سجون الاحتلال منذ مطلع شبابه حتى الإفراج عنه وهو رجل كهل.

ولا تفت الرواية الإشارة إلى نضال سلامة ضد الاحتلال الإسرائيلي حيث كان من أول الفدائيين الفلسطينيين الذين عبروا نهر الأردن باتجاه الأرض المحتلة في عملية فدائية نادرة في جرأتها وخطتها ومفاعيلها ثم تنتقل الرواية إلى وصف المعركة التي أدارها سلامة ضد السجانين الصهاينة حيث رطوبة دمه وعظامه التي تكسرت تحت سوط الجلاد وكان رده دائما أن يدافع عن أرضه ضد غزاة جاؤوا من بلاد بعيدة لسلبه بيته وذكرياته.

وتسهب الكوسى في روايتها بالحديث عن المواجهات التي خاضها الجيل الأول من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ليؤسسوا ما سمي بـ “إدارة السجون” فنظموا إضرابات حصلوا من خلالها على أبسط حقوقهم في الحياة مقاومين محاولات السجانين زرع الفتن بين المعتقلين من خلال محاولات تكريس الفرز المناطقي والتنظيمي والتعذيب الجسدي والنفسي.

وتختم الكوسى روايتها في التقاط كلمات سلامة الأخيرة في المشفى قبيل وفاته وكأنها تحاول انتزاع عصارة ألمه الوطني كما جرى عندما صحت على صوته ذات ليلة وهو يوقظها لشرب القهوة بعد أن أعياها السهر في انتظاره إثر خروجه في الليل ليتجول في شوارع دمشق التي خرج ليرى جمالها لأنها تشبه فلسطين من حيث الدفء.

محمد خالد الخضر