الشريط الإخباري

من القاعدة في أفغانستان إلى داعشتان.. والعرّاب واحد

السؤال الذي أتحفت به صحيفة «الواشنطن بوست» قرّاءها في ختام تقرير نشرته عن ماهية تصاعد مستوى الإرهاب: من يقف وراء كل هذا الإرهاب؟!
وإن لم يكن هذا السؤال سؤال العارف، فهو سؤال من صنع هذه المعرفة، مثلما صنع تنظيم «القاعدة» وأجياله، كما اعترفت السيدة كلينتون في يوم سابق أمام جلسة من جلسات الكونغرس.. وفي الوقت نفسه، لا يخفي السؤال ما استبطن داخله من المعرفة، بما اتجهت إليه كل من السعودية وقطر وتركيا أيضاً، بدعم الامتداد الشاقولي لـ«داعش» الإرهابية، واستطالاتها من الشمال إلى الجنوب، وحتى الجيوب التي تخدم برمتها الأهداف الاقتصادية والسياسية للمخططات الأمريكية ـ الإسرائيلية «الصهيونية» البحتة في المنطقة.
والقصة فيها ما فيها من الأسئلة، والأهداف، والرهانات، عن تلك المنصة الجديدة المتقدمة الخادمة أولاً وأخيراً فكرة التقسيم بتجربة الخريطة الجديدة الحافظة في منتهاها للهدف الأهم: «أمن إسرائيل».. فمن ينظر إلى تناغم طباخي المؤامرة «فرنسا، أمريكا، وإنكلترا»، وتناقض تصريحاتهم حيناً، وتكاملها في المبدأ حيناً آخر، يدرك آلية اللعب على الوقت الذي يجسد الهدف الأخير بتثبيت «داعش» على الأرض، بما اخترعوا لها من إعادة تسمية جديدة «الدولة الإسلامية في العراق والمشرق isil»، كي تصبح أمراً واقعاً، يختفي وراء ظل الإرهاب العالمي المصنع، في السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الممتدة على منافذ النفط ومنابعه.
أما ما أهداف استثمار هذا التثبت الداعشي فيكمن في استثماره لقطع التواصل الاقتصادي، وتقطيع الخط المقاوم وإضعافه حماية لـ«إسرائيل»، وفي النتيجة تنفيذ مبدأ «المحاصرة» للدول المتصدية لمشروع التقسيم بنسخة اقتراح جون بايدن الجديدة، إضافة إلى تهديدها الجوار بما تحمله من فوضى «خلاقة»، الأمر الذي طالما أرادته أمريكا ولم تحصل عليه، إلا بعد «الربيع» وتجربته الداعشية الإرهابية القاتلة بالأموال العربية، والمقدرات العربية.
إذاً، أمريكا نفسها، هي من يجيب على السؤال، عن الوجه الحقيقي لمن يقف وراء هذا الإرهاب ويغذيه، ويقوي سكينه المغروزة في قلب المنطقة على مؤشر بوصلتها المتنقل من سيناريو لآخر.. والهدف الأهم السيطرة على المنطقة بمجملها، بمقدراتها وثرواتها وموقعها الاستراتيجي، بلغة الطمع الجيوسياسي الذي تقف وراءه بماركة حصرية.
إذا كانت «داعش»، الربيبة الأمريكية- الصهيونية قد استغلت النفط المسروق لتمويل إرهابها، والأمر بالمثل، حينما استغلت «القاعدة» الأم تجارة المخدرات في أفغانستان لتمويل إرهابها، والعرّاب والطبّاخ واحد بالتصريف والدعم وهو «أمريكا» التي مازالت تتساءل عمّن يقف وراء كل هذا الإرهاب؟
المعطيات والمقدمات والمؤشرات، والحقائق على الأرض واضحة، والرهانات مازالت منذ لعبة غزو العراق، وحتى اليوم، قائمة على مدى القدرة على الصمود والتصدي، وفي جزئية تقابل المخطط، ما تمثل بالانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري، وشعب سورية، وقيادتها، والرهان على أبعاد سدود الإرهاب «الداعشية» التي تحاول النيل من هدير بركان مقاومته.
بقلم: رغداء مارديني