ملتقى معرفي للأكاديميين السوريين في طرطوس

طرطوس-سانا

تمحورت الجلستان الأولى والثانية في اليوم الأول من الملتقى المعرفي الثاني للأكاديميين السوريين الذي تنظمه مديرية الثقافة في طرطوس تحت عنوان “الاكاديميون ومستقبل العلم في سورية” حول “وحدة الاداب والعلوم” و”تواصل العلوم وتفاصلها”.

شارك في الجلسة الاولى من الملتقى الذي اعلن افتتاحه مساء امس كل من الاساتذة أحلام حلوم ووائل سعيد وهاني الودح وريم سليمون وترأس الجلسة الدكتور صلاح الدين يونس.

الدكتورة حلوم أستاذة النقد الادبي الحديث في جامعة تشرين تناولت في ورقتها موضوع الدرس الجامعي والتلقي بين المرسل الذي هو الاستاذ والرسالة التي هي المقرر والمرسل اليه الذي هو الطالب موضحة ان المفاهيم الحديثة في المقررات الجامعية في العلوم الانسانية والنقد النظري تحديدا يجب ان تدخل مضمار النقد التطبيقي.

وبينت أن المستوى الذي يصل إليه الدرس الجامعي هو المستوى الاول للتلقي ويطلق عليه المستوى التداولي حيث تكون مهمة الذاكرة عند الطالب في تجاوز الامتحان بنجاح لكن الباحثة تسعى الى الارتقاء بالمستوى التداولي الى ما بعد حدود المحاكاة والقياس في النقد التطبيقي اي الى درجة الحوار ما يسهم في مد جسور المعرفة بين خريج الجامعة والمجتمع بشكل نوعي ومميز.

بدوره تحدث الدكتور سعيد عن التربية وابعادها السيكولوجية قائلا انه ليس هناك نظرية تربوية من دون وجود نظرية في النفس الانسانية الامر الذي أدى الى ولادة علم النفس التربوي الذي يهتم بنظريات التعلم والتعليم والاستثارة الواقعية وعمليات القياس والتقويم لضبط الفروق الفردية بين المراحل العمرية من جهة وبين الافراد من جهة ثانية.

وقال الدكتور سعيد.. انه يطمح الى وجود نظرية تربوية سورية تدعو الى العلم الحديث وتستخدم كل ما قدمته النظريات النفسية الحديثة ومنجزاتها الايجابية من استثارة الدافعية عند الطالب السوري وخاصة في هذه المرحلة من أجل اعادة اعمار سورية والنهوض من جديد مبينا أن هذه النظرية يجب ان تقوم على النظريتين السلوكية والبراغماتية مع الانتباه الى تلافي سلبياتهما.

وتركزت مداخلة الدكتور الودح الاستاذ في كلية العمارة في جامعة تشرين على العادات والتقاليد واثرها في تصميم المسكن مستشهدا بالبيت الدمشقي وكيف انعكست العادات والتقاليد والمفاهيم الدينية في تصميمه وفي تخطيط المدينة وكيف ان هذه العادات بدأت تتغير مع الزمن مع وجود المسكن الجديد والتخطيط العمراني الجديد للمدن الذي ايضا تحكمه عادات وتقاليد جديدة موضحا أن حضارة أي شعب تعرف من عمارته وفنونه.

من جانبها تناولت الدكتورة ريم سليمون عميدة كلية التربية في طرطوس في مداخلتها التي جاءت تحت عنوان /معلم القرن الواحد والعشرين/ موضوع بناء الانسان الذي يكون عن طريق اختيار المعلم الكفؤء لافتة الى ان اعادة اعمار سورية تحتاج الى اعادة بناء الانسان وللمعلم دور كبير في ذلك مضيفة اذا كان المعلم بخير فالوطن بخير.

وقالت إن المعلم يواجه تحديات كثيرة وكبيرة من أهمها التربية المستدامة حيث يجب ان يكسب الطالب علما على مدى الحياة وأن يكون التعلم من اجل المعرفة وليس التعلم من اجل التعلم وأن يكون المعلم قادرا على استيعاب المعلومات الجديدة وعلى ادارة التكنولوجيا وربط التعليم بالواقع والمجتمع أما المهارات التي يجب أن يمتلكها المعلم فهي مهارة التقويم أي تقويم ما قدمه للطالب وتنمية مهارات التفكير لدى الطلاب.

في الجلسة المسائية التي عقدت تحت عنوان “تواصل العلوم وتفاصلها” داخل فيها الاساتذة أنور حميدوش وباسم جبور وصلاح الدين يونس وصلاح الدين حسين ونبيل أحمد علي وترأسها الدكتور وائل سعيد.

الدكتور حميدوش تناول موضوع وظائف الجامعة في عالم متغير موضحا ان وظائف الجامعة هي التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع لكنه اضاف ان هذا لا يكفي ولا بد من تحقيق التعلم الذاتي المستدام بهدف تكوين وعي ثقافي وسياسي ومعتقدي وقيمي وقال ان الجامعة معقل للفكر ومؤءسسة رائدة وهي من يقود التغيير في أي مجتمع.

اللغة وفلسفة العلوم كانت عنوان مداخلة الدكتور يونس حيث تطرق الى تعريف اللغة والفلسفة والتجريب عند كبار الفلاسفة والمفكرين والى العلاقة بين اللغة والفكر معتبرا أن اللغة التي تحدد قدرتنا على التكلم هي التي تحدد قدرتنا على التفكير.

الدكتور جبور تحدث عن الصلات المشتركة بين اللغتين الاكادية والعربية معتبرا أن العلماء العرب أغفلوا ظاهرة مهمة وهي ظاهرة الفعل المزيد بالشين الموجودة بالعربية والاكادية على السواء واستشهد بأمثلة كثيرة على ذلك.

الدكتور حسين رأى في مداخلته “اللغة والعلوم التطبيقية” أن التواصل بين العلوم لا يعني الاندماج والتماهي لأن كل علم يبقى محتفظا بخصائصه التي تميزه عن غيره والتواصل يعني التكامل مشيرا الى ان التواصل بين العلوم افرز علوما جديدة مثل اللسانيات الحاسوبية واللسانيات الجنائية والرياضية والجغرافية والاجتماعية وغيرها.

الدكتور علي تحدث عن استخدام المعادلات الاحصائية في تحسين جودة التعليم حيث بين ان هناك مقياسين الاول هو اسلوب الاداء ويقيس مستوى اداء المتعاملين والاساتذة والطلاب وغير ذلك ومقياس متوسط الدرجات معتبرا أنه لا افق جوهريا بين المقياسين.