الشريط الإخباري

بعد سنوات من دعمه للإرهاب.. أردوغان يلمح إلى احتمال انضمام أنقرة إلى التحالف الدولي ضد “داعش”

أنقرة-سانا

بعد سنوات من تآمره ودعمه للتنظيمات الإرهابية التي ارتكبت ابشع الجرائم في سورية اعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن موقف بلاده حيال تنظيم “داعش” الإرهابي “تغير” بعد الإفراج عن الرهائن الأتراك الذين كانوا محتجزين في مدينة الموصل العراقية ملمحا إلى احتمال أن تنضم أنقرة إلى التحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أردوغان لدى عودته من نيويورك حيث شارك في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة “لقد تغير موقفنا الآن والمسار التالي سيكون مختلفا كليا” حسب زعمه.

وأضاف أردوغان إن “مشروع تفويض سيطرح على البرلمان على أن يناقش في الثاني من تشرين الأول وفور إقراره ستتخذ الإجراءات الضرورية .. وهذا التفويض يجيز تدخل القوات المسلحة”.

وكانت حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا ترددت كثيرا في إعلان دعمها للتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي بذريعة احتجاز التنظيم الإرهابي لأتراك في الموصل ومؤخرا أكدت تقارير إعلامية واستخبارية أن حكومة أردوغان فاوضت إرهابيي “داعش” لإطلاق سراح موظفيها بعد أن تعهدت لهم بعدم المشاركة في الحرب ضدهم أو تقديم تسهيلات لوجستية في هذا الإطار.

وقبل ثلاثة أيام أعلن أردوغان أن أنقرة “يمكن أن تقدم دعما عسكريا ولوجستيا للحملة العسكرية ضد تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي” وذلك وسط الشكوك المتواصلة تجاه الموقف التركي من هذا التنظيم الإرهابي.

وكان رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية أحمد داوود أوغلو قد قال قبل ساعات في خطاب ألقاه أمام المسؤولين في الحزب “إذا كان هناك عملية أو حل عسكري يمكنه أن يعيد السلام والاستقرار إلى المنطقة فإننا ندعمه” في محاولة للتغطية على الدور الهدام الذي مارسته حكومته على مدى سنوات الأزمة في سورية.

وأضاف داوود أوغلو “سنتخذ كل التدابير اللازمة لحماية الأمن القومي” دون أن يعطي مزيدا من الإيضاحات حول هذه “التدابير”.

وتندرج الحكومة التركية التي تزعمها أردوغان ثم داوود أوغلو ضمن أوائل الدول التي قدمت كل سبل الدعم للتنظيمات الإرهابية المسلحة التي ترتكب جرائم ممنهجة في سورية والعراق.

نائب تركي: الشرطة التركية أطلقت سراح 61 إرهابيا من تنظيم داعش قبل الإفراج عن الرهائن الأتراك بيوم واحد

من جهته أكد مولود دودو النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي أن الشرطة التركية أطلقت سراح 61 عنصرا من تنظيم داعش الإرهابي كانوا موقوفين لديها قبل إطلاق سراح الرهائن الأتراك الذين اختطفهم التنظيم في حزيران الماضي في الموصل بيوم واحد.

وحسب صحيفة جمهورييت التركية قدم النائب التركي دودو مذكرة مساءلة برلمانية لوزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو لفت فيها إلى أن الشرطة التركية القت القبض على 61 إرهابيا أجنبيا ينتسبون إلى تنظيم داعش الإرهابي داخل حافلة لنقل الركاب في اسكندرون قبل الإفراج عن الرهائن الأتراك بيوم ثم أطلقت قيادة شرطة اسكندورن سراح هؤلاء الإرهابيين بعد أخذ إفاداتهم والتحقيق معهم ثم تواروا عن الأنظار بعد ذلك معتبرا أن وقوع هذا الحادث لافت للأنظار ويكسب الحادث أبعادا جديدة.

ودعا النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي وزير الخارجية إلى تقديم المعلومات حول ما سبق وسبب الإفراج عن إرهابيي داعش لافتا إلى الجدل المثار أساسا حول صفقة تبادل الرهائن بين تركيا والتنظيم الإرهابي متسائلا ما إذا كانت الحكومة التركية قدمت المساعدة للإرهابيين الذين أطلق سراحهم للمشاركة في صفوف تنظيم داعش أو تسليمهم إلى جهات معينة.

وفي هذا السياق قال قريب أحد الرهائن الأتراك المفرج عنهم من قبل تنظيم داعش الإرهابي في الموصل في تصريح لصحيفة ايدينليك التركية “إن حكومة حزب العدالة والتنمية سلمت 150 إرهابيا ينتسبون إلى تنظيم داعش مقابل إطلاق سراح الرهائن الأتراك في الموصل”.

وأضاف المصدر ذاته “سألت قريبي عن كيفية إطلاق سراحهم وعما إذا تم تحريرهم مقابل فدية فكان رده.. إن المسؤولين الأتراك أجروا اتصالات مكثفة مع إرهابيي داعش استمرت لمدة طويلة كما جرت مساومات بين المسؤولين الأتراك والتنظيم الإرهابي الذي طلب ايضا من الحكومة تقديم ضريح سليمان شاه في حلب مقابل الإفراج عن الرهائن بينما رفض المسؤولون الأتراك هذا الطلب”.

وكانت صحيفة جمهورييت التركية أكدت أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داود أوغلو حول إطلاق سراح الرهائن الأتراك متناقضة وتثير الشكوك لدى الرأي العام حيث استخدم أردوغان في بيان خطي كلمة “عملية ناجحة” تم التخطيط لها مسبقا في إطلاق سراح الرهائن غير أن داود أوغلو لم يستخدم كلمة “عملية” في تصريح أدلى به حول هذه المسالة لكنه أكد أن السلطات التركية كانت على اتصال مع الرهائن دون أن يعطي توضيحات حول ظروف إطلاق سراحهم.

بدوره أكد شامل طيار النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تعليق نشره على حسابه في تويتر أن أزمة الرهائن الأتراك كانت تشكل إحدى الذرائع لعدم مشاركة تركيا في العملية العسكرية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “إطلاق سراح الرهائن في هذه المرحلة الحرجة جاء في إطار حملة نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سى آي ايه”.

يذكر أن أحزاب المعارضة التركية أكدت في تصريحات سابقة أن حكومة حزب العدالة والتنمية أثبتت من خلال مفاوضاتها مع تنظيم “داعش” الإرهابي من أجل إطلاق سراح الرهائن الأتراك الـ 49 في الموصل بأنها تعترف بهذا التنظيم الإرهابي وتدعمه واصفة “النصر” الذي أعلنته الحكومة التركية عقب تحرير الرهائن بأنه “خاطئ ولا معنى له”.

حراس أردوغان يعتدون على أتراك مقيمين في الولايات المتحدة تظاهروا للتنديد بحكومة حزب العدالة والتنمية

من جهة أخرى نظمت مجموعة من المواطنين الأتراك المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية مظاهرة احتجاجية أمام الفندق الذي أقام فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وذلك للتنديد بالسياسات الهدامة التي تمارسها حكومة حزب العدالة والتنمية.

وذكر موقع اودا تي في التركي أن المتظاهرين كانوا يرتدون سترات تحمل عبارة “هناك حرامي” والمقصود بها أردوغان مضيفا إنهم طلبوا المساعدة من الشرطة الأمريكية بعد اعتداء حراس أردوغان عليهم متناسين أنهم خارج تركيا فاضطر الحراس للانسحاب بعد تحذير الشرطة الأمريكية.

وحسب الموقع صرخ المتظاهرون خلال انسحاب حراس أردوغان قائلين “رجال زعيم الحرامية يظنون أنفسهم في تركيا” مشيرا إلى وقوع شجار كلامي بين المتظاهرين وحراس أردوغان بينهم علي أردوغان ابن أخ الرئيس التركي إضافة إلى شجار بين الحراس والشرطة الأمريكية.

وأشار الموقع إلى أن الشرطة الأمريكية حاولت توقيف رئيس الحراس على خلفية ضربه مواطنا أمريكيا كان يصور الشجار الذي وقع بين الحراس والمتظاهرين وتسبب بسقوط الكاميرا على الأرض.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا تناقلت أمس صورة ساخرة تظهر خلو القاعة الرئيسية للجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء إلقاء أردوغان كلمته في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية.

وقد سبب مشهد أردوغان وخطابه للكراسي الفارغة حرجا كبيرا لعدد من الصحف المقربة من حكومة حزب العدالة والتنمية ومن بينها صحيفة “ستار” التي لجأت إلى التزوير وعرضت صورة مختلفة تظهر أردوغان يلقي كلمته والقاعة تغص بالحضور ونشرت خبرها تحت عنوان “رئيس الجمهورية التركي يوجه انتقادات لاذعة للأمم المتحدة والغرب” بحسب صحيفة سوجو التركية.

انظر ايضاً

أردوغان يقر بخسارة حزبه في الانتخابات المحلية في تركيا

أنقرة-سانا أقر رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بخسارة حزبه (حزب العدالة والتنمية)