الشريط الإخباري

(لا صوت للظل) لعلي الدندح… قصائد تتعاطى الحداثة باعتدال

دمشق-سانا

تظهر القصيدة في مجموعة “لا صوت للظل” التي صدرت مؤخرا للشاعر علي الدندح صدى لحزن الشاعر من استشهاد شقيقه على يد التنظيمات الإرهابية فضلا عن تأثره بما تعرضت له سورية جراء الحرب عبر إيحاءات شفيفة امتزجت بعاطفة صادقة.

وجاءت قصيدة “حين اشتعلت على حنينك دمعتان” التي كتبها لأخيه الشهيد محمد مليئة بالعنفوان والتحدي والمحبة والوطنية والشوق لمقاتل في صفوف الجيش العربي السوري غادر الحياة مرفوع الكرامة في تكوين شعري التزم خلاله البنية الموضوعية المتماسكة منذ انطلاق النص إلى خاتمته فقال:

“أمدد لهام المجرة ضوء.. عل عمري بين أنقاض الأماني يستعيد

بها خطاه.. وأبعث ضياءك في غياب العالم السفلي.. علي من حدود

الموت.. أجمع ما تناثر من زماني.. إني هناك.. إني هنا”.

الدندح حاول أن تمثل نصوصه انعكاساً ذاتياً لواقع الوطن وإنسانه وبيئاته التي عاش فيها متنقلاً عبر متنوعاتها الجميلة كقوله في نص شعري بعنوان “بانوراما”:

“يناديني إلى شام الهوى.. أملي أحاصره.. فيفلت من يدي.. كما

أني أخاف على القصيدة أن تموت.. بغيهب المنفى.. وأخشى من

زمان قد يفوت”.

وعندما تتداعى الذكريات في مخيلة الشاعر يترك العاطفة تشكل بنى القصيدة تحت هيمنة موهبته التي تقودها إلى حيث يريد فلا يتخلى عن الأسس الشعرية التي تمنح للقصيدة جواز وصولها إلى المتلقي فيقول في قصيدة “حوار الحلم المستعر”:

“آه يا وجع الضياع.. حين البحار بلا جهات.. والسفين بلا

شراع عطشي إليك.. وكل ما في الروح ينبض باسمك الغالي..

وأحلام المواقد ما تزال.. إليك تسعى”.

وفي شكل آخر عند الشاعر الدندح نجد الرمز يشكل حالة جميلة في بعض النصوص مستعيرا ألفاظها من الواقع الإنساني ومن مفردات الحياة دون الوقوع في الضبابية كقوله في قصيدة “رعاف الكلمات”:

“هلعا.. أخمش رعاف الكلمات.. في بحة الهمس الممتد.. سراب

يشرب ظلي.. دون جهات أمشي.. أتقيأ صدأ الوقت.. وأسترشد بجنوني”.

وفي قصيدة “لا صوت للظل” التي جاءت عنواناً للمجموعة يخاطب الشاعر فيها المرأة بشكل يمزج بين حبها كإنسانة وبين سيكولوجية الحياة فانتقى موسيقا هادئة لنصه الذي جاء متماسكاً في تحولاته لشعرية فقال”

“يا امرأة تأتي من دون مواعيد.. في لحظة تكوين المطر العذري..

وتأتي ساهرة بحروف الشوق ولون الدمع.. الماثل في خديها ذات مساء”.

المجموعة الشعرية التي جاءت على شعر التفعيلة المقتطفة من بحور الخليل من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب وتقع في 107 صفحات من القطع المتوسط تحاول المزج باعتدال بين الأصالة والمعاصرة.

يذكر أن الشاعر علي فرحان الدندح يعمل معداً للبرامج الثقافية ويكتب في الصحف والدوريات المحلية فاز بعدة جوائز في مجال الشعر.. من مؤلفاته نزيف القوافي وهو عضو جمعية الشعر في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وعضو اتحاد الصحفيين في سورية.

محمد خالد الخضر